أميرات تطوعن بالجيش.. بينهن مسلمة حاربت هتلر

LONDON, UNITED KINGDOM - JUNE 21: Queen Elizabeth II (L) and Prince Charles, Prince of Wales during the State Opening of Parliament in the House of Lords at the Palace of Westminster on June 21, 2017 in London, United Kingdom. This year saw a scaled-back State opening of Parliament Ceremony with the Queen arriving by car rather than carriage and not wearing the Imperial State Crown or the Robes of State. (Photo by Arthur Edwards - WPA Pool/Getty Images)
الملكة إليزابيث هي أول امرأة في العائلة المالكة تخدم في القوات المسلحة (غيتي)

فريدة أحمد

قد يعتقد البعض أنها حكايات أسطورية لثلاث أميرات حاربن في الجيش مثل الرجال دون تردد أو خوف، وقد يصدم الكثيرون حين يعرفون أنها قصص حقيقية لأميرات حملن أفكارا ومبادئ دفعتهن لميدان الحرب من أجلها.

ونقدم هنا قصص ثلاث أميرات تطوعن في الجيش: 

نور عنايت خان.. آخر كلماتها حرية
مسلمة من أصول هندية، من الأبطال الذين وقفوا في وجه هتلر، ويعد تمثالها أول نصب يقام تكريما لامرأة آسيوية في بريطانيا. في عام 1942، كانت آخر كلماتها "حرية" قبل إطلاق الرصاص على مؤخرة رأسها وحرق جثمانها.

ولدت نور -كما جاء في العديد من الصحف والمواقع الأجنبية كغارديان و"بي بي سي" ونيويورك تايمز- عام 1914 في موسكو لأم أميركية وأب هندي من سلالة الأمراء وكان واعظا مسلما صوفيا، وعرف عن جدها الأكبر السلطان تيبو رفضه الخضوع للحكم البريطاني وقاد معارك ضد الاحتلال، فقتل في إحداها عام 1799.

مع اندلاع الثورة الشعبية في روسيا بداية الحرب العالمية الأولى، اضطرت عائلة نور إلى الانتقال إلى بريطانيا ومنها إلى فرنسا.

في طفولتها تعلمت من والدها العزف على الآلات الموسيقية، وكان أبرزها القيثارة، التحقت بجامعة السوربون ودرست سيكولوجيا الأطفال، ونشرت أبحاثا أكاديمية عدة، وقصصا خيالية للأطفال، كما بحثت في العقائد والأديان وتراث الأنبياء.

ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1940، فرّت عائلة نور من فرنسا إلى بريطانيا بعد أن احتلها الألمان، وتطوعت في الجيش البريطاني كمشغلة راديو لاسلكي لمقاومة نازية هتلر.

سافرت إلى فرنسا لتعمل لصالح بريطانيا تحت اسم "مادلين"، وكانت مهمتها فك الشفرات اللاسلكية، كما عملت في فرقة النخبة عام 1942، وهي وحدة سرية كانت مكلفة بالحصول على المعلومات من وراء خطوط العدو الألماني لمساعدة مقاتلي المقاومة المحلية، وانضمت إلى المقاومة في فرنسا، وبسبب براعتها في فك الشفرات ساعدتهم في العديد من المهمات كنسف الجسور والسكك الحديدية، وواصلت تزويد القيادة بالمعلومات العسكرية المتعلقة بحركات الجيش الألماني، وراحت تتنقل من جبهة لجبهة لتقوم بمهمات شتى.

بعد أشهرٍ من عملها، ألقى الألمان القبض عليها بعد أن وشت بها امرأة فرنسية، وأُرسلت إلى سجن انفرادي. في السجن تعرضت على مدار 10 أشهر لكافة أنواع التعذيب داخل معسكر الاعتقال "داخاو" جنوبي ألمانيا.

ظلت صامدة ولم تكشف عن الأسرار التي كانت تعرفها، وفي 13 سبتمبر/أيلول 1944 أطلقوا الرصاص على مؤخرة رأسها، لتصبح "الأميرة المسلمة" رمزا لمقاومة النازية، وتقيم بريطانيا تمثالا لها في ساحة "غوردون" بوسط العاصمة البريطانية.

وجاء اسم نور ضمن المرشحين بوضع صورهم على أكبر عملة ورقية في البلاد من فئة 50 جنيها إسترلينيا عام 2018، ومن المرجح أن تطبع صورتها عام 2020 على الفئة النقدية المذكورة.

فوزية فؤاد
الأميرة المصرية فوزية، شقيقة الملك فاروق، آخر ملوك أسرة محمد علي، ولدت في نوفمبر/تشرين الثاني 1921 في مدينة الإسكندرية، ونشأت في القصور والحدائق الملكية.

درست في سويسرا، وعادت إلى مصر، لتتم خطبتها عام 1938 من قبل ولي العهد الإيراني محمد رضا بهلوي في صفقة دبلوماسية بين البلدين، بعد الخطبة بعام تزوجت الأميرة وسافرت إلى طهران.

لم تكن حياتها سعيدة في البلاط الإيراني، كما كانت علاقتها متوترة مع والدة زوجها وشقيقاته حتى بعد تنصيبها إمبراطورة، بحسب تقرير منشور في صحيفة تلغراف.

عادت فوزية إلى مصر وطلبت الطلاق من زوجها، في تلك الفترة عملت في الخدمة المجتمعية، وتثقيف النساء في مسقط رأسها ودعمهن بالعناصر المطلوبة لتصبح لديهن أدوات التمكين الكامل، بحسب صحيفة ديلي نيوز.

تطوعت فوزية للعمل ممرضة في الجيش أثناء حرب فلسطين، وكانت رئيسة المتطوعات لخدمة الجنود الجرحى، طبقا لأرشيف الجامعة الأميركية في مصر.

بعدها افتتحت الأميرة فوزية عددا من المستشفيات، وتابعت عن كثب رعاية المرضى وإعداد الطعام لهم.

بعد حصولها على الطلاق، تزوجت فوزية من العقيد إسماعيل شيرين، الذي شغل مناصب دبلوماسية وعسكرية عدة في عهد الملك فاروق، وعاشا معا في الإسكندرية حتى وفاته عام 1994، وكان لديهما ولد وابنة، وتوفيت الأميرة في 2 يوليو/تموز 2013. 

إليزابيث الثانية.. ميكانيكية بارعة
ولدت ملكة بريطانيا الحالية إليزابيث في لندن، وتلقت تعليما ملكيا مميزا مع شقيقتها في المنزل.

أصبحت إليزابيث الوريث المفترض للعرش بعدما تنازل عمها إدوارد الثامن عن العرش لوالدها جورج السادس عام 1936، حينها بدأ إعدادها للاهتمام بالواجبات العامة، لا سيما مع اندلاع الحرب العالمية الثانية.

عندما بلغت الأميرة إليزابيث 18 عاما في عام 1944، رفض والدها انضمامها إلى النساء المساعدات في المجال الحربي بعد مداولات طويلة مع مستشاريه، بحسب تايم.

لكن "بيتس" الطموحة -كما كان يطلق عليها- كانت لها أفكار أخرى، وكانت لديها رغبة في تقديم الخدمة أثناء الحرب، ويبدو أنه ببعض الضغوط منها ومن مستشاري الملك، أصدر الأخير تكليفا لها لتصبح ملازما ثانيا في الخدمة الإقليمية النسائية المساعدة، وبدأت التدريب في مارس/آذار 1945.

وبموجب مرسوم ملكي من والدها الملك، لم تمنح أي رعاية خاصة أو رتبةً أو امتيازا، بمجرد انضمامها، اجتازت الأميرة اختبار القيادة العسكرية، وتعلمت قراءة الخرائط وعملت على إصلاح المحركات والميكانيكا، وكانت ترى نفسها ميكانيكي سيارات بارعا.

وتعتبر إليزابيث أول امرأة في العائلة المالكة تخدم في القوات المسلحة كعضو ناشط بدوام كامل.

المصدر : مواقع إلكترونية