أخيرا مسابقة دون عري.. كيميائية تفوز بلقب ملكة جمال أميركا

كيميائية تحقق حلم نسويات الستينات أخيرا مسابقة ملكة جمال بلا بكيني
كيميائية تحقق حلم نسويات الستينيات بمسابقة جمال دون بيكيني (مواقع التواصل)

ماري هارون

اتهمت مسابقات ملكات الجمال منذ الستينيات بقولبة المرأة في قالب مقاييس الجمال الشكلية والظاهرية دون النظر لعقل وكيان المرأة وتقدمها العلمي. لكن لأول مرة تكسر تلك القاعدة في ولاية كونتيكيت عندما توجت كاميل شراير (24 عاما) بلقب ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية عقب تجربة علمية، دون الالتفات للملابس الشاطئية العارية والصورة التقليدية لتلك المسابقات.

استبعدت المؤسسة الوطنية لملكات الجمال ارتداء "البيكيني" شرطا من شروط المسابقة فقررت كاميل شراير خوض التجربة.

ملكة جمال بارعة في العلوم
أبهرت كاميل شراير لجنة التحكيم في جميع مراحل المسابقة التي نافست فيها خمسون فتاة على لقب ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية 2020، وأهلها التتويج للفوز بمنحة دراسية قيمتها خمسون ألف دولار، وهي ما زالت باحثة دكتوراه في الصيدلة بجامعة فرجينيا كومونولث.

تعمدت شراير إبراز قدراتها العلمية خلال المسابقة حيث تعد عروض المواهب جزءا أساسيا من تلك المسابقات وقد عرضت شراير موهبتها بصفتها كيميائية من خلال عرض مسرحي بمواد كيميائية انفجرت على المنصة بألوان مختلفة أثناء شرحها التجربة بشكل ممتع، لتكسر النمط المعروف عن ملكات الجمال.

وسعت شراير بشكل متعمد لكسر الأنماط السائدة لما تعنيه مسابقات ملكات الجمال، الأمر الذي خططت له في حملتها "اعقل دواءك" التي ستتولى الترويج لها خلال عام 2020 ضمن واجباتها باعتبارها ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية.

الجمال والذكاء يجتمعان
أكدت شراير أثناء مقابلتها مع لجنة التحكيم قبل الفوز "أتمنى أن أوجه رسالة بأنه يمكن لكل باحثة مهتمة بالعلوم أن تكون ملكة جمال، وكل ملكة جمال يمكنها أن تكون مهتمة بالعلوم".

ونقلت تقارير إعلامية عن شراير أنها قالت للجنة التحكيم -المؤلفة من النجمة كيلي رولند، وكارامو براون نجم مسلسل كوير آي، ولورين آش نجمة مسلسل سوبر ستور- "إن ملكة جمال أميركا هي شخصية تحتاج إلى القيام بدور تربوي"، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وصرحت شراير في وقت سابق بأن "مسابقة ملكة جمال أميركا قد "غيرت وجهها"، وباتت أكثر "تقدمية" عبر التركيز على منجزات المشاركات في المسابقة أكثر من التركيز على مظهرهن"، بحسب يو أس أيه توداي.

تغيير الصورة النمطية
تسعى مؤسسة "ميس أميركا" إلى تغيير النظرة المجتمعية عن مسابقات ملكات الجمال، وألغت المؤسسة عام 2018 الجزء الخاص باستعراض المشتركات بملابس البحر، ووضعت معايير تحكيم جديدة قائمة على مسابقات المواهب والأسئلة.

ووجهت لجان التحكيم منذ ذلك الحين جهودها للكشف عن ذكاء المتسابقات، وتطلعهن للمستقبل وأدوارهن الرئيسة -باعتبارهن ملكات جمال- في حل قضايا المجتمع، وخلال الإعلان عن التغييرات، صرحت الفائزة السابقة باللقب، غريتشن كارلسون "لن نحكم بعد الآن على المرشحات بناء على مظهرهن الخارجي. وهذا تغير كبير". ولكن هذه ليست السابقة الأولى من نوعها.

رفض عالمي
بدأت حركات رفض مسابقات ملكات الجمال منذ ستينيات القرن الماضي، حين ظهرت لافتات عديدة تشبه المرأة باللحوم وتشرح على أجسادهن أسامي الأعضاء كما اللحوم، في محاولة لرفض منهج الكشف عن جسم المرأة من أجل تقييم جمالها.

كما نظمت مسيرة هي باكورة الحركة التحررية المضادة لمسابقات ملكات الجمال في 7 سبتمبر/أيلول عام 1968 لمناهضة قيام مسابقة ملكة جمال أميركا، وصدرت دعاوى التظاهر من منظمات وحركات تحرير المرأة والنشطات النسويات، وتصدرت إحدى المظاهرات عناوين الصحف حين قررت الناشطات والنسويات حرق حمالات الصدر النسائية اعتراضا على مسابقة ملكة الجمال ولكن لم تحل أي من تلك المحاولات لمنع المسابقات.

وتختفي دعوات الحركات التحررية النسوية وتعود بين الحين والآخر، ففي عام 2011 برزت في بعض المسيرات ببريطانيا سيدات تجاوزن الستين يحملن لافتات كتب عليها: نحن لسن جميلات ولا قبيحات ولكننا غاضبات، وصرحت إحدى المتظاهرات لموقع صحيفة الإندبندنت أنهن ضد تسليع المرأة وربط جمالها بمقاييس جسدية دون أي اعتبار للمرأة العاملة والباحثة والمتفوقة.

ثورة ملكات الجمال
شاركت النساء في محاولات تغيير الصورة النمطية عن مسابقات ملكات الجمال بما فيهن المشاركات في مسابقات الجمال أنفسهن، ليس بشكل فردي فقط مثل كاميل شراير ولكن على مستوى جماعي. وتألقت المشاركات في مسابقة ملكة جمال بيرو عام 2017 في عرض جماعي، وعرضت المشاركات في المسابقة إحصائيات العنف ضد المرأة في كل من المقاطعات التي توجن على رأسها.

وتتصدر المشاركةُ المنصةَ لتتحدث عن أعداد الفتيات اللاتي تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي في مدينتها التي تمثلها في المسابقة، الأمر لفت انتباه الصحافة العالمية، لما يمكن أن تقدمه المشاركات والمرأة وما هو أبعد من القياسات الجسدية، وصفت الصحافة العالمية الأمر حينها بتظاهرة على منصة التتويج ، أثبتت المشاركات فيها أهمية ولكن ليس أرقام قياسات جسم المرأة بل أرقام ضحايا العنف من النساء.

وتعالت الصيحات المناهضة لمسابقات ملكات الجمال حتى وصلن بعد ستة عقود لجزء من مرادهن وهو إلغاء ملابس البحر العارية من مضمون المسابقة، وبدء المتسابقات المتأملات في الحصول على اللقب في التفكير لما هو أبعد من القياسات، وما عليهن من واجب أكبر من استعراض أجسادهن التي غالبا ما تربك المراهقات والفتيات بسبب صعوبة الحصول على الأجساد النحيلة ذات القياسات صعبة المنال.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية