احتكار عمالقة التكنولوجيا.. مهمة صعبة أمام ترامب

Facebook, Apple, Amazon, Netflix and Google
إدارة ترامب أظهرت رغبة في أن تكون أكثر عدوانية من سابقاتها بمكافحة الاحتكار (الجزيرة)

كتبت محررة الشؤون الاقتصادية في صحيفة فايننشال تايمز رانا فوروهار أن الولايات المتحدة والصين تسيران في اتجاهات مختلفة عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا، ذاك القطاع الذي سيقود النمو العالمي على مدى العقود المقبلة.

وقالت إن مطالبات المسؤولين الأميركيين الأسبوع الماضي بأن تنهي الصين دعم الدولة لصناعة التكنولوجيا المتقدمة لن تلقى استجابة لأن بكين كانت واضحة تماما عندما قالت إنها لن تفكك أبدا خطة "الصين 2025" التي تهدف إلى جعل الصين مستقلة عن التكنولوجيا الأميركية خلال السنوات القليلة القادمة. وتنبأت بانتهاء تكامل صناعات التكنولوجيا الصينية والأميركية في نهاية المطاف.

وأشارت المحررة إلى أنه في الوقت الذي تجادل فيه بعض الشركات المتخصصة في مجال التكنولوجيا الآن أن الأكبر هو الأفضل هناك أبحاث تظهر أن معظم الابتكارات لا تحدث فقط في شركات التكنولوجيا عندما تكون أصغر بل إن ارتفاع التركيز قد أفاد رأس المال بشكل غير متناسب على حساب العمالة، مما أدى إلى انخفاض الأجور وعدم المساواة، أكبر القضايا في عصرنا.

وقالت إن القوة الاحتكارية تهدد فوائد النظام اللامركزي، والشركات الصغيرة في الولايات المتحدة هذه الأيام ليست هي فقط التي تسحق، بل المتوسطة وحتى الكبيرة منها أيضا. وتعتبر معارك شركة كوالكوم القانونية مع شركة آبل أحد الأسباب التي جعلتها هدفا للاستحواذ.

والضغط الذي تقوم به شركات التكنولوجيا الكبرى من أجل التحولات في مجالات مثل حقوق براءات الاختراع قد أضعف شركات التكنولوجيا الحيوية والشركات الصغيرة والمتوسطة في مجال توريد البرمجيات، وقد شكل كل هذا ضغطا متزايدا من الحزبين للقيام بشيء ما بشأن قوة شركات التكنولوجيا العملاقة، وينبغي على إدارة ترامب أن تستمع.

وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة لا تستطيع منافسة الصين في النُهج التنازلية من القمة إلى القاعدة في مجال التنافسية، ولا يمكنها حتى صياغة خطة تجارية متماسكة، ولكن بإمكانها إعادة التأكيد على مزايا نظام أكثر لامركزية من خلال كبح ما يسمى "Faangs" وهي الكلمة التي تجمع الحروف الأولى من فيسبوك وآبل وأمازون ونتفليكس وغوغل.

وختمت بأن النمو المستدام يتعلق بإثراء النظام التكنولوجي ككل وليس حفنة من الشركات، وقد أظهرت هذه الإدارة رغبة في أن تكون أكثر عدوانية من سابقاتها في مكافحة الاحتكار، وقد يكون أفضل شيء بالنسبة للقدرة التنافسية للولايات المتحدة هو عدم محاربة الصين بل محاربة الـ"Faangs".

المصدر : فايننشال تايمز