ابن سلمان في فرنسا.. هل تصمد المبادئ أمام المصالح؟
وسوف يتضح إن كان هذا خلافا مؤقتا أو تغيرا طويل المدى عندما يصل ابن سلمان إلى باريس غدا الأحد، في زيارة تستغرق يومين ستركز على قضايا اليمن وسوريا وقطر والاتفاق النووي الإيراني.
وبعد زيارتين إلى بريطانيا والولايات المتحدة شهدتا توقيع عقود ضخمة، سيحضر ولي العهد السعودي مناسبات ثقافية واجتماعات سياسية ومنتدى اقتصاديا. ومن المتوقع إعلان مشروع سياحي مهم بين البلدين، لكن من غير المنتظر أن يوقع ابن سلمان أي عقود كبيرة.
إعادة صياغة
ويرفض مسؤولون فرنسيون فكرة أن يكون غياب العقود الضخمة انعكاسا لضعف العلاقات، ويقولون إنهم يسعون إلى "نهج" جديد للعمل مع أكبر مصدر للنفط في العالم لا يعتمد على المشروعات الجديدة الجذابة.
ولم تسفر العلاقة الدافئة بين الرياض والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند عن التوسع الكبير في الأعمال الذي كانت تسعى لها باريس.
وقال دبلوماسي فرنسي كبير إن "المنافسة شرسة، لذا علينا إعادة التفكير في أنماط العلاقات. كلام أقل بشأن العقود الكبيرة وتركيز أكثر على قطاعات أقل جاذبية مثل الصحة والتعليم والسياحة".
لكن محللين أشاروا إلى أن ابن سلمان البالغ من العمر 32 عاما يركز على علاقات أوثق مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في وقت يسعى فيه ماكرون بدوره لتحسين العلاقات مع إيران وتعهد بالحفاظ على الاتفاق النووي.
ووصف عدة دبلوماسيين غربيين وعرب لقاء نوفمبر/تشرين الثاني بأنه متوتر، وقال ثلاثتهم إن الاجتماع هيمن عليه تهديد ابن سلمان بتقليص العلاقات مع فرنسا ما لم يكبح ماكرون رغبته في الحوار مع إيران (غريمة الرياض في المنطقة) وسعيه لتعزيز المصالح التجارية هناك.
وقال المسؤولون إن ماكرون ذكر ابن سلمان بمكانة فرنسا في العالم كقوة نووية وعضو دائم في مجلس الأمن بالأمم المتحدة، وهي حرة فيما تفعل.
وأقامت فرنسا في السنوات القليلة الماضية علاقات جديدة مع بلدان الخليج بسبب موقفها الحازم من إيران في المفاوضات النووية، والتشابه الكبير في السياسات تجاه نزاعات الشرق الأوسط.
لكن باريس تنظر أحيانا للجهود الصارمة من جانب ابن سلمان -لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في منطقة الشرق الأوسط- على أنها طائشة.
وقال دبلوماسي فرنسي آخر "قد تذهب العلاقات في أي من الاتجاهين لكن من الواضح أن ابن سلمان يشعر بود أكبر من جانب ترمب عن ماكرون".
وأضاف "بينما يقر ماكرون بطموحات الإصلاح لكنه يرى أن ابن سلمان من الممكن أن يكون شخصا خارج نطاق السيطرة وأن ما يفعله في اليمن وقطر والحديث بشأن إيران قد يصب مزيدا من الزيت على النار في المنطقة".
ضغوط
وتأتي الزيارة في ظل تنامي الضغوط على ماكرون في الداخل من مشرعين وجماعات حقوقية بشأن مبيعات الأسلحة الفرنسية إلى التحالف الذي تقوده السعودية ويحارب جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن.
وحث خطاب خاص مرسل إلى ماكرون من 12 منظمة دولية غير حكومية على الضغط على ولي العهد السعودي من أجل تخفيف الحصار على الموانئ اليمنية وتعليق مبيعات السلاح الفرنسية.
وقال مسؤول بالرئاسة الفرنسية "إنها نوع من علاقة تعاون جديدة مع السعودية تستند بدرجة أقل إلى العقود التي نقر بأهميتها، وستترجم إلى رؤية مشتركة. هذه هي النبرة العامة التي ستسود الحوار".