"منتدى كوالالمبور".. التوافق طريق التحول الديمقراطي

حضور واسع من جنسيات مختلفة في المؤتمر الرابع لملتقى كوالالمبور للفكر والحضارة
المؤتمر الدوري الرابع لمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة (الجزيرة نت)

خليل مبروك-إسطنبول

خلص المشاركون في المؤتمر الدوري الرابع لـ"منتدى كوالالمبور للفكر والحضارة" إلى ضرورة التوافق بين كافة الشركاء السياسيين، لتحقيق التحول الديمقراطي في أي قطر من العالم العربي.

كما أقروا بالحاجة لتوعية المجتمعات العربية بضرورة تحقيق الانتقال الديمقراطي والصبر عليه، وإدراك مكانة التنمية الاقتصادية والإصلاح السياسي والمأسسة في إطار التخصص كأهداف متقدمة للتحول الديمقراطي.

وشارك أكثر من 150 مفكرا وسياسيا من عدد كبير من دول العالم في المؤتمر الذي اختتمت أعماله في مدينة إسطنبول التركية أمس الأحد، بعد ثلاثة أيام من الانعقاد تحت عنوان "الانتقال الديمقراطي الأسس والآليات".

وناقش المؤتمر العديد من تجارب التحول الديمقراطي في عدد من الدول العربية والإسلامية، ونتائج ثورات الربيع العربي والثورات المضادة، مركزا على آليات التغيير ومساراته من جهة وسبل إدارة المراحل الانتقالية عند التحول الديمقراطي من جهة أخرى.

حضور كبير من جنسيات مختلفة في المؤتمر الرابع لملتقى كوالالمبور للفكر والحضارة (الجزيرة نت)
حضور كبير من جنسيات مختلفة في المؤتمر الرابع لملتقى كوالالمبور للفكر والحضارة (الجزيرة نت)

تعقيد المشهد
وأوضح الأمين العام للمنتدى الدكتور عبد الرزاق المقري أن المؤتمر وموضوعه جاءا استجابة للحاجة العربية للتعامل مع ظروف الانتقال إلى الحالة الديمقراطية.

وألقى المقري -في حديثه للجزيرة نت– باللائمة في عدم تحقق الانتقال الديمقراطي في العالم العربي على كل من: الأنظمة العسكرية الشمولية التي لم تفهم أنه لا حل إلا بالتوافق من جهة، وعلى قوى المعارضة العربية وفي صلبها الحركات الإسلامية التي لم تنجح في تطوير أدائها وفكرها للتعامل مع هذا الظرف من جهة أخرى.

وبيّن المقري أن حالة العصف والنقاش بين الأفكار المتنوعة والمتعددة والمتعارضة في كثير من الأحيان نتيجة الحضور الواسع من مختلف دول العالم الإسلامي، كانت من أهم الأهداف التي حققها المؤتمر.

وأكد أن الحوارات بين المشاركين قادت إلى الاتفاق على أرضية مشتركة لفهم أسس الانتقال الديمقراطي وفق قواعد تسمح بالوصول إلى ميزان قوة يسمح بتحقيقه، وفقا لنظرية التوافق التي لا يمكن أن ينجح الانتقال الديمقراطي إلا بها.

ولقي المؤتمر اهتماما كبيرا من الشخصيات السياسية التركية والعربية ومن وسائل الإعلام، نظرا لطابعه الدولي وطبيعة الشخصيات المشاركة فيه، والتي تعد مراجع مطلعة شاهدة على كثير من المحطات السياسية والتحولات في العديد من دول العالم.

بدوره رأى المفكر المغربي محمد الطلابي أن انكسار "الربيع الديمقراطي" خلق انعكاسات نفسية واجتماعية وفكرية، يجب أن يتصدى المفكرون والفلاسفة للإجابة عن أسئلتها الكثيرة.

‪المفكر المغربي محمد الطلابي‬ (الجزيرة نت)
‪المفكر المغربي محمد الطلابي‬ (الجزيرة نت)

أفكار الملتقى
وأشار إلى أن جوهر مشكلة الربيع العربي تكمن في كونه تحركا شعبيا جريئا، لكنه ما زال يفتقر إلى النظرية السياسية في الدولة والمجتمع المدني والمواطنة والتحالفات، معتبرا أن صياغة هذه النظرية هي مسؤولية المفكرين الذين جمعهم ملتقى كوالالمبور.

وقال الطلابي للجزيرة نت إن انكسار الربيع الديمقراطي في المنطقة العربية لا يعني انتصار الثورات المضادة، وأضاف "لأننا نعيش حالة توازن إستراتيجي بينهما، فالثورة المضادة تملك الدولة العميقة أما الربيع العربي فيملك المجتمع العميق".

وتأسس ملتقى كوالالمبور للفكر والحضارة في ماليزيا عام 2014، ويترأسه رئيس الوزراء الماليزي الأسبق مهاتير محمد، ويمارس فعالياته الفكرية والتوعوية في عشرين دولة.

وأوضح الناشط السوري الشاب سامي أبو حطب -المشارك في المؤتمر- أن قيمة المشاركة تنبع من الاحتكاك بشخصيات عالمية ساهمت في تجارب التحول الديمقراطي في أكثر من دولة، وخاصة ماليزيا التي بدأت منها رحلة الملتقى وتركيا التي تحتضن مؤتمره الرابع.

ولفت في حديثه للجزيرة نت إلى أن المشاركة الشبابية اللافتة في الملتقى تظهر تقبل القوى العربية الديمقراطية للدماء الشابة، لكنه أشار إلى ضرورة الابتعاد عن التقسيم وفق العمر أو الجنس، والارتكاز على الكفاءة عوضا عن ذلك.

المصدر : الجزيرة