حوار الأديان بالدوحة.. رسائل ضد الانتهاكات والحصار

صورة جماعية بعد اختتام المؤتمر
صورة جماعية في ختام المؤتمر الذي استمر يومين (الجزيرة)
محمد أزوين-الدوحة

وجّه مؤتمر حوار الأديان في الدوحة في ختام جلساته رسائل تدعو للوئام بين أتباع الديانات، وتندد بانتهاكات حقوق الإنسان وما يرتكب منها باسم الدين.

وانتقد مشاركون في المؤتمر حصار دولة قطر، مؤكدين أنه ينتهك حقوق الإنسان التي حثت الديانات على حفظها، وأنه يسبب انقساما خطيرا بين شعوب المنطقة التي كانت تعيش في سلام.

واختتمت جلسات المؤتمر مساء اليوم الأربعاء بعد يومين حافلين بالأنشطة والنقاشات، ودعا المؤتمرون الأمم المتحدة إلى تفعيل القوانين المتعلقة بحماية حقوق الإنسان، ومنع الإفلات من العقاب باعتباره السبب الرئيسي لتنامي الانتهاكات.

كما دعا المشاركون في الجلسة الختامية إلى التكامل بين المؤسسات الدينية والحكومات، وطالبوا الحكومات بتقديم الدعم المادي للمؤسسات الدينية حتى تتمكن من إيصال رسالتها وتستقل عن تمويل الجهات غير الخاضعة للرقابة.

طريق الحل
وقال ممثل الأمم المتحدة السامي لتحالف الحضارات ناصر عبد العزيز النصر إن التفاوض والتوفيق بين أتباع الديانات وبين الدول، وتكامل الجهود، هو أقصر الطرق لحل مشاكل العالم.

وأكد أن السلام لا يمكن بناؤه بجهود الحكومات فقط، بل لا بد من انخراط رجال الدين فيه، لما لهم من تأثير على مختلف الشعوب؛ "فالدين جزء من الحل، وليس جزءا من المشكلة كما يعتقد البعض".

المشاركون دعوا إلى مساندة ضحايا الاضطهاد والانتهاكات ومنهم أقليات دينية (الجزيرة)
المشاركون دعوا إلى مساندة ضحايا الاضطهاد والانتهاكات ومنهم أقليات دينية (الجزيرة)

من جهته، قال مدير الجامعة التربوية في كييف بأوكرانيا أندريه هيوريش إن حقوق الإنسان في العالم لا يمكن أن تصان إلا من خلال تكامل الأدوار بين الحكومات والمؤسسات الدينية، مطالبا الحكومات بتوفير المال والدعم اللازمين لهذه المؤسسات كي تقوم بترسيخ حقوق الإنسان في عقليات أتباعها.

ورأى أن من الأسباب الرئيسية لانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب باسم الدين، الفجوة الخطيرة بين السلطتين السياسية والدينية، حيث تفتقر المؤسسة الدينية في كثير من بلدان العالم إلى الوسائل المادية لتقديم الصورة المشرقة للدين.

وأكد أن هذا هو ما يدفع بعض المؤسسات الدينية إلى التطلع لجهات أخرى للحصول على الدعم المالي، مشيرا إلى أن تلك الجهات غالبا ما تفرض شروطها التي قد تتنافى مع حقوق الإنسان.

حصار قطر
وانتقد هيوريش في حديث للجزيرة نت حصار قطر الذي وصفه بالظالم، وقال إن دول الحصار جمعت بين انتهاك حرمات الدين وانتهاك حقوق الإنسان بحرمانها شعوب المنطقة من الوئام، خاصة أنها شعوب تنتمي لقبائل توجد على طرفي حدود الأزمة.

من جهة أخرى، طالب الخبير الدولي في حقوق الإنسان مايك أندروز بتفعيل القوانين المتعلقة بحماية حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي لا يقوم بما عليه لردع مرتكبي الانتهاكات.

وأصدر المؤتمر في ختام أعماله عددا من التوصيات؛ من بينها وجوب التصدي لكافة الانتهاكات التي تمس الحقوق المكفولة لكل إنسان مهما كان دينه أو جنسه أو لونه، والدعوة لتفعيل القيم الدينية في الأديان السماوية، وتعزيز القوانين الدولية المنوط بها حماية حقوق الإنسان.

كما أوصى المؤتمر بإيجاد آليات دولية فاعلة لضمان حرية المعتقد، وممارسة الشعائر الدينية، واحترام المقدسات والرموز الدينية، والمساندة والتضامن مع من يتعرضون لاضطهاد وانتهاكات لحقوق الإنسان سواء كانوا دولا واقعة تحت الاحتلال، أو أقليات دينية تتعرض للتطهير العرقي، أو أفرادا وأسرا اضطرت للجوء خارج أوطانها.

وطالب المؤتمر أيضا بإنشاء مؤسسات من ممثلي الديانات المختلفة حول العالم لرصد الانتهاكات التي تقع أثناء الحروب والنزاعات.

المصدر : الجزيرة