هل اكتسحت الحالة "الترامبية" أميركا اللاتينية وأوروبا؟

RIO DE JANEIRO, BRAZIL - OCTOBER 28: Supporters of far-right presidential candidate Jair Bolsonaro, celebrate in front of his house in Rio de Janeiro, Brazil, after he won Brazil's presidential election, on October 28, 2018 in Rio de Janeiro, Brazil. Far-right former army captain Jair Bolsonaro was elected president of Brazil on Sunday, beating leftist opponent Fernando Haddad in a runoff election after a bitter and polarized campaign. (Photo by Buda Mendes/Getty Image
أنصار بولسونارو لدى فوزه برئاسة البرازيل في الانتخابات الشهر الماضي (غيتي)

كان فوز جايير بولسونارو برئاسة البرازيل الشهر الماضي وإعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اعتزالها السياسة عام 2021 آخر مؤشر على اكتساح تيار أقصى اليمين مناصب السلطة في أميركا اللاتينية وأوروبا، وهو ما وصفته "سي أن أن" بانتعاش الحالة "الترامبية"، في إشارة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يتبنى مواقف أقرب إلى أقصى اليمين.

فبدعوى تجنب كارثة الانهيار الاقتصادي في البرازيل ومكافحة الفساد وضع الناخبون ثقلهم وراء مرشح اليمين المتطرف بولسونارو الذي غالبا ما كان ينظر إلى ترامب بأنه مصدر إلهام.

وتشير قناة "سي أن أن" إلى أن الأحزاب المحافظة بدأت تتمدد في أميركا اللاتينية -وإن كان بدرجات متفاوتة- كما حصل في الأرجنتين وتشيلي وكولومبيا وباراغواي وبيرو، لكن هذه التيارات لم تصل إلى حد التطرف كما في البرازيل.

وفي خضم أزمه المهاجرين وعدم المساواة الاقتصادية وتنامي خيبه الأمل لدى الاتحاد الأوروبي والشعور بفقدان الهوية الوطنية حققت الأحزاب اليمينية في عدد متزايد من البلدان الأوروبية مكاسب انتخابية.

الأحزاب اليمينية المدرجة أدناه تتراوح بين الشعوبية والقومية واليمين المتطرف الفاشي، ويظهر الجدول التالي نسبة تقدم هذه الأحزاب عبر العقدين الماضيين: 

أبرز الدول الأوروبية التي حصل فيها أقصى اليمين على آخر نسب مرتفعة في الانتخابات واستطلاعات الرأي(الصحافة الأميركية)
أبرز الدول الأوروبية التي حصل فيها أقصى اليمين على آخر نسب مرتفعة في الانتخابات واستطلاعات الرأي(الصحافة الأميركية)

أقوى أحزب اليمين
ألمانيا: البديل من أجل ألمانيا: انطلق عام 2013 كحركة مناهضة للعملة الأوروبية، وقد جذب الناخبين المناهضين للمأسسة والليبرالية والأوروبية، فهم ضد كل شيء قد يعتبر شعارا، وفق مجلس ألمانيا للشؤون الخارجية.

وتقول سياسة الحزب إن "الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا"، ويدعو إلى فرض حظر على بناء المساجد.

فرنسا: حزب الجبهة الوطنية الذي يستخدم الخطاب الشعبوي لتعزيز مناهضة الهجرة والاتحاد الأوروبي، ويفضل الحزب سياسات الحمائية الاقتصادية، ويدعو إلى تقليص دخول المهاجرين، وتخفيف مزاياهم إذا ما دخلوا البلاد.

هولندا: "الحزب من الأجل الحرية"، وشعاره "مزيد من الأمن وقليل من الهجرة"، وهو يناهض الاتحاد الأوروبي والإسلام، وقد دعا إلى إغلاق كافة المدارس الإسلامية.

اليونان: حزب الفجر الذهبي، وشعاره "الدم والشرف والفجر"، تأسس عام 1980، وقد بدأ هذا الحزب بجذب انتباه العالم عام 2012 عندما دخل البرلمان للمرة الأولى.

ووفق وصف مفوض حقوق الإنسان في المجلس الأوروبي، فإن الحزب "نازي جديد وعنيف" ويحمل أفكارا متطرفة ضد المهاجرين والاتحاد الأوروبي.

هنغاريا (مجر): حزب "جوبيك" ويحمل شعار "هنغاريا للهنغاريين" المناهض للهجرة، ويتبنى الشعبوية والحمائية الاقتصادية، وقد فاز عام 2014 بنسبة 20% من الانتخابات البرلمانية.

السويد: "ديمقراطيو السويد" ويحمل شعار "حافظوا على السويد سويدية"، ويدعو إلى فرض قيود كبيرة على الهجرة، ويعارض السماح لتركيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ويسعى لإجراء استفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي.

النمسا: حزب الحرية ويحمل شعار "النمسا أولا".

سلوفاكيا: حزب "سلوفاكيتنا" يعتبر أن أي مهاجر عددا كبيرا على البلاد، ويصف حلف شمال الأطلسي بأنه "منظمة إجرامية"، ويفضل الحزب مغادرة الاتحاد الأوروبي والمنطقة الأوروبية.

والجدول التالي يظهر نتائج آخر الانتخابات وتقدم أحزاب أقصى اليمين في أوروبا: 

‪بيانات نشرتها
‪بيانات نشرتها "بي بي سي"‬ بيانات نشرتها "بي بي سي"

وتنقل صحيفة ديلي ميل عن تون جونز الذي يعمل مع مؤسسة الدراسات الاجتماعية والإنسانية في بلغاريا أن الأحداث تظهر توجها مقلقا لظهور وجهات النظر اليمينية المتطرفة.

وقال إن هناك شيئا أوسع نطاقا يجري في المنطقة أنتج خطابا وطنيا وحيويا ومحافظا تمكنت من خلاله الأفكار اليمينية المتطرفة من أن تصبح سائدة.

الكاتب أندريا أموني -وهو متخصص في تاريخ أوروبا والعصر الحديث بجامعة لندن- كتب في موقع الجزيرة الإنجليزية أن هذا التوجه يعني انتهاء تعدد الثقافات، معلقا على تشكيل ائتلاف يميني في النمسا مطلع العام الجاري.

وتقول "سي أن أن" إنه من الصعب الاعتقاد بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه -الذي اتخذ مواقف متشددة تجاه المهاجرين- قد ينظر في تبني مثل هذه السلطات الدكتاتورية.

وتضيف أنه مع كل تحول إلى اليمين فإن ثمة رخصة تعطى للمتطرفين في دول قد تأسف بنهاية المطاف على منح الأصوات لهم.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية