هل يوجه "الرز السعودي" بوصلة الإعلام المصري بقضية خاشقجي؟

عبد الرحمن أبو الغيط-الجزيرة نت
 
بين ليلة وضحاها، تحولت نغمة الإعلام المصري من اتهام قطر وتركيا باختطاف الصحفي السعودي جمال خاشقجي، إلى التحذير من مخططات لإسقاط السعودية وتقليص دورها في المنطقة.
 
فخلال أسبوعين، وتحديدا منذ اختفاء خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018 بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول؛ هاجم الإعلام المصري خاشقجي بشدة، ووصفه بالكاره لمصر والعميل التركي القطري الأميركي، كما سيطرت فكرة وجود مؤامرة من الإخوان المسلمين وقطر ضد السعودية على تغطية الإعلام المصري لقضية خاشقجي.
 
ولم يتوقف الهجوم الإعلامي على خاشقجي وتركيا وقطر والإخوان، بل امتد إلى خطيبته التركية خديجة جنكيز، التي طالها الكثير من التجريح والإهانات الشخصية، كما وُصفت بالإرهابية وعميلة المخابرات.
 
ومع اعتراف السعودية ليل الجمعة بقتل خاشقجي نتيجة "شجار" داخل قنصليتها؛ واصلت وسائل الإعلام المصرية تبني الرواية السعودية للأحداث، وتبارى الإعلاميون في برامج "التوك شو" المصرية لتأكيد أن جهازا سياديا سعوديا أخطأ وتجري محاسبته، وأنه يجب الوقوف مع السعودية ضد "محاولات الابتزاز التركية والأميركية".
 
وأثارت تغطية الإعلام المصري لمقتل خاشقجي الكثير من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، كما دفعت الإعلامي الساخر يوسف حسين لتخصيص فقرة في برنامجه "جو شو" للسخرية من هذا الأداء المدافع عن السعودية.

 

توجيهات مخابراتية
ولم يقتصر الأمر على البرامج الساخرة، فقد هاجم الروائي المصري علاء الأسواني الإعلاميين المصريين الذين دافعوا عن السعودية، بعد الإعلان عن اختفاء الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
 
وتساءل في تدوينة عبر صفحته على فيسبوك: "ما موقف المذيعين الأمنجية في الإعلام المصري الذين -بتعليمات المخابرات- كانوا ينفون مسؤولية السعودية عن مقتله؟ هل لديهم من الشرف ما يدفعهم للاعتذار؟ لا أعتقد".

 
ولم يختلف الصحفي أحمد عبد القوي الذي كتب "زملائنا اللي شغالين في قنوات السعودية والإمارات والمخابرات المصرية، قضية جمال خاشقجي -رحمه الله- نموذج بسيط جدا لقضايا كتير إنتم شغالين عليها بالكذب والتضليل والتقارير المفبركة عكس الحقيقة تماما، اتقوا ربنا".
ووفقا للإعلامي المصري أيمن جاد، فإن تعاطي الإعلام المصري لم يأت من واقع التمويل السعودي لبعض القنوات المصرية فقط، بل يتماشى كذلك مع تبعية النظام الحالي للسعودية والإمارات بشكل كامل.
 
وأوضح في تصريح للجزيرة نت أن النظام المصري بأجهزته الأمنية ووسائل إعلامه ملك السعودية والإمارات ما دام الأرز (الأموال) متوفرا، والدعم المقدم من هاتين الدولتين للتستر على جرائم عبد الفتاح السيسي المستمرة بحق الشعب المصري، على حد تعبيره.
 
وبحسب جاد، فإن ما يرسم العلاقة بين الإعلام المصري والسعودية هو استمرار الدعم المالي والنفطي للنظام المصري؛ فالجميع يتذكر الإعلاميين أحمد موسى وعزمي مجاهد وهما يكيلان الاتهامات للسعودية بعدما قطعت الإمدادات البترولية عن القاهرة، وعندما عادت تغيرت بوصلة الإعلام لمديح المملكة وملكها وولي عهدها.
المصدر : الجزيرة