السيسي في روسيا، فماذا يريد؟

السيسي يلتقي ميدفيديف في زيارة رسمية لروسيا
السيسي (يسار) التقي مدفيدف الثلاثاء ويلتقي بوتين الأربعاء (رويترز)

وجد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حفاوة واضحة في بداية زيارته المهمة لروسيا، لكن الحديث عن نجاح الزيارة يبقى مرتبطا بالنتيجة التي ستصل إليها مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء، خصوصا فيما يتعلق بعودة السياحة الروسية إلى مصر.

ووصل السيسي إلى موسكو الاثنين، وخاض برنامجا حافلا الثلاثاء شمل لقاء مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيدف الذي كشف عن أن مصر وروسيا ستوقعان اتفاقية مهمة للشراكة الإستراتيجية.

وبعد أن وضع إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول في العاصمة الروسية موسكو الثلاثاء، قام السيسي بزيارة نادرة إلى مجلس الاتحاد الروسي حيث أصبح أول رئيس لدولة أجنبية يلقي كلمة أمام المجلس الذي يمثل الغرفة العليا في البرلمان الروسي ويضم ممثلين عن مختلف الكيانات المكونة للاتحاد الروسي.

وكان لافتا أن استهل السيسي كلمته أمام المجلس بمطالبتهم بتوجيه التحية إلى مرور 75 عاما على العلاقات الروسية المصرية قائلا "لا أعرف إن كان يليق لي أن أطلب منكم توجيه التحية لمرور 75 سنة على العلاقات المصرية الروسية"، وبدورهم رد الأعضاء على طلبه بالتصفيق.

الصديق العزيز
كما وصف السيسي بوتين بـ"الصديق العزيز" وحرص على تكرارها مرتين، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية في تغطيتها للزيارة.

وبين العديد من القضايا المهمة ستكون استعادة السياحة الروسية لمصر هي الهاجس الأكبر للسيسي عندما يلتقي بوتين غدا الأربعاء في اجتماع غير رسمي يقام بمنتجع سوتشي.

وتحتاج مصر بقوة إلى عودة كاملة للسياحة الروسية التي كانت توقفت عقب تحطم طائرة روسية تقل سياحا فوق سيناء في أكتوبر/تشرين الأول 2015 ثم تحسنت قليلا بعودة حركة الطيران الروسي إلى العاصمة القاهرة في أبريل/نيسان الماضي بعد توقف استمر أكثر من عامين.

لكن القاهرة تأمل في أن توافق موسكو على استئناف الرحلات المباشرة التي تنقل السائحين إلى الوجهات السياحية على البحر الأحمر مباشرة، خصوصا الغردقة وشرم الشيخ.

ملفات أخرى
كما تأمل مصر بأن تسرع روسيا في إنهاء منطقة صناعية بمنطقة قناة السويس، وذلك وفق مذكرة تفاهم وقعها الجانبان في فبراير/شباط 2016، وتنص على أن تشمل المنطقة التي ستقام على مساحة مليوني متر مربع مشروعات لإنتاج جرارات زراعية ومنتجات بتروكيماوية باستثمارات تصل إلى نحو 4.6 مليارات دولار بحلول عام 2035.

وبالإضافة إلى هذين الملفين، تشير وكالة الأناضول للأنباء إلى عدة ملفات أخرى ستكون حاضرة في اجتماع السيسي وبوتين، منها التعاون العسكري والاقتصادي والأزمات في المنطقة، ولاسيما سوريا، التي تتواجد فيها موسكو بقوة، فضلا عن التعاون العسكري بين البلدين، ومشروع الضبعة النووي الذي ستقيمه روسيا في مصر، واتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

وقد بلغ حجم التبادل بين مصر وروسيا 4.1 مليارات دولار خلال العام 2016، وذلك وفق وكالة الأناضول للأنباء، التي أشارت أيضا إلى أن لقاء الغد سيكون التاسع بين السيسي وبوتين بعدما سبقته ثمانية لقاءات، كان أولها خلال عام 2014 حين زار السيسي موسكو بصفته وزيرا للدفاع آنذاك ثم 3 زيارات رسمية وهو في سدة الحكم إلى روسيا، فضلا عن زيارتين قام بهما بوتين إلى القاهرة ولقاءين على هامش قمتين سابقتين للبريكس ومجموعة العشرين.

المصدر : الجزيرة + وكالات