مخاوف من إجهاض النظام محاولات تقديم منافس السيسي

مؤيدو السيسي يرفعون صوره في حراسة الشرطة ويطالبون بالتمديد له دون انتخاب. (تصوير خاص لتجمع لمؤيدي السيسي ضد مظاهرة لمعارضيه ـ وسط القاهرة ـ مايو 2016).
مؤيدو السيسي يطالبون بالتمديد له دون انتخابات خلال تجمع وسط القاهرة العام الماضي

عبد الله حامد-القاهرة

تعرضت جبهة التضامن للتغيير في مصر لهجوم وسائل إعلام مقربة من النظام، عقب تسرب خبر عن اعتزام الجبهة الوقوف خلف مرشح منافس للرئيس عبد الفتاح السيسي بالانتخابات المقبلة، ما ينذر بإجهاض المحاولة كما حدث لسابقاتها.

وشنت صحيفة "اليوم السابع" المقربة من النظام هجوما على الجبهة وأعضائها قبل الإعلان عنها، كما انتقدتها المذيعة لميس الحديدي على فضائية "سي بي سي".

وليست جبهة التضامن أول من حاول الدفع بمرشح ينافس السيسي، إذ يقول الصحفي حازم حسني إن المحامي والناشط خالد علي سبق أن طرح اسمه كمنافس محتمل، فتم اتهامه بارتكاب الفعل الفاضح بالطريق العام، ثم برز اسم رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق هشام جنينة فأحيل للتحقيق بتهمة إثارة الرأي العام ببيانات كاذبة.

ويرى حسني أن الخارطة السياسية الحالية لا تتيح مساحة للمناورة السياسية، فالإسلاميون خارج اللعبة، والمعارضة مشتتة وضعيفة وربما تلجأ نهاية الأمر لخيار المقاطعة الإيجابية.

‪الروبي: من العبث الحديث عن انتخابات بلا رقابة قضائية دولية‬ الروبي: من العبث الحديث عن انتخابات بلا رقابة قضائية دولية (الجزيرة)
‪الروبي: من العبث الحديث عن انتخابات بلا رقابة قضائية دولية‬ الروبي: من العبث الحديث عن انتخابات بلا رقابة قضائية دولية (الجزيرة)

التضامن للتغيير
وصاغ القائمون على الجبهة وثيقة وصفت النظام الحالي بأنه "الأسوأ في تاريخ مصر الحديث" بسبب "عدم احترام الدستور، والتضييق على القوى السياسية والمجتمع المدني، وتقليص هامش الديمقراطية، وعلى المستوى الاقتصادي غياب الرؤية وزيادة الدَّين" داعية كل القوى السياسية للتضامن خلف مرشح وبرنامج وطني.

وضمت الجبهة شخصيات من عدة تيارات، ومنهم المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح، والسياسيين عمرو الشوبكي وفريد زهران وعبد الجليل مصطفى وأحمد البرعي ومحمد القصاص وشادي الغزالي وهشام جنينة وخالد علي والبرلماني هيثم الحريري وعضو حملة السيسي الرئاسية سابقا حازم عبد العظيم.

ونفى عدد من الذين ترددت أسماؤهم كأعضاء بالجبهة عضويتهم بها، كالمرشح الرئاسي السابق ووزير الخارجية الأسبق عمرو موسى، والقيادي بحركة 6 أبريل شريف الروبي الذي قال إنه "فوجئ باسمه ضمن الجبهة" وهي في رأيه "مجموعة غير منسجمة".

وألمح الروبي إلى أن رجل الأعمال والسياسي ممدوح حمزة دعا سياسيين قدامى لجلسة ناقشوا خلالها الوضع القائم، واقترحوا فكرة تشكيل جبهة للوقوف خلف مرشح رئاسي مدني.

وأضاف أن عددا من المجتمعين اشترطوا عدم دخول حركة 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين، بسبب تسميتهم ما جرى يوم 3 يوليو/تموز 2013 انقلابا.

وتابع الروبي "من العبث الحديث عن انتخابات بلا رقابة قضائية دولية، وبلا قوة جماهيرية منظمة تواجه السيسي، والإصرار على الدخول بهذه اللعبة دون ضمانات يمنح شرعية للسيسي".

‪حمدان: المعارضة ليست هشة ولكن النظام سعي لتهميشها‬ حمدان: المعارضة ليست هشة ولكن النظام سعي لتهميشها (الجزيرة)
‪حمدان: المعارضة ليست هشة ولكن النظام سعي لتهميشها‬ حمدان: المعارضة ليست هشة ولكن النظام سعي لتهميشها (الجزيرة)

تحرك جيد
بالمقابل، امتدح مجدي حمدان نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية "الجبهة التي تحاول تحريك المياه السياسية الراكدة" ملمحا إلى أن المحادثات انتهت باجتماع لوضع ميثاق لعمل الجبهة، وأن هناك مساعي لاختيار مرشح لقيادة مصر وتفعيل مبادئ الثورة وترسيخ معايير العدالة الانتقالية.

ورأى القيادي السابق في جبهة الإنقاذ أن "اللوثة التي أصابت إعلام النظام دليل على خطورة الجبهة، لا سيما وأنها صدمت دعاواهم المنادية بضرورة وجود مرشح أمام السيسي".

ولا يعتبر حمدان -في حديثه للجزيرة نت- أن المعارضة هشة، ولكن النظام سعي لتهميشها باعتقال النشطاء وتفجير أحزابها من الداخل، معربا عن أمله الكبير في الجبهة.

واعتبر الكاتب أحمد عبد العزيز تكوين الجبهة محاولة متميزة عن سابقاتها لأنها تضم أسماء من تيارات شتى مما يمنع استفراد النظام بتيار معين، لكنه رأى أن إخراج التيار الإسلامي من المعادلة يضعف المعارضة.

وتوقع أن النظام سيجهض مبكرا أي محاولة لمنافسته، لذا قال للجزيرة نت إن السؤال موجه للغرب عما إذا كان سيراهن باستقرار مصر عبر غضّ الطرف عن ممارسات النظام التي يمكن أن تفضي إلى فوضى؟ وملمحا إلى أن التقارير الحقوقية الدولية تؤكد تململ المجتمع الدولي من النظام.

المصدر : الجزيرة