انقطاع الكهرباء في ليبيا.. معاناة متكررة

صور لمدينة طرابلس طريق الشط – ارشيفية خاصة خلال برنامج طرح الأحمال
الظلام يلف العاصمة الليبية طرابلس (الجزيرة)

فؤاد دياب-الجزيرة نت

عادت أزمة انقطاع التيار الكهربائي في ليبيا تتصدر المشهد من جديد بعد أن كان استقر مطلع العام الجاري، فقد أصبح المواطن الليبي مع بداية دخول فصلي الصيف والشتاء كل عام على موعد مع هذه الأزمة المتكررة التي لم تستطع أي من الحكومات المتعاقبة منذ أربع سنوات حلها وإنهاء معاناة المواطنين. 

وكانت المناطق الشرقية والغربية دخلت في حالة إظلام تام خلال الأيام الماضية، حيث وصلت نسبة العجز في إنتاج الطاقة إلى 1400 ميغاوات، في وقت زادت فيه درجات الحرارة عن أربعين درجة مئوية.

وقال عياد القنيدي مساعد المدير التنفيذي للشركة العامة للكهرباء بطرابلس إن ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام الماضية أدى إلى انهيار الشبكة العامة والدخول في إظلام تام وزيادة عدد ساعات طرح الأحمال التي تجاوزت أكثر من عشرين ساعة.

وأضاف القنيدي للجزيرة نت أن انخفاض درجات الحرارة منذ الأحد الماضي أسهم في التقليل من ساعات طرح الأحمال، حيث تراوحت مدة الانقطاعات بالمنطقة الغربية بين خمس وست ساعات يومياً.

ويعاني الليبيون بجانب أزمة انقطاع الكهرباء من نقص في السيولة النقدية، وازدحام أمام المصارف التجارية، وارتفاع في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، وارتفاع في سعر صرف الدولار أمام الدينار الليبي.

الليبيون لجؤوا للشواطئ هربا من الحر في ظل انقطاع الكهرباء (الجزيرة)
الليبيون لجؤوا للشواطئ هربا من الحر في ظل انقطاع الكهرباء (الجزيرة)

أسباب وحلول
وعن الأسباب الحقيقية لأزمة الكهرباء المتكررة، أوضح القنيدي أن المشكلة تعود لسببين رئيسيين: هما عزوف الشركات الأجنبية عن إكمال مشاريع محطات التوليد المتوقفة، وبعد المواطن الليبي عن عملية الترشيد في استهلاك الطاقة الكهربائية مقارنة بدول الجوار.

وطالب باستكمال المشاريع المتوقفة لمحطات التوليد وتنفيذ المشاريع التطويرية المقترحة، وإجراء الصيانة الدورية للمحطات.

من جهته، قال عضو لجنة الأزمة بطرابلس ناصر الكريوي إن أزمة الكهرباء تؤثر على حياة المواطن مباشرة في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، التي تزامنت مع ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى تأثيرها على الاقتصاد الوطني بشكل عام.

وأضاف للجزيرة نت أن جميع القطاعات الخدمية كالصحة والتعليم ومياه الشرب والمصارف التجارية ومحطات الوقود والمحلات التجارية تتأثر بشكل مباشر بانقطاع الكهرباء، مشيرا إلى أن لجنة الأزمة على تواصل دائم مع المجلس الرئاسي لإنهاء هذه الأزمة. 

وتسببت الأزمة أيضا في توقف منظومة الجوازات بطرابلس، التي أدت إلى حدوث بطء في إجراءات السفر في معبر راس جدير الحدودي مع تونس وازدحام المسافرين خلال الأيام الماضية.

وأدى انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة إلى لجوء الكثير من سكان العاصمة طرابلس وضواحيها إلى شواطئ البحر هرباً من الأزمة والحر الشديد.

المصدر : الجزيرة