هل انتهى شهر العسل بين ترمب وبوتين؟

Russia's President Vladimir Putin talks to U.S. President Donald Trump during their bilateral meeting at the G20 summit in Hamburg, Germany July 7, 2017. REUTERS/Carlos Barria
ترمب وبوتين التقيا على هامش قمة العشرين التي استضافتها ألمانيا في وقت سابق من الشهر الجاري (رويترز)

قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بادرة طيبة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في ديسمبر/كانون الأول الماضي عندما آثر ألا يرد على طرد الولايات المتحدة دبلوماسيين روسا ومصادرة مجمعات دبلوماسية روسية.

لكن شهر العسل انتهى الآن، فقرار روسيا طرد مئات الدبلوماسيين الأميركيين ووضع يدها على
مجمعين أميركيين ربما يكون اعترافا في موسكو بأن قدرة ترمب على تحسين العلاقات محدودة في أحسن الأحوال وبداية مرحلة جديدة من تراجع العلاقات.

واتخذت روسيا تلك الخطوة بعدما بعث مجلس الشيوخ الأميركي يوم الخميس بإشارة مثيرة مفادها أنه لا يثق في ترمب بشأن روسيا وذلك بإقراره مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على موسكو ويقيد يدي الرئيس إذا حاول تخفيفها.

ولم يوقع ترمب حتى الآن على مشروع القانون كما أنه لم يوضح الإجراء الذي سيتخذه بشأنه.

وقال أندرو ويس الخبير السابق بشأن روسيا في مجلس الأمن القومي إن الروس "أدركوا شخصية ترمب، وفي حين يودون استغلال تعلقه الأبله ببوتين والإحساس الزائف بأنه يمكنك إبرام صفقات مع شخص مثل بوتين… فإنهم يدركون أن أداءه البهلواني كرئيس يجعل من الصعب بالنسبة له فعل أي من الأشياء الكبيرة التي تريدها روسيا".

وتوالت التحقيقات في الكونغرس وخارجه بشأن تواطؤ حملة ترمب مع روسيا لتجعل من الصعب على ترمب فتح صفحة جديدة مع بوتين

إحباط روسي
وعلى رأس قائمة الأمنيات الروسية تخفيف العقوبات الأميركية المفروضة بسبب ضمها القرم من أوكرانيا، بل إن آمال روسيا ربما كانت تصل إلى حد اعتراف أميركي بسيادتها على القرم.

وقال ويس الذي يعمل حاليا في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي "أداء ترمب لم يترك بالتأكيد انطباعا لدى أحد في موسكو بأنه رجل يمكنه تحقيق المتوقع منه"، فرغبة ترمب التي عبر عنها كثيرا خلال حملته الرئاسية في 2016 بتحسين العلاقات مع روسيا عرقلتها نتائج توصلت إليها أجهزة المخابرات الأميركية بأن روسيا تدخلت لمساعدة المرشح الجمهوري على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وتوالت التحقيقات في الكونغرس وخارجه بشأن تواطؤ حملة ترمب مع روسيا لتجعل من الصعب على ترمب فتح صفحة جديدة مع بوتين.

وجاء إقرار العقوبات على روسيا بأغلبية ساحقة ليضع ترمب في موقف صعب، فبعد موافقة 419 عضوا في مجلس النواب مقابل اعتراض ثلاثة فقط وموافقة 98 عضوا مقابل اثنين في مجلس الشيوخ، أصبح ترمب مضطرا إلى اتخاذ نهج متشدد تجاه موسكو أو نقض التشريع وإغضاب الكونغرس بما فيه أعضاء حزبه الجمهوري، علما بأن نتيجة التصويت تشير إلى أن الكونغرس يمكنه بسهولة تجاوز الفيتو الرئاسي إذا أقدم عليه ترمب.

وأشار ويس إلى أن تدني شعبية ترمب في الداخل وميله لإغضاب حلفاء في حلف شمال الأطلسي مثل ألمانيا وعجزه عن إقرار تشريع داخلي كلها عوامل تسهم في إدراك روسيا أنه يضعف الولايات المتحدة.

تدمير ذاتي
وقال ويس "(هذا) سيكون له مردود جيد على موسكو، إذ لن تكون هناك حاجة لإبعاد ترمب عن المسار الذي يتخذه بالفعل والذي ينطوي على تدمير ذاتي ويضر بمكانة أميركا على المستوى الدولي".

وأمهلت روسيا الولايات المتحدة حتى أول سبتمبر/أيلول لخفض عدد موظفيها الدبلوماسيين في روسيا إلى 455 شخصا، وهو عدد الدبلوماسيين الروس الذين أبقتهم الولايات المتحدة بعدما طردت واشنطن 35 روسيا في ديسمبر/كانون الأول بسبب اختراق الانتخابات المزعوم.

كما قالت إنها ستصادر مجمعا روسيا يستخدمه دبلوماسيون أميركيون وكذلك مخزنا للبعثات الدبلوماسية الأميركية، وسط توقعات بخطوات أخرى منها السيطرة على مزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا أو محاولة الحد من العمليات الجوية الأميركية في سوريا.

كما تحدث السفير الأميركي السابق في روسيا مايكل مكفول عن احتمال فرض روسيا عقوبات اقتصادية مضادة على الولايات المتحدة، وإن رجح أن بوتين ربما يتجنب ذلك كورقة أخيرة في التعويل على ترمب.

المصدر : رويترز