الضفة الغربية تشتعل في جمعة الأقصى

Palestinians clash with Israeli security forces outside Jerusalem's Old city July 21, 2017. REUTERS/Ronen Zvulun
مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال في البلدة القديمة (رويترز)
ميرفت صادق-رام الله

شهدت مناطق واسعة في الضفة الغربية الجمعة مواجهات عنيفة بين مئات الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد صلوات حاشدة في الساحات العامة وأمام الحواجز العسكرية، دعما للمرابطين ورفضا للبوابات الإلكترونية الإسرائيلية على مداخل المسجد الأقصى في القدس.

وفي إحصاء غير نهائي، تحدثت الناطقة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني عراب فقهاء للجزيرة نت عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين من مدينة القدس وضواحيها وإصابة 390 متظاهرا الجمعة، منهم 100 على الأقل في القدس والباقون في أرجاء الضفة الغربية.

وسجل المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم جنوبا أعنف المواجهات، حيث أصيب ما لا يقل عن ستين فلسطينيا بحالات اختناق شديدة و15 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.

وعلى حاجز قلنديا العسكري الذي يفصل وسط وشمال الضفة الغربية عن القدس، هاجمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مئات الفلسطينيين الذين أدوا صلاة الجمعة أمام الحاجز تضامنا مع المرابطين في القدس.

‪مئات الفلسطينيين يؤدون الصلاة أمام حاجز قلنديا قبل تعرضهم للقمع الإسرائيلي‬ (الجزيرة)
‪مئات الفلسطينيين يؤدون الصلاة أمام حاجز قلنديا قبل تعرضهم للقمع الإسرائيلي‬ (الجزيرة)

مسيرات
وألقت قوات الاحتلال قنابل الغاز مباشرة على المصلين بعد رفع الأذان لصلاة الجمعة مباشرة، لكنهم عادوا وتجمعوا لتأدية الصلاة، ثم حاولت مسيرة حاشدة التوجه إلى الحاجز وقوبلت بالقمع الشديد.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه نقل 16 إصابة بالرصاص من مواجهات حاجز قلنديا، منها ستة بالرصاص الحي.

وبعد صلاة الجمعة، جابت مسيرة حاشدة شوارع مدينة رام الله، حيث توجه العشرات إلى المدخل الشمالي لمدينة البيرة المجاورة، واندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال.

وفي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، أعلنت الأوقاف الإسلامية تعليق الصلاة في عشرين مسجدا بالمدينة، وأدى الآلاف صلاة جمعة حاشدة في ملعب الحسين، قبل أن تندلع مواجهات عنيفة في منطقة باب الزاوية.

وذكرت المصادر الطبية أن ثمانية متظاهرين أصيبوا بالرصاص الحي، بينهم إصابة وصفت بالخطيرة، و17 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في مواجهات باب الزاوية بالخليل.

وشارك الآلاف في صلوات جمعة حاشدة بالساحات العامة في مدن نابلس وطولكرم وسلفيت وقلقيلية، أعقبتها مواجهات مع الاحتلال أدت إلى إصابة عشرة فلسطينيين على الأقل بالرصاص الحي والمعدني.

وكانت حركة فتح دعت إلى أيام غضب فلسطينية احتجاجا على نصب الاحتلال بوابات إلكترونية على مداخل الأقصى، ودعما للمرابطين المقدسيين على بواباته منذ أسبوع.

وأعلنت مساجد في منطقة رام الله والقدس إغلاق أبوابها أثناء صلاة الجمعة، وأهابت بالمصلين من حملة الهوية المقدسية شد الرحال إلى المسجد الأقصى، أو الصلاة أمام الحواجز الإسرائيلية.

‪فلسطينيون يرشقون قوات إسرائيلية بالحجارة في مدخل مدينة بيت لحم‬ (الجزيرة)
‪فلسطينيون يرشقون قوات إسرائيلية بالحجارة في مدخل مدينة بيت لحم‬ (الجزيرة)

كما دعت حركة حماس إلى مسيرات غضب فيما أسمتها "جمعة الغضب للأقصى". وقال الناطق باسم حركة حماس حسام بدران إن ما يتعرض له المسجد الأقصى يضع الفلسطينيين أمام مسؤولية دينية ووطنية وتاريخية.

مواجهة الاحتلال
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان إن صمود المقدسيين على بوابات المسجد الأقصى يحرك الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية نحو مسؤولياتها في الدفاع عن المقدسات.

وكان عدنان يشارك في الصلاة الحاشدة أمام حاجز قلنديا الفاصل عن القدس المحتلة، وقال للجزيرة نت إن مواجهات الجمعة في الضفة والقدس لن تكون حاسمة في كسر البوابات الإلكترونية، ودعا إلى استمرار الرباط والمواجهة في الأيام القادمة.

وقال عدنان "نحن في مرحلة عض أصابع مع الاحتلال، وعلى الاحتلال الإسرائيلي أن يتحمل نتائج سياسته وأفعال قواته في القدس والضفة الغربية".

وحسب القيادي في الجهاد الإسلامي، فإن الاحتلال ومن خلال نصب البوابات لا يهدف إلى إذلال الفلسطينيين فحسب، ولكن إلى إغلاق المسجد أمام المسلمين عامة من خلال تقليل الوافدين إليه يوميا.

وتوقعت مستويات أمنية فلسطينية منذ أيام انفجار الأوضاع الأمنية في القدس والضفة الغربية على خلفية إغلاق المسجد الأقصى واشتراط التفتيش الإلكتروني على بواباته.

والتقى الرئيس الفلسطيني فور عودته إلى رام الله فجر الخميس برئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج الذي قدم له تقريرا مفصلا عن الأوضاع الأمنية، كما أفادت الوكالة الرسمية.

وكان فرج قد حذر في لقاء مع سفراء وقناصل أجانب برام الله الأربعاء من أن الفلسطينيين والإسرائيليين "وصلوا إلى أخطر مربع في الصراع"، وأن "التصعيد في القدس سيكون الشرارة لتداعيات أمنية خطيرة على الجميع ".

المصدر : الجزيرة