غياب التضامن الإسلامي والعربي مع الأقصى
أسيل جندي-القدس المحتلة
وبين قرار هنا وتصريح خجول هناك يُرجّح مراقبون أن الساعات المقبلة ستحمل مزيدا من التصعيد ضد المسجد والمصلين المعتصمين على أبوابه، في ظل استمرار رفضهم للدخول عبر البوابات الإلكترونية التي نصبتها سلطات الاحتلال صباح يوم الأحد الماضي.
وطالب نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر منصور عباس الدول العربية بالكف عن توجيه سهامها لبعضها البعض، والعمل عل توحيد صفوفها في سبيل محاصرة العدو سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا.
وفي حديثه للجزيرة نت أشار عباس إلى أن الشعب الفلسطيني بات يعتمد على نفسه في مقاومة الاحتلال ولا يرجو كثيرا من أشقائه العرب رغم تمسكه في حقه بطلب الدعم والنصرة والإسناد، مؤكدا أن الحراك الشعبي الفلسطيني الحالي بحاجة لغطاء عربي وإسلامي ودولي على مستوى الحكومات والمؤسسات، لأن استمرار الصمت سيدفع إسرائيل إلى مزيد من الفتك بالمرابطين العُزّل على أبواب الأقصى الذين يقاومون بكلمة الحق.
الحق يواجه آلة الحرب
واستهجن عباس عدم خروج مظاهرات لنصرة الأقصى في العواصم والمدن العربية رغم سقوط الجرحى يوميا وتعرض علماء وأئمة للضرب والتنكيل على أبواب المسجد.
وأردف "مسنون وعلماء أجلاء جاوزوا السبعين من العمر يُذلون على أبواب الأقصى دفاعا عنه ويواجهون آلة الاحتلال الإسرائيلية، والشعوب العربية لم تتوجه حتى الآن للتظاهر أمام السفارات الإسرائيلية في بلادها".
وعبر عن أسفه لتصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين -وعلى رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو– حول فرص التطبيع القوية مع بعض الدول العربية دون تقديم أية تنازلات، لا على مستوى الملف الفلسطيني ولا المسجد الأقصى.
وفي ظل الدعوات للنفير العام يوم غد الجمعة، أكد عباس تسيير الحافلات من الداخل المحتل باتجاه أبواب المسجد الأقصى، رغم محاولات مخابرات الاحتلال ترهيب الفلسطينيين وثنيهم عن التوجه للقدس، داعيا لنفير مماثل في كل العواصم العربية نصرة لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
التعاطف لا يكفي
بدوره، قال مستشار رئيس السلطة الفلسطينية للشؤون الخارجية نبيل شعث إن إبداء التعاطف مع ما يحدث في الأقصى غير كاف، مضيفا "ليس هكذا يواجه الإسرائيليون وهم يقتربون من تحقيق ما حققوه في الحرم الإبراهيمي في الخليل ونحن نسمع هذا التهديد بتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا وتحويله لمعبد إسرائيلي".
وأكد أن الحاجة ملحة الآن إلى موقف عربي إستراتيجي وليس تكتيكيا أو إعلاميا، عازيا أسباب الصمت الحالي إلى الأزمات في كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها من الدول التي حولت ملايين العرب إلى لاجئين.
وأضاف شعث أن الخلافات التي تمتد على طول الوطن العربي توهن القدرة العربية على المواجهة واستخدام ما لها من نفوذ اقتصادي وسياسي وجغرافي في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وليس بعيدا عن ذلك، قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبد اللطيف القانوع إن الموقف العربي والإسلامي ضعيف، ولا يذكر أمام حجم تضحيات الشعب الفلسطيني، ويقابل ذلك الموقف مؤامرة ضخمة يقودها الاحتلال الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى.
وأشار القانوع إلى أن الموقف العربي سيسمح للاحتلال بالمضي في إجراءاته العنصرية، التي ما كانت لتتقدم خطوة إلا بتواطؤ وصمت عربي مخجل، مؤكدا جاهزية حركة حماس للانخراط في معركة كسر القيود عن المسجد الأقصى المبارك.
وتطرق القانوع إلى أن الدفاع عن المسجد الأقصى يكون بالخروج في مسيرات وهبات شعبية، تتضمن مهاجمة السفارات الإسرائيلية في كافة البلدان لكسر وإفشال المخططات الإسرائيلية.
يذكر أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية دعا مصر إلى التدخل لإنهاء إجراءات الاحتلال المتخذة بالأقصى، وذلك خلال لقائه مع السفير المصري لدى فلسطين سامي مراد.