أي تداعيات لتطورات القدس على الوضع في الضفة؟

JERUSALEM, ISRAEL - JULY 17: Palestinian Muslims protest praying outside the entrance to the old city of Jerusalem as it is partially blocked by Israeli Police on July 17, 2017 in Jerusalem, Israel. Following Friday's terror attack the holy site of Al Aqsa mosque was partly closed. Now only individuals can enter through metal detectors which has sparked outrage in the Muslim community. (Photo by Ilia Yefimovich/Getty Images)
فلسطينيات خلال مظاهرة أمام مدخل المدينة القديمة في القدس المحتلة (غيتي)

ميرفت صادق-رام الله

أقدم الفلسطيني رأفت حرباوي ظهر أمس الثلاثاء على تنفيذ عملية دهس استهدفت جنودا إسرائيليين قرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. ودون الحرباوي في آخر منشوراته بفيسبوك السؤال التالي: "هل سينال المقدسيون وحدهم شرف الدفاع عن المسجد الأقصى
 
واعتبرت أوساط فلسطينية عملية حرباوي واحدة من أوجه التصعيد المحتملة في الضفة الغربية بعد إقامة الاحتلال بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى وما نجم عنه من رد فعل مقدسي وفلسطيني رافض للتعاطي معها.
 
ودعت حركة فتح الأربعاء إلى أيام غضب للقدس والمسجد الأقصى. وقال عضو لجنتها المركزية جمال محيسن "نحن أمام خطوات تصعيدية قد تصل إلى خلع هذه البوابات أو تكسيرها".

ودعا محيسن الجماهير الفلسطينية إلى الصلاة في العراء يوم الجمعة. وقال "سنعود للصلاة في المساجد عندما يعود المقدسيون إلى المسجد الأقصى بعد إزالة البوابات".

جمال محيسن حذر من تصعيد فلسطيني كبير(الجزيرة)
جمال محيسن حذر من تصعيد فلسطيني كبير(الجزيرة)

ودعا العالم الإسلامي إلى الصلاة في العراء للضغط على حكوماتهم من أجل اتخاذ خطوات عملية على مستوى الحدث الذي قال إنه يمس بعقيدة وكرامة كل المسلمين، وأضاف للجزيرة نت "لن نسمح لمخطط فرض السيادة الإسرائيلية على القدس أن يمر مهما كانت النتائج".

وذكر محيسن أن "زيارة أرييل شارون وتدنيسه لساحات المسجد الأقصى عام 2000 التي شكلت الشرارة للانتفاضة الثانية، ستكون قليلة بالنسبة لما ينتظرنا إذا استمر التصعيد الإسرائيلي في الأقصى".
 
ودعا القيادي الفتحاوي الشعب الفلسطيني إلى الزحف باتجاه المسجد الأقصى لتكسير البوابات وإزالتها، وقال إن "معركة القدس ستكون معركة جامعة لكل الفلسطينيين".

وبالتزامن مع دعوات فتح والفصائل الفلسطينية للتصعيد، دعا الشيخ بسام السعدي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي والمطلوب للاحتلال الإسرائيلي إلى "إعلان الغضب دفاعا عن المسجد الأقصى".

وأهاب السعدي في تصريحات نقلتها فضائية فلسطين اليوم "بالجماهير الفلسطينية في الوطن والشتات للخروج في مسيرات حاشدة ضد الاحتلال وسياساته وإسقاط الإجراءات العدوانية بحق الشعب ومقدساته".

تهيئة للانفجار
وعقب ليلة دامية على بوابات الأقصى بعد الهجوم العسكري الإسرائيلي على المرابطين، قال رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج إن الفلسطينيين والإسرائيليين "وصلوا إلى أخطر مربع في الصراع" في إشارة إلى المسجد الأقصى.

‪فلسطيني يرفع ملصقا رافضا للبوابات الإلكترونية على مداخل الأقصى في اعتصام بمدينة البيرة‬ (الجزيرة)
‪فلسطيني يرفع ملصقا رافضا للبوابات الإلكترونية على مداخل الأقصى في اعتصام بمدينة البيرة‬ (الجزيرة)

وكان فرج يتحدث في لقاء جمعه مع رئيس دائرة المفاوضات صائب عريقات ونائب رئيس حركة فتح محمود العالول بقناصل وسفراء أجانب برام الله ظهر الأربعاء.

وحذر فرج، ومعروف عنه قلة تصريحاته عامة، من أن "التصعيد في القدس سيكون الشرارة التي تحمل تداعيات أمنية خطيرة على الجميع ".

وطالب فرج سفراء الدول العربية والأجنبية بالضغط من أجل إزالة البوابات الإلكترونية التي استهزأ بالتبرير الإسرائيلي الأمني لوجودها. وقال "نأمل أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل الجمعة الأخيرة كي لا نصل إلى مرحلة نتحدث بها بلغة مختلفة".

الجمعة حاسمة
من جهته يرى مدير مركز مسارات للدراسات السياسية هاني المصري أن الأجواء تشير إلى احتمال الذهاب إلى تصعيد كبير إذا لم تزل إسرائيل البوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة قبل يوم الجمعة المقبل، حيث لصلاة الجمعة أهمية خاصة في الأقصى ومع دعوات عديدة من جماعات سياسية لتصعيد المواجهة.

فلسطينيتان تشاركان في وقفة احتجاج برام الله تدعو لإسناد المرابطين في القدس (الجزيرة)
فلسطينيتان تشاركان في وقفة احتجاج برام الله تدعو لإسناد المرابطين في القدس (الجزيرة)

وقال للجزيرة نت إن التحركات المقدسية تشير إلى أن الفلسطينيين لن يمرروا إقامة البوابات الإلكترونية بسهولة، لإدراكهم أن الغاية منها ليست أمنية، ولكنها جزء من مخطط إسرائيلي معلن للسيطرة على الأقصى والتقدم باتجاه تقسيمه زمانيا ومكانيا وصولا إلى هدمه وإقامة "هيكل سليمان" مكانه.

وقال المصري إن التحرك الشعبي سيكون طابعا أساسيا لأي تصعيد قادم خاصة بعد الأثر الذي تركه الرباط الشعبي في القدس المحتلة.

ويرى المحلل السياسي أنه ورغم حالة الإنهاك والإحباط والانقسام في الشارع الفلسطيني، ليس من السهولة تمرير الاعتداء على المسجد الأقصى بلا مواجهة، لكنه رجح أن تكون الضفة الغربية والقدس محل المواجهة القادمة وليست غزة التي لا تبدو مستعدة لذلك حاليا بالنظر لآثار الحصار هناك.

يذكر أنه تزامنا مع تصاعد حركة الاحتجاج والرباط على بوابات المسجد الأقصى، هددت الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية في غزة بعدم السكوت. وقال ناطق باسمها في مؤتمر صحفي الثلاثاء إن المقاومة في غزة "لن تسمح بأي حال للاحتلال باستمرار تنفيذ مخططه تجاه المسجد الأقصى".

المصدر : الجزيرة