ماذا بعد الندم على المشاركة في مظاهرات عزل مرسي؟

المشاركون في الثلاثين من يونيو انقسموا بعدها ومنهم من استمر في تأييد السيسي رغم الأزمات والإخفاقات.
المشاركون في مظاهرات 30 يونيو انقسموا بعدها، ومنهم من استمر في تأييد السيسي رغم الأزمات والإخفاقات (الجزيرة)

عبد الله حامد-القاهرة

تعالت أصوات الندم بين نشطاء وسياسيين مصريين وبلغت حد جلد الذات على المشاركة في مظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013، التي مكنت العسكريين من الانقضاض على نتائج ثورة يناير، واستعادة السلطة من الرئيس المعزول محمد مرسي.

ويهدد اتساع رقعة "التائبين من 30 يونيو" أوضاع قيادات في تلك المظاهرات بنت مجدها السياسي على المشاركة فيها، ويعتبرون أنهم صناعها، وأنه "لا ينبغي النظر إليها كخطيئة".

واعتبر الصحفي والناشط عمرو بدر -أحد مؤسسي "حركة تمرد"- أن الهدف الأساسي من تلك المظاهرات كان فقط للضغط على الرئيس مرسي لإعلان انتخابات رئاسية مبكرة، رافضا في تدوينة بصفحته على الفيسبوك "ما تلاها من إجراءات ومذابح".

بيان الإنقاذ
ويرى سياسيون شاركوا في مظاهرات 30 يونيو أنه يجب في هذا الوقت المسارعة إلى تدارك البلاد قبل وقوع مزيد من الانهيار، وفي هذا الإطار أصدر السفير السابق معصوم مرزوق -وهو مرشح من بعض القوى الناصرية لانتخابات الرئاسة المقبلة- بيانا دعا فيه مختلف القوى السياسية بلا تمييز إلى التوقيع عليه من أجل "وحدة الجماعة الوطنية لإنقاذ مصر".

وقال البيان إن "الجميع وقع في أخطاء أثارت حفيظة ومخاوف شركاء الوطن والثورة، مما أدى لفتح ثغرات هبت منها رياح الاستبداد والفُرقة، التي استغلتها الثورة المضادة في الانقضاض على الثورة واختطاف الوطن باتجاه نفق مظلم".

ويدعو الموقعون على البيان كل فرقاء الجماعة الوطنية إلى "الاصطفاف خلف مبادئ ثورة يناير في ظل شراكة وطنية واسعة".

‪مؤيدو الرئيس مرسي حمّلوا متظاهري 30 يونيو مسؤولية المذابح التي تلت الانقلاب‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪مؤيدو الرئيس مرسي حمّلوا متظاهري 30 يونيو مسؤولية المذابح التي تلت الانقلاب‬ (الجزيرة-أرشيف)

قراءة خاطئة
من جهته، يتذكر الناشط والقيادي اليساري طاهر مختار النقاشات التي دارت بين القوى المعارضة للرئيس مرسي قبل 30 يونيو، والخوف من حدوث انقلاب عسكري من خلالها، وتعاظم الإحساس بالانتصار لدى بعض المخلصين الذين كانوا يرون أن "العسكر لو تجرؤوا واستغلوها من أجل عمل انقلاب عسكري فإن الشعب الذي يكون قد خلع رئيسين قادر على خلع الثالث".

وقال مختار إنه للأسف كانت هناك قراءة خاطئة للمشهد السياسي، واستخفاف بمفهوم وتركيبة "الثورة المضادة" الوحشية، إلى جانب مبالغة في تقدير الذات وقدرتنا على التأثير في الجماهير، يمكن اليوم رؤيتهم بوضوح بعد مرور سنوات على الحدث، فليست بالأمنيات فقط تدار الثورات.

واعتبر مؤسس حركة "بداية" شريف دياب أن الاعتقالات التي طالت حتى المشاركين في 30 يونيو، بداية الصدمة في حقيقة الوضع الذي يمنح الفرقاء فرصة يوما بعد يوم لاستعادة الصف الثوري، وتحمل الجميع للمسؤولية الوطنية.

ورأى دياب في حديثه للجزيرة نت أن معادلات الحشد مجدداً تشهد اختلالا واضحاً، لذلك فالبديل هو "التوحد خلف مشروع وطني يلتف حوله الجميع وتتعدد الوسائل في تنفيذه وإزاحة النظام".

موجة ثورية
ولا يزال القيادي بحركة "6 أبريل" الشبابية شريف الروبي يرى في 30 يونيو موجة ثورية ضد نظام فاشل لم يستطع احتواء الشعب ولا شباب الثورة، فتم جر البلاد إلى أسوأ فترة في تاريخها.

ويرى الروبي في حديثه للجزيرة نت أن عجز النشطاء عن الحشد حالياً كما حدث قبل أربعة أعوام، يعود إلى افتقادهم وسائل تعينهم، مادية وإعلامية، باتت كلها مع الثورة المضادة التي تحرض الناس ضد الثورة وتلهيهم عن أزماتهم، مع ظهور جماعة الإخوان المسلمين في كل مشهد دون فاعلية حقيقية.

واعتبر أن الالتفاف يجب أن لا يكون فقط بين أشخاص أو تيارات، وإنما حول رؤية ومبادئ ثورية وأهداف وبرامج واضحة، ويقدم بدائل جذرية لسياسات هذا النظام.

في المقابل أبدى الصحفي والناشط اليساري حازم حسني عدم ندمه على المشاركة في ما أسماها "الموجة الثورية" يوم 30 يونيو/حزيران 2013.

وطالب حسني الساعين لاستكمال الثورة بالعمل مع الناس في الشارع، والتحالف مع الثوريين، دون تنازل للإخوان بالتبرؤ من 30 يونيو، اعتبر أنه "ينطوي على احتقار للذات، وعدم إيمان واعتراف بصعوبة طريق الثورة، مع إحباط وانبطاح أمام الإخوان الذين يتمنون استغفال الثوريين مجددا".

المصدر : الجزيرة