مرضى القصور الكلوي بدرعا بين الاعتقال والانتظار

‏‫الاعتقال أو الانتظار.. خيارات مرضى الكلى في درعا السورية
الغارات أخرجت خمسة مستشفيات عن الخدمة الشهرين الماضيين، واضطرت المشافي الباقية لخفض ساعات الدوام خشية استهدافها (الجزيرة)
عمر حوراني-درعا

يواجه مرضى القصور الكلوي بمحافظة درعا (جنوب سوريا) خيارين أحلاهما مرّ لتلقي العلاج وجلسات غسيل الكلى: أحدهما الاعتقال عند الخروج لمستشفيات المنطقة الخاضعة لسيطرة النظام السوري، أو الانتظار أمام أبواب المشافي الميدانية.

ولا يقتصر هذا على مرضى القصور الكلوي فقط، بل يتعداهم للمصابين بأمراض مزمنة أخرى مثل مرضى العضال والقلب، حيث تعاني المستشفيات الميدانية بدرعا من نقص الاختصاصات والأجهزة الطبية الحديثة.

انتظار
يقول الممرض محمود أبو طارق العامل في المستشفى الميداني بمدينة درعا إن معظم مرضى القصور الكلوي في درعا ممن لا يستطيعون الخروج لمناطق سيطرة النظام لأسباب أمنية، ويعانون أسبوعيا من مشكلة الانتظار حتى يحين دورهم لجلسات غسيل الكلى.

‪‬ جانب من مستشفى بدرعا أخرجته الضربات الروسية والسورية عن الخدمة(الجزيرة)
‪‬ جانب من مستشفى بدرعا أخرجته الضربات الروسية والسورية عن الخدمة(الجزيرة)

ويوضح أبو طارق في حديثه للجزيرة نت أن السبب الرئيسي في معاناة مرضى القصور الكلوي بدرعا يرجع إلى الاستهداف المتكرر من قبل الطائرات السورية والروسية للمستشفيات الميدانية، وهو ما أدى إلى خروجها عن الخدمة، واضطرت بعض المشافي لإغلاق أبوابها خوفا من استهدافها.

ويضيف الممرض أن تعطل المستشفيات الميدانية ضاعف الضغط على المستشفيين المتبقيين اللذين يقدمان مجانا جلسات غسيل الكلى، مما يضطر بعض المرضى أحيانا للانتظار أكثر من أسبوع حتى يحين دورهم.

ويؤكد ليث الربداوي أحد مرضى القصور الكلوي بريف درعا الغربي أنه يحتاج شهريا خمس جلسات أو ستا لغسيل للكلى. ويقول للجزيرة نت إنه يضطر أحيانا لتقليصها إلى أربع جلسات في كثير من الأحيان رغم ظروفه الصحية الصعبة لأن المستشفيات الميدانية في درعا تعاني من ضغط كبير.

ويضيف الربداوي "لا أستطيع الخروج إلى مشافي النظام السوري لأن أي شخص يدخل مناطق سيطرته يتم استجوابه في معظم الأحيان، والتحقيق أمنيا من اسمه وعائلته، مما يعرّض حياة الكثير من المرضى للخطر".

وناشد الربداوي البالغ (35 عاما) جميع المنظمات الإنسانية التي تُعنى بالشأن الطبي المساهمة في إقامة مراكز لغسيل الكلى في مناطق محافظة درعا، للتخفيف من معاناة المرضى في الانتظار، واختصار المسافة الطويلة للوصول إلى المشافي الميدانية.

عجز طبي
وقال الطبيب أحمد الحريري مدير مستشفى الحراك بريف درعا الشرقي إنه تم افتتاح قسم غسيل الكلى بدرعا منتصف شهر أبريل/نيسان الماضي، واستقبل مرضى من كامل قرى وبلدات الريف الشرقي، لكنه لا يستطيع تغطية كل احتياجات مرضى القصور الكلوي في مناطق سيطرة المعارضة.

‪الحريري: قسم الكلية الصناعية غير مدعوم من أي منظمة أو هيئة والعاملون في المستشفى متطوعون‬ (الجزيرة)
‪الحريري: قسم الكلية الصناعية غير مدعوم من أي منظمة أو هيئة والعاملون في المستشفى متطوعون‬ (الجزيرة)

ويوضح الحريري للجزيرة نت أن قسم الكلية الصناعية غير مدعوم من أي منظمة أو هيئة، والعاملون في القسم من الأطباء والممرضين متطوعون، مشيرا إلى أنهم في انتظار أي جهة طبية لتغطية رواتبهم الشهرية.

ويؤكد الحريري أن معاناة المرضى كبيرة بدرعا، حيث تبلغ الكلفة أحيانا لوسيلة النقل للمستشفى نحو عشرين ألف ليرة سورية خلال الأسبوع الواحد، لافتا إلى أن محافظة درعا تعتمد على جهازي غسيل كلى فقط، ويوجد جهاز ثالث لكنه بحاجة لصيانة منذ نحو عام، حيث سبق لهم أن خاطبوا منظمات مختصة في الشأن الطبي لتأمين تكلفة الصيانة ودعم القسم، لكنها لم تستجب لأسباب غير معروفة.

يذكر أن خمسة مشاف ميدانية بالمنطقة أعلنت خروجها عن الخدمة خلال الشهرين الماضيين بسبب الاستهداف المباشر والمتكرر من قبل الطائرات الروسية والسورية لها، واضطرت بعض المشافي إلى خفض عدد ساعات الدوام والتواجد فيها خوفا من استهدافها.

المصدر : الجزيرة