إضراب الأسرى يمتزج بإحياء ذكرى النكبة

فلسطين رام الله 15 أيار 2017 والدة الأسير حابس بيوض اللاجئة من الرملة تحيي النكبة في ظل إضراب الأسرى المستمر منذ شهر
والدة الأسير حابس بيوض اللاجئة من الرملة تحيي النكبة في ظل إضراب الأسرى المستمر منذ شهر (الجزيرة نت)

ميرفت صادق-رام الله

قبل سبعة عقود هُجرت عائلة أم حابس بيوض من قرية عنابة قضاء الرملة ولجأت إلى منطقة رام الله وسط الضفة الغربية، وفي الذكرى الـ69 لهذه النكبة وقفت تحمل صورة ابنها الأسير المضرب عن الطعام، وقالت إن النكبة تتكرر.

وقالت أم حابس إن آخر رسالة وصلتها من ابنها في سجن نفحة الإسرائيلي قبل بدء إضرابه عن الطعام كانت في منتصف أبريل/نيسان الماضي، ولم تعد تتلقى أية أخبار عنه بعد ذلك.

ويقضي حابس حكما بالسجن المؤبد مرتين (المؤبد 95 عاما) بتهمة قتل جنود إسرائيليين في رام الله عام 2000، وتمنع والدته وعائلته من زيارته منذ أربع سنوات.

وبينما كانت تتجه مسيرات إحياء ذكرى النكبة إلى خيمة إضراب الأسرى وسط رام الله، قالت أم حابس إن الشعب الفلسطيني هذا العام يواجه نكبتين بضياع بلاده وبإضراب الأسرى المستمر منذ شهر دون توقف.

وبجانبها جلست والدة الأسير بلال بدرة من مخيم الأمعري، وهي لاجئة من قرية القباب المدمرة في نكبة عام 1948، وقالت إن ابنها يضرب عن الطعام في سجون الاحتلال للمرة الخامسة وتعرض في أحدها لفشل كلوي.

وقالت إنها شاهدت ابنها عبر فيلم وثائقي إسرائيلي بينما كان يتعرض للضرب من وحدات القمع، ولا تعرف أي معلومة عن مصيره منذ شهر، ثم أضافت "اليوم نكبتنا في بلادنا وفي أولادنا".

اللاجئ من مجدل عسقلان حسام وشاح يشارك في إحياء ذكرى النكبة بخيمة إضراب الأسرى في رام الله (الجزيرة)
اللاجئ من مجدل عسقلان حسام وشاح يشارك في إحياء ذكرى النكبة بخيمة إضراب الأسرى في رام الله (الجزيرة)

ومن جبل المكبر في القدس المحتلة، جاء حسام وشاح وهو لاجئ من منطقة المجدل قرب عسقلان ليشارك في إحياء ذكرى النكبة، وكان يحمل راية كتب عليه "عائدون".

كان عمر وشاح عند النكبة عامين فقط، لكنه كبر على روايات التهجير، وعندما تمكن من زيارة بلدته قبل عامين، قال "وجدت مسجد البلدة وقد حولوه إلى خمارة.. لكن رغم القرارات السياسية فإن أرض فلسطين من النهر إلى البحر ولا تنازل عنها".

تضامن
وخصصت اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة الـ69 للتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام حيث يهيمن مشهد الإضراب على الحراك السياسي والشعبي الفلسطيني منذ شهر.

وفي مسيرة انطلقت من ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات في رام الله إلى خيمة دعم إضراب الأسرى، حمل أطفال لافتات كتب عليها شعار الإضراب "معركة الحرية والكرامة" و "جائعون للحرية".

أطفال فلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بالتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام (الجزيرة)
أطفال فلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بالتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام (الجزيرة)

وقال رئيس تجمع القرى والمدن الفلسطينية المهجرة عمر عساف إن الفلسطينيين يعيشون 69 عاما من النكبة بسبب النكبات المتوالية التي يعيشها، وأضاف أن نكبة الفلسطينيين بعد سقوط بلادهم تحت الاحتلال صارت "نكبة قيادة" بسبب الانقسام وعدم القدرة على وضع حد لإضراب الأسرى المستمر منذ شهر عبر الضغط للاستجابة لمطالب الأسرى الإنسانية.

وقال عساف إن كافة القيادات الفلسطينية بحاجة للتجديد والبحث عن عناصر الصمود في الشعب الفلسطيني وتعزيزها، إلى جانب التوجه إلى البعد العربي الذي يعزز هذا الصمود وعدم المراهنات على المبادرات السياسية الدولية الجديدة.

ورأى عساف أن الإخفاق في ملف الأسرى وما يولده من إحباط يسود الفلسطينيين عامة، سببه رفض النظام السياسي الفلسطيني دفع ثمن المواجهة.

المصدر : الجزيرة