انتخابات طلابية ساخنة في ظل الانقسام الفلسطيني

جامعة النجاح الوطنية بنابلس
جامعة النجاح الوطنية بنابلس (الجزيرة)

الضفة الغربية-خاص بالجزيرة نت

خلال السنوات العشر الأخيرة لم تجر انتخابات مجلس اتحاد الطلبة السنوية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس سوى ثلاث مرات فقط، في تجسيد آخر للانقسام الفلسطيني. فقد جرت الأولى عام 2008 وشهدت مقاطعة طلابية واسعة، بينما أقيمت الثانية عام 2013. ومن المفترض أن تجرى كذلك الأحد المقبل للمرة الثالثة منذ عام 2007.
 
وتتهم غالبية الكتل الطلابية -التي هي امتداد طلابي للفصائل الفلسطينية العاملة على المستوى الوطني والسياسي- إدارة جامعة النجاح بالمزاجية والمحاباة في التعامل مع حق الكتل الطلابية وعموم الطلبة في إجراء الانتخابات بكل عام، في وقت يمكن تبرير المنع لأسباب سياسية ونقابية عدة، تتداخل مع بعضها لتنتج "قرارا إقصائيا" من ذاك النوع، كما يحلو للكتل الطلابية تسميته.
 
وقد دخلت جامعة النجاح الوطنية هذا المشهد الانتخابي الملتبس منذ وقوع الانقسام السياسي الذي جرى بين فتح وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) فقبل عام 2006 كانت الانتخابات الطلابية تجري سنويا وسط منافسة طلابية نزيهة، كانت في غالبيتها العظمى محسومة لصالح "الكتلة الإسلامية" وهي الإطار الطلابي لحركة حماس.

أحداث أمنية

وشهدت الجامعة أحداثا أمنية وسياسية عدة خلال العقد الماضي، فكانت انعكاسا لواقع سياسي محتقن في الساحة الفلسطينية، وكان من أبرز تلك الأحداث مقتل الطالب محمد رداد أحد طلبة حماس على يد أحد مسلحي حركة فتح داخل أسوار الجامعة عام 2007، وذلك أثناء قمع فعالية طلابية، وما تبعه من تضييق طال أنشطة الأطر الطلابية الإسلامية بشكل عام.
 
ومع انعدام التنافسية بين مختلف الكتل الطلابية وتردي الحالة الديمقراطية بالجامعة، تراجع الواقع الخدماتي والنقابي الذي كان مجلس الطلبة يقوم به، ما أدى إلى عزوف كبير بين صفوف الطلاب عن المشاركة والتصويت بالانتخابات التي جرت عام 2008، وهو ما أدى مع غيره من المتغيرات إلى قرار الجامعة بتأجيل الانتخابات لأربع سنوات متتالية، حتى جاءت انتخابات 2013 التي سارت فيها الديمقراطية بالجامعة نحو الأفضل عن سابقاتها.
 
أما انتخابات العام الجاري، فقد قدمت الأطر الطلابية بالجامعة قبل الموافقة على المشاركة فيها كتابا رسميا لإدارة الجامعة شمل جملة من المطالب القانونية المتعلقة بالانتخابات، وعلى رأسها توضيح الأساس القانوني الذي ستجري بموجبه.
 
كما طالبت الكتل الطلابية بموافقة الجامعة على مشاركة طلبة الدراسات العليا بالاقتراع، وتنظيم الانتخابات سنويا، إضافة إلى التزام الجامعة بالوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطر الطلابية فيما يتعلق بإجراءاتها التنفيذية وتصريحاتها الإعلامية. 

موسى أبودية: عدد طلبة جامعة النجاح الذين يحق لهم الاقتراع هذا العام بلغ 20180 طالبا وطالبة، وستجري الانتخابات غدا الثلاثاء ابتداء من الساعة الثامنة صباحا

الدعاية الانتخابية
مقرر لجنة الانتخابات بالجامعة موسى أبودية، ناشد كافة الطلبة وخاصة الكتل الطلابية بالارتقاء بمستوى "الدعاية الانتخابية المسؤولة" وعدم المس أو التشهير بالأفراد والمؤسسات الوطنية وكافة الاتجاهات والأطر.
 
وأشار أبودية في بيان له إلى أن عدد طلبة جامعة النجاح الذين يحق لهم الاقتراع هذا العام قد بلغ 20180 طالبا وطالبة، مشيرا إلى أن الانتخابات ستكون غدا الثلاثاء ابتداء من الساعة الثامنة صباحا.
 
من طرفها، طالبت حماس إدارة جامعة النجاح بالوقوف على مسافة واحدة من كافة الكتل الطلابية، وتهيئة الأجواء الإيجابية في انتخابات المجلس المقبلة.
 
ودعت الحركة -في تصريح للقيادي فيها فازع صوافطة- إدارة الجامعة لحماية العملية الانتخابية وعدم السماح بالتدخلات من خارج الأسوار والتي تعمد -كما قال- إلى ممارسة الضغوط على الطلبة تحقيقاً لمصلحة كتلة واحدة على حساب الكتل الأخرى.
 
وتمنى صوافطة أن تنتهي العملية الانتخابية بأجواء إيجابية، وأن تجرى سنويا وفق ما تنص عليه القوانين واللوائح الداخلية بعيدا عن المزاجية في اختيار توقيت إجرائها، خاصة بعد سنوات من التأجيل ورفض إدارة الجامعة لإقرارها في مواعيدها.

المصدر : الجزيرة