سوريا وغولن مفتاحا تحسن العلاقات التركية الأميركية

U.S. Vice President Mike Pence and Turkish Prime Minister Binali Yildirim attend a meeting at the 53rd Munich Security Conference in Munich, Germany, February 18, 2017. REUTERS/Michael Dalder
نائب الرئيس الأميركي مايكل بينس في اجتماع مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم خلال مؤتمر ميونيخ (رويترز)
خليل مبروك-إسطنبول

تظهر كثير من المؤشرات عودة الدفء للعلاقات التركية الأميركية، مع تقلد الجمهوريين بقيادة دونالد ترمب إدارة البيت الأبيض في العشرين من يناير/كانون الثاني الماضي، تعززها مكالمات هاتفية ولقاءات بين مسؤولين أميركيين وأتراك مؤخرا.

فقد أبلغ  نائب الرئيس الأميركي مايك بينس رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أن واشنطن ترغب في "انطلاقة جديدة" للعلاقات بين البلدين، بحسب ما أوردت قناة "أن تي في" التركية في تقرير لها.

وقالت القناة إن بينس قال أثناء لقائه يلدرم السبت الماضي على هامش مؤتمر الأمن في مدينة ميونيخ الألمانية، إن الولايات المتحدة ترغب في تطوير العلاقات مع تركيا.

ووفقا لمحللين سياسيين ومختصين بالعلاقات التركية الخارجية، فإن الموقف الأميركي من دعم المقاتلين الأكراد المناوئين لأنقرة في شمال سوريا، وملف المعارض التركي المقيم بولاية بنسلفانيا الأميركية فتح الله غولن؛ يمثلان المفتاح لتحسن العلاقات بين البلدين.

‪(رويترز)‬ مايكل بومبيو قام بزيارة إلى تركيا وأجرى مباحثات مع المسؤولين الأتراك
‪(رويترز)‬ مايكل بومبيو قام بزيارة إلى تركيا وأجرى مباحثات مع المسؤولين الأتراك

الملفات الإشكالية
في الملف الأول، يؤكد الباحث في مركز البحوث الإستراتيجية بأنقرة جاهد توز أن دعم واشنطن لحزب الاتحاد الديمقراطي المصنف حزبا إرهابيا لدى تركيا التي تتهمه بتنفيذ العديد من العمليات داخل أراضيها، ظل أحد أهم ملفات التوتير والإشكال في علاقات البلدين.

أما في موضوع غولن، فيشير توز إلى أن واشنطن لم تقم بأي خطوة إيجابية لتسليمه إلى تركيا، ولم تنصت حتى للأدلة التي قدمتها أنقرة عن مسؤوليته عن تدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/تموز الماضي.

وقال توز للجزيرة نت إن نهايات عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما شهدت تراجعا كبيرا في العلاقات مع تركيا، لكن الإدارة الأميركية الجديدة بدأت تظهر تفهما أكبر وإرادة للتعامل بإيجابية مع الملفات التركية، على حد قوله.

وكان وزير العدل التركي بكير بوزداغ قد بعث الأسبوع الماضي برسالة لنظيره الأميركي الجديد جيف سيشنز، وأجرى معه اتصالا هاتفيا طالبه فيهما بتسليم غولن، فيما قال المرشح لمنصب السفير الأميركي للاتحاد الأوروبي تيد مالوك، إن من الممكن أن تقوم إدارة ترمب بإعادة غولن إلى تركيا.

وأشار توز إلى أن من بين المؤشرات على تحسن العلاقات الزيارات الأخيرة التي قام بها رئيس هيئة الأركان الأميركية جوزيف دانفورد، والمدير الجديد لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي آي" مايك بومبيو إلى تركيا خلال الأسابيع الماضية.

لكن الباحث التركي يؤكد أن جميع تلك المؤشرات لم تترجم بعد إلى خطوات ملموسة من طرف الولايات المتحدة، لاستعادة دفء العلاقة مع حليفها الإستراتيجي التركي "الذي قدم بدوره برنامجا إيجابيا وعمليا خاصة في ملفات مكافحة الإرهاب في سوريا والعراق".

‪الرنتيسي: التنسيق العسكري المتزايد بين أنقرة وواشنطن سيقود إلى تطور العلاقات بينهما‬ (الجزيرة)
‪الرنتيسي: التنسيق العسكري المتزايد بين أنقرة وواشنطن سيقود إلى تطور العلاقات بينهما‬ (الجزيرة)

نبرة إيجابية
أما الباحث في العلاقات الدولية بمركز ستا التركي للدراسات محمود الرنتيسي، فيؤكد أن التصريحات الأخيرة -ومن بينها تصريحات مايك بينس من الجانب الأميركي وتصريحات مماثلة أدلى بها نائب رئيس الوزراء نعمان قورتولموش وغيره من المسؤولين الاتراك- تشير إلى نبرة إيجابية في مستقبل العلاقات.

ووفقا للرنتيسي، يبدو أن إدارة ترمب أعطت إشارات للأتراك أنها تقدّر مكانتهم وتتفهم تخوفاتهم بشكل أفضل من إدارة أوباما.

وأوضح للجزيرة نت أن التنسيق المتزايد بين البلدين على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية، سيقود لعلاقة إيجابية أو مقدمة إيجابية لعلاقات جيدة.

وفي المقابل يشير الرنتيسي إلى أن المباحثات ما زالت مستمرة بين البلدين في الموضوع الخلافي الأهم، وهو خروج قوات سوريا الديمقراطية من مدينة منبج السورية، وهو الإجراء الذي تعهدت به إدارة أوباما.

ويشير الرنتيسي إلى أن تركيا تختلف أيضا مع الإصرار الأميركي على ضرورة تسريع تنفيذ عملية تحرير الرقة السورية.

وترى أنقرة أن تحرير الرقة لا بد أن يكون بمشاركة قوات عربية من سكان المدينة ومن الجيش السوري الحر، وليس من القوات الكردية التابعة للاتحاد الديمقراطي، وهي المليشيات التي تدعمها واشنطن.

المصدر : الجزيرة