رسائل الميلاد.. فرصة بطاركة القدس للرد على ترمب
أسيل جندي-القدس المحتلة
تضامن كنسي
وعن التفاعل مع هذا المنشور أكد الراهب للجزيرة نت أن الكثير من رجال الدين في كنائس أميركا كتبوا له تعليقات يستأذنونه فيها من أجل استخدام ما كُتب في المقال مواعظ تتلى في عيد الميلاد المجيد بعدة كنائس وبولايات مختلفة.
ومن المواقف التي يجد القس متري الراهب ضرورة في البناء عليها إصدار بعض الكنائس المهمة في أميركا وأوروبا تصريحات ضد خطاب ترمب، مثل الكنيسة اللوثرية والمشيخية وكنيسة المسيح المتحدة التي أبدت امتعاضها من هذا الإعلان.
وأضاف أن الوسيلة الأخرى للاحتجاج على الإعلان هي بيد الشعب الفلسطيني، الذي لا بد أن ينظم مسيرات سلمية كتلك التي انطلق بها في هبة الأقصى الأخيرة في يوليو/تموز المنصرم، ولعبت دورا كبيرا في تغيير الأمر الواقع وإزالة البوابات الإلكترونية.
وبشأن الخطوات العملية التي على رجال الدين المسيحيين والمسلمين القيام بها بعد خطوة ترمب، قال الراهب "يجب رفع الصوت عاليا ومخاطبة العالم الخارجي من أجل كسب التأييد وليس مخاطبة أنفسنا فقط، لأن ترمب أخذ هذه الخطوة بمفرده ولم تشاركه بها أي دولة وعزل نفسه، والمطلوب منا الآن أن نبني على هذا العزل".
حرب دينية ديمغرافية
رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس حنا عميرة وصف رسالة البطاركة بالتحذيرية، وبعد إعراض ترمب عن كافة الرسائل والخطابات، يُرجح عميرة اتخاذ خطوات عملية مضادة الآن من رجال الديانتين الإسلامية والمسيحية ومن القيادة الفلسطينية.
وعن انعكاسات قرار الرئيس دونالد ترمب على القدس، أشار عميرة في حديثه للجزيرة نت إلى أن أميركا أعطت الغطاء اللازم للحكومة الإسرائيلية من أجل توسيع إجراءاتها التعسفية في المدينة، ولعل باكورة هذه الإجراءات الإعلان عن آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة.
وبالإضافة للاستيطان لم يغفل عميرة الحديث عن الحرب الديمغرافية (السكانية) والخطط الإسرائيلية الممنهجة لحسم الوضع السكاني لصالح اليهود بالمدينة المقدسة عبر التخلص من المقدسيين وإخراج بعض ضواحي المدينة من حدود البلدية.
وأوضح أن حسم الصراع الديمغرافي يتطلب من إسرائيل محاصرة المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس القديمة بادعاء أن المسجد الأقصى أقيم على الهيكل المزعوم وأن كنيسة القيامة مقامة على مقبرة يهودية.
واعتبر عميرة أن القرار الأميركي الجديد يشجع إسرائيل على المضي في هجمتها على القدس والمقدسات.
وكان الناشط المقدسي المسيحي نضال عبود من بين المحتجين على إعلان ترمب في ساحة باب العامود أمس الجمعة.
وفي تعليقه على رسالة البطاركة قال إنه يتمنى عليهم النزول إلى الشارع والوقوف مع المقدسيين في احتجاجهم، لا التغني بالوطن والقدس من خلف المكاتب، وأضاف أن أيام الغضب التي يعيشها الشعب الفلسطيني الآن سيسجلها التاريخ وعلى كل من يريد أن يُذكر في سطوره أن ينزل للشوارع فقط.
ووجه عبود رسالة لرجال الدين المسيحيين في القدس قائلا "الله موجود في الشارع وليس في الكنيسة فقط.. تخلوا عن حياتكم الكنسية وساندوا المقدسيين في هذا الوقت العصيب".
يذكر أن عدد المسيحيين في القدس يبلغ 15000 نسمة، يعيش 6000 منهم داخل البلدة القديمة و6000 آخرون خارجها، فيما يعيش 3000 منهم خارج الجدار العازل، وينتمي هؤلاء إلى 13 طائفة.