الشعب التركي يواصل التظاهر تنديدا بقرار ترمب

أتراك يتجمعون في مدينة اسطنبول احتجاجا على قرارات ترمب بشأن القدس
المتظاهرون الأتراك شددوا على أن القدس عاصمة لجميع المسلمين حول العالم (الجزيرة)

خليل مبروك-إسطنبول

لليوم الخامس على التوالي تواصلت في مختلف المدن التركية المظاهرات والفعاليات الشعبية الرافضة لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.

وشاركت أعداد كبيرة من الأتراك في مظاهرة حاشدة نظمها حزب السعادة بمدينة إسطنبول ظهر الأحد، وانضمت عشرات المنظمات غير الحكومية التركية للمظاهرة، من بينها منظمة حق، وهيئة الإغاثة الإنسانية العالمية، وتجمع رجال الأعمال الدولي.

ورغم الأمطار الغزيرة توافد المحتجون إلى ميدان يني كابي في الشطر الأوروبي من إسطنبول ورفعوا الأعلام التركية والفلسطينية، وأطلقوا هتافات منددة بالقرار الأميركي ودعوا للحفاظ على مدينة القدس باعتبارها رمزا للأمة الإسلامية.

كما رفع المشاركون صورا للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني ولزعيم حزب السعادة (الرفاه سابقا) ورئيس الوزراء التركي الراحل نجم الدين أربكان.

ووجه رئيس الحزب الحالي تامال كارمولا أوغلو انتقادات حادة لقرار ترمب، وقال إن قضية القدس تخص تركيا والأمة الإسلامية عامة، معتبرا أنها تمثل قياسا لمدى انحياز السلم إلى قضايا أمته.

ووصف موضوع القدس بأنه "أقسى الاختبارات" التي تواجه المسلمين، وقال إن حشد إسطنبول "أشعل انتفاضة عالمية لنصرة المضطهدين في الأرض"، في حين أحرق المتظاهرون صورا الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

ولفت كارمولا أوغلو الى أن "البكاء والعويل" لا يجدي نفعا في قضية القدس، موضحا أن على الدول الإسلامية أن تعلن موقفا صريحا يظهر اهتمامها بالقدس وحرصها عليها.

القدس للمسلمين
وقال مصطفى -وهو أحد المشاركين في الحشد- إن الجموع الغفيرة تبعث رسالة مفادها أن "القدس للمسلمين وستبقى للمسلمين جميعا".

أما المتظاهر محمد فأبدى غضبه من الموقف الأميركي، مؤكدا أن كل مسلمي العالم يرفضون قرارات ترمب.

وقال متظاهر ثالث للجزيرة نت إن اعلان الرئيس الأميركي بخصوص القدس أثار حفيظة الشعب التركي باعتباره تطاولا على حق المسلمين في مدينتهم، لكنه أكد أن القدس ستبقى عاصمة للمسلمين ولن تصبح عاصمة لإسرائيل تحت أي ظرف.

أما خليل إبراهيم فوصف القدس بأنها "شرف المسلمين جميعا" قائلا إنه يشارك في المظاهرة كي يعلم الفلسطينيون أنهم لا يقفون وحدهم في مواجهة إسرائيل ومن يدعمها.

ويمثل حشد يني كابي استمرارا للفعاليات الجماهيرية الواسعة التي تشهدها تركيا رفضا لقرارات البيت الأبيض بشأن مدينة القدس.

وقد انطلقت مظاهرة حاشدة أخرى في مدينة قونيا وسط الأناضول، في حين أقيم مهرجان فني بعنوان "فتح القدس" بمدينة أرزوم شرق تركيا أمس السبت. 

المصدر : الجزيرة