الحرب العالمية الثانية تعود مجددا على تويتر
ولا يتيح تويتر الوصول إلى التغريدات على ما يعرف بـ "التايم لاين" لأكثر من أربع ساعات قبل أن تختفي في زحام التغريد المتواصل من الحسابات المختلفة، وهو ما يجعل إنشاء حسابات متخصصة بالمعرفة والمعلومات أمرا غاية في الأهمية للباحثين عنها.
بالعودة لحساب الحرب العالمية الثانية الذي أطلقه المحرر الإلكتروني في متحف لندن ألوين كولينسون بحسب ما أفادت مجلة أتلانتيك الأميركية في عددها الأخير.
ست سنوات مقبلة
Viscount Gort, VC appointed commander in chief of the British Expeditionary Force; hero of Great War, but UK senior officers doubt him pic.twitter.com/8Fd6snjwJ5
— WW2 Tweets from 1939 (@RealTimeWWII) October 1, 2017
ومن المقرر أن يستمر كولينسون في سرد أحداث الحرب وأبرز القرارات التي اتخذتها الدول المشاركة فيها لمدة ست سنوات مقبلة، وهي المدة الزمنية للحرب الفعلية التي اندلعت في الأول من سبتمبر/أيلول 1939، وانتهت في الثاني من الشهر ذاته عام 1945.
وينشر كولنسون لمتابعيه الذين يزيد عددهم عن نصف مليون شخص أحداث الحرب العالمية الثانية، استنادا إلى المعلومات الواردة في الصحف والكتب والتسجيلات التاريخية المتوفرة لديه.
وتمكن مؤسس الحساب من تقديم تغطية حية للغزو الألماني للاتحاد السوفياتي عام 1941 والهجوم الذي نفذته البحرية اليابانية على قاعدة بيرل هاربر العسكرية عام 1941، بعد نحو 76 عاما على وقوعهما.
ورغم ملاحقة الغالبية العظمى من المتابعين على الموقع للأخبار والنقاشات على ما يتصدر من قضايا يومية، فإن المنصة تعج كذلك بعشرات آلاف الحسابات التي تقدم المعرفة والمعلومات، عوضا عن حسابات متخصصة بالتعليم في كافة المجالات.
وتنشر العديد من المواقع الهامة بين الفينة والأخرى تعريفا بحسابات متميزة تقدم المعرفة في كافة المجالات، وهو ما يحقق فوائد يبحث عنها ملايين المتابعين لمنصة تويتر وبقية منصات التواصل.
المحتوى هو الملك
حساب عايش وضعه انه بالحرب العالمية الثانية صار له 6 سنوات يغطي الحرب العالمية يوم بيوم!@RealTimeWWII
— abdullah (@AbdulllahCR7) March 6, 2017
وفي هذا الإطار ينشر موقع "مزن" المتخصص في التقنية ومواقع التواصل عن أهمية المحتوى في مواقع التواصل، تطبيقا للقاعدة التي يرددها خبراء التواصل الاجتماعي أن "المحتوى هو الملك".
ويختصر الموقع اقتراحه لصناعة محتوى متميز على شبكات التواصل بكلمة "متاع"، التي تلخص الأحرف الأولى من أربعة كلمات هي المعرفة، التوقيت، الابتكار، والعلاقة.
وتطبيقا لهذه القواعد الأربعة على حساب مثل الحرب العالمية الثانية، نجد أن صاحب الحساب قدم معرفة متاحة للجميع ولكنه اختار موقع التدوين القصير المفضل للملايين اختصارا لوقتهم.
المعرفة السريعة
هناك حساب في تويتر يقوم بكتابة احداث الحرب العالمية الثانية لحظة بلحظة ويوماً بيوم وكأنك تعيش في العام 1942ميلادية هنا الحساب @RealTimeWWII
— معلومة وفائدة (@EH3H) August 5, 2016
أما عن الابتكار، فصاحب الحساب وهو متخصص في عمله كمحرر إلكتروني متخصص في التاريخ اختار طريقة نشر أهم الصور من الحرب، أو من وسائل الإعلام التي غطت الحرب، كما اختار الاختصار لنشر الأحداث التي سال حبر كثير في التأريخ لها، ليقدم للجيل الذي اعتاد المعلومة والمعرفة السريعة الطريقة التي يحبها في معرفة أحداث لا يعرف الغالبية منهم عنها الكثير.
وفي الشرط الأخير وهو علاقة الجمهور الذي يتابع الحساب به، لأن جمهور المتابعين أنواع، منهم المتخصص، ومنهم العارف فعلا بما يجري ويبحث عن سرد سريع يدفعه للتعمق عن معلومات وأحداث معينة، ومنهم الباحث عن المعرفة أيا كانت بغرض رفع المستوى الثقافي والمعرفي له.
اللافت أن المحتوى العربي يعج بآلاف الحسابات المفيدة فعلا، التي تتراوح بين نقل المعرفة والتعليم والترجمة والإعلام والأدب والأديان، لكنها حسابات تضيع في زحمة الحسابات التي تتزاحم فيها الأخبار والنقاشات، والأهم أن هناك جيوشا إلكترونية تتحكم في النقاش العام وتوجهه بما يتفق مع سياسات وتوجهات دول أو جهات سياسية.