مغربيات بالحكم المحلي.. تجربة في الميزان
الجزيرة نت-الرباط
وبعد فترة من تولي كريمة لمنصب رئاسة البلدية التي انقضى منها عام، غلب الانسجام مع طاقمها، وتكرس التأقلم في الطباع وأساليب العمل وتنظيم الخطط، وفق تعبيرها.
كان عليها أن تتعامل مع نظام منصب يمثل الواجهة الرئيسية للمدينة بمزيد من الجهد لإبراز أسلوب النساء في ميزان تجربتها الجديدة، وأن تقوم بتدبير المشاريع وفق الأولويات التي تتيحها الموازنة، وأن تحجز الاعتمادات للمشاريع الناجعة وتعمل على إقناع أعضاء المجلس بوجهة نظرها، ويرتفع في الأهمية أيضا فتح الباب أمام الجمعيات للمشاركة بالرأي والطرح والمبادرة.
أكدت كريمة أنها لم تواجه أي مشكلة لتثبت قدرتها في هذه المهمة "خصوصا وأن الجميع موحدون حول تقديم الأفضل للمدينة، وما يحفزني على العمل شعوري بثقة أهالي مدينتي وتشجيعهم لي"، مضيفة "حينما رشحت للمنصب، شعرت بدافع قوي لهذا العمل، فالتجربة بدت مشجعة، ليست سهلة لكنها غنية".
تجربة مقابلة
ومقابل تجربة كريمة، تترأس رقية قاسم المجلس المحلي لبلدة "أفرا" بمدينة زاكورة في الجنوب، التي كان ترشيح المرأة بها قبل سنوات يصل حد المغامرة، لطابعها المحافظ.
بالنسبة لرقية الحاصلة على البكالوريوس في الحقوق، فقالت "من الطبيعي أن تجد صعوبات في منصب تعاقب على تقلده رجال منذ 23 سنة"، إضافة إلى أنها ناشطة في جمعية أهلية، ولم تكن لها دراية كافية بإكراهات العمل السياسي.
من جهتها، تقول فاطمة بوحميدي أستاذة اللغة الفرنسية التي تترأس المجلس المحلي لبلدة "بني سيدال" بمدينة الناظور في الشمال إن "انتخابها قوبل بتعليقات أنقصت من قيمتها"، في ظل موروثات اجتماعية لم تعتد على وجود امرأة في هذا المنصب بالمنطقة.
وبرأيها فإن "التجربة لا تشكل مرحلة لتتويج أهدافها، بقدر ما هي بداية لتحديات عنوانها إثبات الذات وتأكيد كفاءة المرأة".
التجربة بالأرقام
نساء أخريات ترأسن بلديات بعد انتخابات 2015، بلغ عددها 22 بلدية من أصل 1503 بلديات بالمغرب، مقابل عشرين رئيسة بلدية، ضمنها منصب عمدة لمدينة مراكش (جنوب وسط) في انتخابات 2009.
ويرى أستاذ السياسات العامة بجامعة القاضي عياض بكلية الحقوق بمراكش محمد الغالي أن هذه النسبة ما زالت متواضعة، ولا تعكس التوجهات الدستورية المتقدمة في هذا المستوى.
واعتبر أنها ظلت تراوح مكانها بنسب لا تتعدى 0.84% من مجموع المنتخبات الذي انتقل من 3465 عام 2009 إلى 6673 عام 2015.
هذه الحصيلة تعكس حسب الغالي هيمنة العقلية الذكورية، والنظرة الدونية لكفاءة المرأة، كما يكرس هذا التعامل الإقصائي "ترفع المرأة عن الخوض في الصراعات حول المناصب كما يفعل الرجال".