جلبة بالبرلمان الأردني عقب اتهام للجيش بحماية إسرائيل

النائب الأردني طارق خوري
النائب الأردني طارق خوري أثناء حديثه في البرلمان (الجزيرة)
رائد عواد-الجزيرة نت

ربما لم يخطر على بال النائب الأردني طارق خوري أن تشعل كلماته في البرلمان أمس الثلاثاء جدلا واسعا، حيث اتهم القوات المسلحة بحماية حدود إسرائيل، ما أثار انتقاد نواب إسلاميين وتراشقا للاتهامات بين الطرفين.

والنائب الذي يعرف بتأييده المعلن لنظام بشار الأسد في أكثر من مناسبة، جاء حديثه في سياق الحديث عن تقصير المجتمع الدولي وحلفاء الأردن في تقديم المساعدة أثناء أزمته الاقتصادية، بالرغم من الخدمات التي يقدمها في حماية الحدود مع إسرائيل وحدوده الشمالية والشرقية مع سوريا والعراق.

لم يقف الأمر عند ذلك، بل أيد النائب المثير للجدل كلامه بالإشارة إلى أن الحلفاء ذاتهم، ومنهم الولايات المتحدة، قدموا دعما ماليا للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وهو ما لم يحصل عند قدوم الرئيس عبد الفتاح السيسي حسب قوله.

ومع تصاعد موجة الغضب داخل البرلمان تجاه التصريحات، ولا سيما من كتلة الإصلاح المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين وناشطي التواصل الاجتماعي، لم يتأخر النائب الذي يرأس أكبر ناد رياضي لكرة القدم في الأردن عن التوضيح بأن كلماته كانت مجرد تساؤل عن دور حلفاء المملكة في حين يبذل الجيش الأردني جهدا كبيرا في حماية حدوده من مختلف الجهات، ومعربا عن أسفه من تفسير البعض لكلامه على أنه إساءة للجيش الذي أكد اعتزازه به وبتضحياته.

هذا المشهد انعكس سلبا على جلسة مجلس النواب التي كانت مخصصة لمناقشة مشروع الموازنة العامة للدولة لعام 2017، حين واجه خوري أعضاء كتلة الإصلاح الذين حاولوا مقاطعته أثناء حديثه عن مرسي، ما يذكر بمواقف سابقة بين الطرفين لم تكن محل ترحاب بعدما وصف أعضاء كتلة الإصلاح بأن أسلوبهم يشبه سلوك تنظيم الدولة الإسلامية، وفقا للناطقة باسم الكتلة ديمة طهبوب. 

‪الجدل حدث أثناء جلسة في البرلمان الأردني لمناقشة موازنة العام الجديد‬ (الجزيرة)
‪الجدل حدث أثناء جلسة في البرلمان الأردني لمناقشة موازنة العام الجديد‬ (الجزيرة)

جدل متواصل
وبعد تصاعد الجلبة داخل البرلمان، لم يفتأ أعضاء كتلة الإصلاح عن الانسحاب من الجلسة أثناء مواصلة خوري حديثه، ما تسبب بتصاعد السخط، حتى انتهى الأمر برفع الجلسة وطرد النائب تامر بينو المحسوب على الكتلة لتلفظه بكلمات جارحة بحسب رئاسة البرلمان، انتهت بتحويله إلى لجنة النظام والسلوك الداخلية.

خوري نفسه بين أن الحديث عن طبيعة التحالفات في المنطقة وأثرها على المملكة لا يعني أنه إساءة لمرسي أو السيسي، مبينا أن "لكل منهما تحالفاته، وهذا أمر بديهي ولا يصح أن يحمل الحديث غير الوجه المقصود منه".

وقال إن الحملة التي قادها البعض ضده من داخل البرلمان وخارجه لا تصب أبدا في الصالح العام، ودعا الجميع إلى تحكيم لغة العقل والحوار.

وسبق أن صرح خوري للجزيرة نت أمس الثلاثاء بأن ما جرى كان سببه النواب من التيار الإسلامي، عقب انزعاجهم من تصريحاته بدعم الولايات المتحدة وحلفائها لمرسي.

بالمقابل، اعتبر النائب بينو الذي طرد من الجلسة أن خوري اتهم جزافا بعض الأحزاب بالتعامل مع الولايات المتحدة، وقال في اتصال مع الجزيرة نت "طلبت من رئيس المجلس الرد على خوري لكنه رفض".

وأضاف أن خوري وجه اتهامات إلى مرسي بتلقي الدعم من الولايات المتحدة لكن اتهاماته كانت مبطنة للإسلاميين عموما، متهما خوري بالسعي إلى إحداث فتنة في البلد، ومشددا على أنه اتهم الجيش الأردني بحماية الحدود الإسرائيلية.

المصدر : الجزيرة