توقعات بمزيد من الانشقاقات بين الحوثيين وصالح

عدد من العسكريين الذين أعلنوا انضمامهم إلى صفوف الجيش الوطني في محافظة مأرب
عدد من العسكريين الذين أعلنوا انضمامهم إلى صفوف الجيش الوطني بمحافظة مأرب (الجزيرة)

سمير حسن-عدن

عادت الانشقاقات مرة أخرى إلى الواجهة لتنذر بتصدعات جديدة داخل معسكر تحالف الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ومليشيا الحوثي، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من غياب هذه الظاهرة، وهي الفترة التي شهدت جولات تفاوضية بين الحكومة اليمنية والحوثيين، وترافقت مع تراجع حدة القتال بين طرفي الصراع في البلاد.

وجاءت عودة الانشقاقات بعد فشل مفاوضات الكويت الأخيرة وتجدد اشتعال المعارك، حيث أعلن مئات من العسكريين مطلع الأسبوع الجاري انضمامهم إلى معسكرات الجيش الوطني في محافظة مأرب، قادمين من الوحدات التي ما زالت تحت سيطرة مليشيا الحوثي والرئيس المخلوع.

‪شمسان: بتقدم قوات الشرعية نحو صنعاء ستحصل المزيد من الانشقاقات‬ الجزيرة)
‪شمسان: بتقدم قوات الشرعية نحو صنعاء ستحصل المزيد من الانشقاقات‬ الجزيرة)

عوامل الاستقطاب
وبينما توقع مسؤولون في الحكومة اليمنية مزيدا من الانشقاقات خلال الأيام القادمة، وتغيرا في موازين القوى، رأى محللون وخبراء عسكريون أن هذا التطور مرهون بعوامل كثيرة، من بينها حالة الاستقطاب وتحقيق انتصارات ميدانية على صعيد المواجهات في أرض المعركة.

وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاءعبد الباقي شمسان إن انضمام جماعات أو قطاعات عسكرية إلى الجيش الوطني مسألة في غاية الأهمية، لكنها تكون إستراتيجية إذا تم توفير عوامل الاستقطاب والمتمثلة في عودة القيادات العسكرية ذات العلاقات الشبكية والشخصية، "مثلما هي الحال بالنسبة للواء علي محسن الأحمر".

ورأى شمسان في حديث للجزيرة نت أن المهم في الحالة اليمنية هو شبكة العلاقات مع الرموز القبلية، خاصة تلك القبائل المحيطة بصنعاء، التي لها نفوذ في المؤسسة العسكرية من خلال أبنائها، كون "هناك الكثير من الأفراد والقيادات العسكرية تمتلك استعدادا للانضمام، لكن الواقع لا يسمح له بفعل هذه المخاطر في الوقت الراهن".

وأضاف "مع تقدم قوات الشرعية نحو العاصمة صنعاء، وتحقيق الانتصارات، سيدفعان ذلك نحو انضمام المزيد من القطاعات العسكرية والقبلية إلى السلطة الشرعية، لكن لا بد من التواصل مع قيادات القطاعات العسكرية والقبلية تزامنا مع تحقيق انتصارات ميدانية، علاوة على استمرار بقاء القيادات العسكرية محل الثقة في المنطقة الجغرافية المستعادة".

‪علي الذهب: مثل هذه الانشقاقات قد تغير موازين القوى إذا تحولت إلى ظاهرة‬ (الجزيرة)
‪علي الذهب: مثل هذه الانشقاقات قد تغير موازين القوى إذا تحولت إلى ظاهرة‬ (الجزيرة)

أهمية الحدث
من جانبه، رأى الخبير اليمني في شؤون النزاعات المسلحة علي الذهب أن مثل هذه الانشقاقات إن لم تتحول إلى ظاهرة تفرغ معسكر الانقلاب من الجنود والضباط، فلن تغير من موازين القوى تغيرا مدركا، خاصة أن "الكثير ممن انضموا كانوا في وحدات ليست ضمن مناطق المواجهات".

وقال في حديث للجزيرة نت "بالرغم من ذلك، فهذا الحدث له أهميته التي لا ينبغي تجاهلها، ذلك أنه سيشجع آخرين على الانضمام لقوات الشرعية وإحداث تراجع مادي ومعنوي في صفوف معسكر الانقلاب، فضلا عن الأثر الإيجابي في صفوف قوات الشرعية بشرط صدق نواياهم في هذا الالتحاق".

وأشار إلى أن تكرار الحالة بتوالي الانشقاقات مرهون بعوامل كثيرة؛ أبرزها حصول الجنود والضباط على الحقوق دون انتقاص، مما يعمل على استقطاب آخرين، فضلاً عن جدية الشرعية في معركتها ضد تحالف الانقلاب، والتعامل الإيجابي معهم من قبل قوات الحكومة.

أحمد شبح توقع مزيدا من الانشقاقات في صفوف الانقلابيين(الجزيرة)
أحمد شبح توقع مزيدا من الانشقاقات في صفوف الانقلابيين(الجزيرة)

انشقاقات جديدة
بدوره، أكد مدير المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أحمد شبح أن هناك المئات من الضباط والجنود الذين حالت الظروف الأمنية والاقتصادية دون انضمامهم لصفوف الشرعية، متوقعاً مزيداً من الانشقاقات في صفوف الانقلابيين في الأيام المقبلة.

وقال في حديث للجزيرة نت إن الفرصة لا تزال سانحة أمام جميع العسكريين في مختلف الوحدات الخاضعة للمليشيات الانقلابية للانحياز للشرعية والخيار الشعبي الرافض للانقلاب والساعي لاستعادة الدولة ومؤسساتها وعودة الأمن والاستقرار.

وأضاف أن "من لا يزالون في الوحدات المحتلة من قبل الانقلاب قد ضاقوا ذرعا من عبث وجرائم المليشيات، وهم يعلمون أن الوقت قد حان لرفع صوتهم واتخاذ مواقف وطنية تخدم مصلحة الوطن وأن أيام الانقلاب باتت معدودة والغلبة للشرعية والشعب، وعليهم النجاة بأنفسهم وعدم ربط مصيرهم بمصير هذه المليشيات".

المصدر : الجزيرة