تنديد باعتداء على سيدة محجبة شمالي ألمانيا

دراسات بحثية كشفت مؤخرا عن أنتشار التصورات النمطية السلبية تجاه الحجاب .
ألمانية بالحجاب وصديقة لها غير مسلمة بأحد الشوارع الرئيسية في برلين (الجزيرة)

خالد شمت-برلين 

نددت منظمتان تركية وإسلامية في ألمانيا باعتداء بالضرب المبرح جرى بدوافع معادية للإسلام على محجبة ألمانية من أصل تركي بالطريق العام في مدينة كييل عاصمة ولاية شليزفيج هولشتاين شمالي البلاد.

وعبر مجلس الجالية التركية بألمانيا عن صدمته من هذا الحادث، ووصفه بأنه عنف غير مسبوق يتوقع أن تكون له دوافع عنصرية، واعتبر مجلس شورى -الممثل الرسمي للمسلمين المقدرين بأكثر من 85 ألف نسمة بشليزفيج هولشتاين أمام سلطاتها الرسمية- أن التعدي على السيدة المحجبة وقع بدوافع معادية للإسلام, وربط بين الاعتداء وانتشار "الإسلاموفوبيا" نتيجة تقارير أغلبها سلبية بوسائل الإعلام حول الإسلام.

وجرى التعدي على هذه  السيدة المحجبة ظهر السبت الماضي، غير أن وسائل الإعلام الألمانية لم تكشف عن تفاصيله إلا الأربعاء، ونقلت صحيفة "كييلرناخريشتن" الصادرة بمدينة كييل التي وقع فيها الحادث عن الضحية وهي ألمانية من أصل تركي تبلغ 35 عاما، قولها إن شخصا هجم عليها فجأة خلال سيرها بشارع بضاحية نوي ميهيلين في طريقها لمتجر، وصرخ بسباب للمسلمين ثم وجه لها عدة لكمات قوية بوجهها.

وقالت السيدة إن الاعتداء حدث خلال ثوان، وإن الجاني ضربها بوجهها بعنف بالغ كأنه يصارع غريما له بحلبة ملاكمة، وأشارت إلى أنها راقبت خلال سقوطها على أرض الشارع نازفة المعتدي وهو ينصرف بخطوات طبيعية وكأنه لم يفعل شيئا.

أصيبت الضحية بكدمات شديدة بالوجه وكسر بالأنف، وأعلن المستشفى الذي نقلت إليه أنه ستجرى لها عملية جراحية غدا الجمعة

كسر بالأنف
وأصيبت الضحية بكدمات شديدة بالوجه وكسر بالأنف، وأعلن المستشفى الذي نقلت إليه أنه ستجرى لها عملية جراحية غدا الجمعة، وذكرت شرطة كييل أنها فتحت تحقيقا مع المشتبه به البالغ 55 عاما بتهمة التعدي البدني المفضي لإصابة، ونسبت صحيفة كييلر ناخريشتن إلى المتحدث باسم الشرطة قوله إن وقوع الحادث على غير توقع في طريق عام بين اثنين لا معرفة بينهما يعكس أبعادا جديدة للعنف بالمدينة.

وفي أول تعليق على هذا الحادث، تمنى قابيل كوكارسا نائب رئيس مجلس الجالية التركية بألمانيا في بيان تلقته الجزيرة نت "ألا يؤثر الاعتداء على سيدة لا حول لها ولا قوة على التعايش السلمي في كييل".

وحث كوكارسا على ضرورة الكشف بسرعة عن ملابسات هذا الاعتداء، وقال إن الأتراك في ولاية شليزفيج هولشتاين على ثقة بالقضاء ومسارعته بتقديم الشخص المشتبه باعتدائه على السيدة بالأدلة لمحاكمة عادلة تنزل عليه العقاب المناسب.

وشدد على أهمية المواجهة المكثفة لأسباب التمييز المجتمعي وإطلاع الرأي العام على الحوادث التي تقع بدوافع من التمييز.

ندد مجلس الجالية التركية بألمانيا بالاعتداء وأشار إلى أن ارتداء الحجاب ممارسة دينية كفلها الدستور

ممارسات دينية
وفي السياق نفسه، ندد مجلس شورى الممثل لثمانية مساجد بولاية شليزفيج هولشتاين بالاعتداء على المحجبة، وأشار-في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إلى أن ارتداء الحجاب ممارسة دينية تتوجب حمايتها مثل غيرها من الممارسات الدينية التي يكفلها الدستور.

ودعا رئيس مجلس شورى لإيقاف التقارير الإعلامية التي تتعرض للإسلام بشكل سلبي، وانتقد عدم ضم مجلس الإعلام المختص بمتابعة وسائل الإعلام في شليزفيج هولشتاين ممثلا للمسلمين إلى جانب ممثلي الأديان والمجموعات السكانية الأخرى، بخلاف مجالس الإعلام التي ضمت مسلمين بولايات أخرى.

وقال فاتح موتلو إن وسائل الإعلام في شليزفيج هولشتاين تجنبت نقل حفل إفطار نظمه المسلمون بشكل حضاري بإحدى الحدائق العامة في كييل، وأشار إلى أن حدوث أي أمر سلبي بهذا الحفل كان كفيلا بالإشارة إليه في كافة التقارير الإعلامية.

وخلص إلى أن ما يقرأه ويسمعه الجمهور من تقارير إعلامية تطغى عليها التصورات السلبية حول الإسلام والمسلمين يضر بالتفاهم المتبادل والتعدد الثقافي، ويسهم برواج ظاهرة الإسلاموفوبيا (الخوف المرَضي من الإسلام).

يُشار إلى أن دراسة ميدانية موسعة أصدرتها جامعة لايبزيغ الألمانية قبل أيام كشفت عن انتشار تصورات سلبية تجاه الحجاب بين الألمان.

المصدر : الجزيرة