رسالة حماس لإسرائيل.. تهديد أم تحذير؟
خالد لبد- غزة
حماس أصدرت بيانا رسميا بهذا الشأن حذرت فيه من أن استمرار سياسة الخنق والإغلاق، ومحاولة شل أوجه الحياة في القطاع بهذه الطريقة لم يعد ممكنا.
وفي هذا الإطار قال عضو المكتب السياسي للحركة محمود الزهار للجزيرة نت إن هذا التحذير يأتي بسبب قرار سلطات الاحتلال الأخير بمنع إدخال الإسمنت اللازم لعملية البناء وإعادة الإعمار في قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي نهاية عام 2014.
وحول مدى جدية هذا التحذير، أكد الزهار أن حركة حماس لا تسعى في الوقت الراهن على الأقل لمواجهة عسكرية مع إسرائيل، ولكنه أكد أن حالة الهدوء الموجودة الآن لا يمكن أن تستمر في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في خنق أهالي قطاع غزة.
واشار بهذا الصدد إلى أن بعض المجموعات العسكرية في القطاع قد تخرج عن إطار حالة الهدوء، كما أن الضغوط التي يعيشها الشعب الفلسطيني قد تقلب الحالة الأمنية.
ميناء غزة
وفيما يخص رؤية حركة حماس للحل والخروج من حالة الحصار التي تفرضها إسرائيل، قال الزهار إن الورقة التي يمكن أن تنهي الأزمة هي السماح بوجود ميناء لغزة، حيث إن من شأن الميناء أن يحل معظم الأزمات التي يعاني منها قطاع غزة من دخول لمواد البناء والبضائع المختلفة، وأزمة الكهرباء، وحرية السفر للمواطنين دون قيود.
ولكن الزهار يؤكد أن تعثر حل وجود الميناء مرتبط بوجود ضغوط من جهات فلسطينية وعربية تسعى لعدم فك الحصار عن قطاع غزة لاستمرار الضغط على حركة حماس.
وعلى الجانب الآخر بارك الزهار الجهود التي تبذلها تركيا في مفاوضاتها مع إسرائيل، وإصرارها على الضغط على الاحتلال للسماح بوجود ميناء غزة، معبرا عن أمله الكبير في أن تتبنى أنقرة موقفا حازما يمكن أن يفضي إلى وجود الميناء.
رسائل تحذير
ويرى المحلل السياسي إبراهيم المدهون أن رسالة حماس تحذير أكثر من كونها تهديدا، أرادت إيصالها لكل المعنيين باستقرار الوضع في قطاع غزة واستمرار حالة الهدوء.
ويقول المدهون إن حماس تطلق هذه التصريحات بهدف تحريك المياه الراكدة جراء طول فترة الحصار المفروض على القطاع وعدم بروز أمل في الأفق، خاصة بعد زيارة وفدها لمصر التي لم يتبعها أي إجراءات للتخفيف من حصار قطاع غزة، بالإضافة إلى الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة التي منعت دخول الإسمنت.
وحول الحالة التي يعيشها السكان، أكد المدهون أن قطاع غزة على وشك انفجار غير محدود في قوته واتجاهاته بسبب طول مدة الحصار.
ويرى المحلل الفلسطيني أنه رغم أن جهات عديدة تشترك في حصار غزة، ومنها جهات فلسطينية وعربية ودولية، فإن الانفجار سيكون في وجه إسرائيل أولا.
ويقول إن استمرار الحصار قد يدفع بعض فصائل المقاومة مثل حركة الجهاد الإسلامي وبعض الفصائل الأخرى إلى اللجوء للمواجهة العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي مما قد يجبر حركة حماس على الدخول في المواجهة.
وأشار المدهون إلى أنه لو كان لدى حركة حماس إجراءات يمكن أن تتخذها ضد إسرائيل لتخفيف الحصار لفعلتها من قبل، لكنها تريد أن توجه رسالة إلى كل الجهات المسؤولة عن الحصار لأن إسرائيل ليست وحدها المسؤولة عنه، موكدا أنه لم يثبت بعد أن أصدقاء الحركة في العالم قادرون على التأثير على إسرائيل لتخفيف الحصار.