رفض بتونس للتهجم على تحفيظ القرآن بالمدارس

أثار قرار مشترك من وزارتي الشؤون الدينية والتربية في تونس بتحفيظ القرآن في المدارس الصيف المقبل جدلا واسعا في الأوساط الثقافية والسياسية وصل حد اتهام الوزارتين بالانحراف عن دور المدرسة، وتعليم الأطفال ما وصف بالفكر المتطرف.

وقد اعتبرت الأستاذة الجامعية نايلة السليني في أحد البرامج التلفزيونية أن تحفيظ الأطفال القرآن بالطريقة المقررة لن يؤدي إلى محاربة فكر تنظيم الدولة الإسلامية، بل على العكس يعلمهم الآيات التي يوظفها التنظيم.

ولم تهدأ النقاشات منذ تصريح السليني دفاعا عن القرآن ورسالته، وتحول الأمر إلى هجوم على من يوصفون بالاستئصاليين الذي يخرجون الآيات القرآنية عن سياقها.

اتهام مردود
وتعتبر وزارة الشؤون الدينية أن اتهام القرآن مردود على أصحابه، لأنهم -بدورهم- درسوا القرآن في المدارس، ولم يتحولوا إلى "دواعش"، علاوة على كون الاتهام يتناقض مع الفهم المطلوب للقرآن.

ويقول وزير الشؤون الدينية محمد خليل إنه من الخطأ أن يضع الإنسان نفسه في مواجهة مع كلام الله و"كأن هذا القرآن العظيم عدو له"، وأضاف أن الفكر الذي يسمى اليوم فكرا متطرفا ليس ناتجا عن القرآن.

ويقول مختصون بالشأن الديني إنه من عهد الاحتلال الفرنسي لتونس إلى اليوم لم ينقطع تحفيظ القرآن وإن تعثر في بعض المراحل السياسية، ويضيفون أنها المرة الأولى التي يتم فيها التهجم على الآيات القرآنية بهذه الطريقة.

ويعتبر هؤلاء المختصون أن القضية مفتعلة وتخرج الآيات من سياقها ويكذبها التاريخ التربوي التونسي، ويقول الكاتب في الفكر الإسلامي أحميدة النيفر إن "المدرسة والحركة الوطنية والقرآن أشياء متلاحمة أساسية في تاريخنا بدليل ما نلاحظه من قدرة التونسيين من جيل معين على استحضار قسط لا بأس به من الآيات الكريمة".

المصدر : الجزيرة