تعقيدات التحقيق الفلسطيني بمقتل النايف ببلغاريا
محمد العلي
وتواجه اللجنة -التي يرأسها وكيل وزارة الخارجية تيسير جرادات، وتضم ممثلا عن المخابرات الفلسطينية، وآخر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي كان ينتمي إليها النايف- مهمة معقدة، في ظل اتهام الجبهة الشعبية للسفارة الفلسطينية بالعمل على تسليمه لإسرائيل بعد لجوئه إليها في 15 ديسمبر/كانون الأول 2015، واتهام ذويه للسفارة قبل يومين بالتقصير في حمايته خلال فترة إقامته فيها.
ويرتبط تعقيد القضية كذلك بما كشف بعد الجريمة من افتقار السفارة إلى الحراسة التي تخصصها وزارة الخارجية البلغارية عادة للسفارات، إلى جانب انعدام أي جهاز مراقبة أو كاميرات حتى من الطراز البدائي الذي تستخدمه الشركات والبنوك والمنازل.
شبهة التواطؤ
كما ترتبط القضية بالاتهامات المتكررة لطاقم السفارة بالضغط على النايف لمغادرتها بعد لجوئه إليها، إلى جانب ما يشاع عن شبهة تواطؤ في تسهيل التسلل إلى السفارة.
وتصب مسارعة الفصائل الفلسطينية -ومن بينها حركة المقاومة الإسلامية(حماس) وحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية- في اتهام الموساد بقتل النايف، في خانة تعقيد القضية لأنها كشفت الانقسام الفلسطيني المبكر تجاه قضيته بين فصائل ترى في السفارة أرضا فلسطينية من حق من ناضل ضد إسرائيل الاحتماء بها، ودبلوماسيين يعطون الأولوية لتنفيذ سياسات السلطة الفلسطينية ومن ضمنها التنسيق الأمني مع إسرائيل.
ولم يتأخر السفير الفلسطيني أحمد المذبوح في توضيح ملابسات غياب الحماية البلغارية للسفارة. فقال لوكالة "معا" الفلسطينية إن وزارة الخارجية البلغارية أصدرت قرارا قبل ست سنوات ينص على سحب الحراسات عن السفارات التي لم تتعرض لأي اعتداء في السنوات العشرين الأخيرة، وكانت سفارة فلسطين من ضمنها.
وأضاف "منذ وصول الأسير النايف إلى مبنى السفارة، تم إرسال أكثر من طلب لجهات الاختصاص في السلطات البلغارية من أجل إعادة الحراسات للسفارة، فكان ردهم أنه لا يوجد أي تهديد حقيقي يستدعي ذلك، وأن أمنهم يتابع ويفحص جميع الأوضاع الأمنية".
أما عن تصرف السفارة ذاتها حيال هذا الأمر، فقال المذبوح إن وفدا أمنيا فلسطينيا كان قد وصل إلى السفارة خلال الأيام الماضية؛ لوضع دراسة وخطة حول إعادة ترتيب إجراءات الأمن في السفارة".
لا كاميرات
لكن المذبوح لم يتطرق في المقابل إلى ما كشفته الجريمة عن عدم وجود كاميرات مراقبة داخل المبنى وخارجه، أو افتقار السفارة إلى أي نوع من أنواع الحراسة باستثناء الموظف المكلف بتسجيل أسماء الزوار وتوجيههم إلى موقع الموظف الذي يقصدونه.
ويقول مصدر مطلع على مساعي حل قضية النايف للجزيرة نت، إن السفير قدم مذكرة إلى وزارة الخارجية الفلسطينية يطلب فيها اعتماد شركة أمنية تتولى حراسة السفارة كما هو معمول به لدى الشركات، إلا أن طلبه قوبل بالرفض بداعي "عدم وجود موازنة".
أما بخصوص الضغوط التي مورست على النايف خلال مدة إقامته في حرم السفارة، فينقل مصدر آخر كان على اتصال به خلال لجوئه إلى السفارة، أن السفير المذبوح كان يطالبه بالخروج ويقول "هناك قرار فلسطيني بأن تغادر مبنى السفارة"، دون أن يحدد إلى أين. أما رد الأسير السابق فكان "أرني قرارا من الرئيس أبو مازن وسوف أغادر فورا".