تعقيدات التحقيق الفلسطيني بمقتل النايف ببلغاريا

A specialized ambulance car said to carry the dead body of a Palestinian citizen leaves the compound of the Palestinian Authorities embassy in Sofia, Bulgaria, 26 February 2016. Media reports state that a Palestinian man, identified as Omar Zayed, died on the premises of the embassy. Reportedly Israeli authorities were seeking the man for him to serve a life sentence for murder committed in 1986. For 22 years Omar Zayed lived in Bulgaria, local media said, adding that he took refuge in the embassy to avoid an extradiction to Israel. Bulgarian authorities were reported to have launched an investigation into the death of the man.
سيارة إسعاف بلغارية تغادر حرم سفارة فلسطين وبداخلها النايف (أسوشيتد برس)

محمد العلي

تبدأ في صوفيا اليوم لجنة تحقيق خاصة أرسلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عملها كشف ملابسات مقتل الأسير الفلسطيني السابق عمر زايد النايف داخل حرم سفارة فلسطين، التي لجأ إليها قبل شهرين ونصف هربا من مذكرة تسليم إسرائيلية سلمت إلى سلطات بلغاريا.

وتواجه اللجنة -التي يرأسها وكيل وزارة الخارجية تيسير جرادات، وتضم ممثلا عن المخابرات الفلسطينية، وآخر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي كان ينتمي إليها النايف- مهمة معقدة، في ظل اتهام الجبهة الشعبية للسفارة الفلسطينية بالعمل على تسليمه لإسرائيل بعد لجوئه إليها في 15 ديسمبر/كانون الأول 2015، واتهام ذويه للسفارة قبل يومين بالتقصير في حمايته خلال فترة إقامته فيها.

ويرتبط تعقيد القضية كذلك بما كشف بعد الجريمة من افتقار السفارة إلى الحراسة التي تخصصها وزارة الخارجية البلغارية عادة للسفارات، إلى جانب انعدام أي جهاز مراقبة أو كاميرات حتى من الطراز البدائي الذي تستخدمه الشركات والبنوك والمنازل.

شبهة التواطؤ
كما ترتبط القضية بالاتهامات المتكررة لطاقم السفارة بالضغط على النايف لمغادرتها بعد لجوئه إليها، إلى جانب ما يشاع عن شبهة تواطؤ في تسهيل التسلل إلى السفارة.

وتصب مسارعة الفصائل الفلسطينية -ومن بينها حركة المقاومة الإسلامية(حماس) وحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية- في اتهام الموساد بقتل النايف، في خانة تعقيد القضية لأنها كشفت الانقسام الفلسطيني المبكر تجاه قضيته بين فصائل ترى في السفارة أرضا فلسطينية من حق من ناضل ضد إسرائيل الاحتماء بها، ودبلوماسيين يعطون الأولوية لتنفيذ سياسات السلطة الفلسطينية ومن ضمنها التنسيق الأمني مع إسرائيل.

الشرطة البلغارية حضرت إلى مقر السفارة بعد وقوع الجريمة (أسوشيتد برس)
الشرطة البلغارية حضرت إلى مقر السفارة بعد وقوع الجريمة (أسوشيتد برس)

ولم يتأخر السفير الفلسطيني أحمد المذبوح في توضيح ملابسات غياب الحماية البلغارية للسفارة. فقال لوكالة "معا" الفلسطينية إن وزارة الخارجية البلغارية أصدرت قرارا قبل ست سنوات ينص على سحب الحراسات عن السفارات التي لم تتعرض لأي اعتداء في السنوات العشرين الأخيرة، وكانت سفارة فلسطين من ضمنها.

وأضاف "منذ وصول الأسير النايف إلى مبنى السفارة، تم إرسال أكثر من طلب لجهات الاختصاص في السلطات البلغارية من أجل إعادة الحراسات للسفارة، فكان ردهم أنه لا يوجد أي تهديد حقيقي يستدعي ذلك، وأن أمنهم يتابع ويفحص جميع الأوضاع الأمنية".

أما عن تصرف السفارة ذاتها حيال هذا الأمر، فقال المذبوح إن وفدا أمنيا فلسطينيا كان قد وصل إلى السفارة خلال الأيام الماضية؛ لوضع دراسة وخطة حول إعادة ترتيب إجراءات الأمن في السفارة".

لا كاميرات
لكن المذبوح لم يتطرق في المقابل إلى ما كشفته الجريمة عن عدم وجود كاميرات مراقبة داخل المبنى وخارجه، أو افتقار السفارة إلى أي نوع من أنواع الحراسة باستثناء الموظف المكلف بتسجيل أسماء الزوار وتوجيههم إلى موقع الموظف الذي يقصدونه.

ويقول مصدر مطلع على مساعي حل قضية النايف للجزيرة نت، إن السفير قدم مذكرة إلى وزارة الخارجية الفلسطينية يطلب فيها اعتماد شركة أمنية تتولى حراسة السفارة كما هو معمول به لدى الشركات، إلا أن طلبه قوبل بالرفض بداعي "عدم وجود موازنة".

أما بخصوص الضغوط التي مورست على النايف خلال مدة إقامته في حرم السفارة، فينقل مصدر آخر كان على اتصال به خلال لجوئه إلى السفارة، أن السفير المذبوح كان يطالبه بالخروج ويقول "هناك  قرار فلسطيني بأن تغادر مبنى السفارة"، دون أن يحدد إلى أين. أما رد الأسير السابق فكان "أرني قرارا من الرئيس أبو مازن وسوف أغادر فورا".

المصدر : الجزيرة