قيادات الداخل الفلسطيني: منع الأذان طمس لهويتنا

مسجد الجزار في عكا القديمة، أيلول/سبتمبر 2016.
الاحتلال يزعم أن رفع الأذان في المساجد الفلسطينية عبر مكبرات الصوت يزعج الإسرائيليين (الجزيرة)

محمد محسن وتد-أم الفحم

رأت قيادات سياسية ودينية بالداخل الفلسطيني في المصادقة على منع رفع الأذان تعديا عنصريا على الحريات، وانتهاكا لحرية العبادة للمسلمين، واعتداء على الديانة الإسلامية، وإعلان حرب دينية من قبل إسرائيل.
 

وقد صادقت اللجنة الوزارية للتشريعات في الحكومة الإسرائيلية مساء الأحد على مشروع قانون يقضي بحظر رفع الأذان عبر مكبرات الصوت بالداخل الفلسطيني، بذريعة الضوضاء والإزعاج للإسرائيليين. وسيُحال مشروع القانون للكنيست (البرلمان) لإجازته حتى يصبح نافذ المفعول.

وحظي قانون إسكات الأذان -الذي يمنح الشرطة الإسرائيلية صلاحيات استدعاء المؤذنين والأئمة للتحقيق واتخاذ إجراءات جنائية ضدهم وفرض غرامات مالية عليهم- بمصادقة جميع أعضاء لجنة التشريعات الذين يمثلون مختلف الأحزاب في الحكومة الإسرائيلية.

وزعم مقدمو القانون من حزبي البيت اليهودي وإسرائيل بيتنا ووزيرة القضاء أيليت شكيد، التي ترأس اللجنة الوزارية للتشريعات، أن رفع الأذان عبر مكبرات الصوت "يزعج المواطنين الإسرائيليين ويسبب أذى بيئيا ويضر بمستوى المعيشة".

مضامين تحريضية
وجاء في شرح القانون "يعاني مئات الآلاف من اليهود القاطنين قرب التجمعات السكنية العربية من الضوضاء الشديدة برفع الأذان، إضافة إلى أن السماعات بالمساجد تستعمل لبث مضامين تحريضية ووطنية".

مسعود غنايم: إسرائيل تريد طمس هوية فلسطين العربية والإسلامية (الجزيرة) 
مسعود غنايم: إسرائيل تريد طمس هوية فلسطين العربية والإسلامية (الجزيرة) 

وأعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لتشريع القانون، إذ استبق اجتماع اللجنة وأعلن عن موافقته على القانون، في إشارة منه لتبني القانون مشروعا للحكومة يلزم جميع أحزاب الائتلاف، علما بأنه كان أخفق في تمريره في لجنة التشريعات عام 2010.

وفي محاولة منه لإخفاء الوجه العنصري لحكومته، زعم نتنياهو أن العديد من الدول الأوروبية والعربية والإسلامية عمدت إلى خفض صوت الأذان منعا للإزعاج ومراعاة لمشاعر الآخرين.

وقال إنه بناء على ذلك سيتم تحديد معدلات مكبرات الصوت بمختلف بيوت العبادة لجميع الديانات في إسرائيل، علما أن المساجد هي الوحيدة بفلسطين التي تستخدم مكبرات الصوت لرفع الأذان.

ولم يتطرق رئيس الوزراء لأجراس الكنائس والتي سيشملها القانون مستقبلا.

حرب دينية
من جانبها، رأت قيادات سياسية ودينية بالداخل الفلسطيني في المصادقة على منع رفع الأذان انفلاتا خطيرا وتعديا عنصريا آخر على الحريات، وانتهاكا لحرية العبادة للمسلمين واعتداء على الديانة الإسلامية، وإعلان حرب دينية من قبل نتنياهو.

خيري إسكندر: حظر الأذان اضطهاد للفلسطينيين (الجزيرة)
خيري إسكندر: حظر الأذان اضطهاد للفلسطينيين (الجزيرة)

ودانت القائمة العربية المشتركة القانون وتصريحات نتنياهو خلال جلسة الحكومة، وشددت على أن صوت الأذان ليس شريعة وشعيرة دينية فحسب، بل هو جزء من ميراث وحضارة وثقافة الشعب الفلسطيني، وهو الأمر الذي يقض مضاجع قيادات اليمين، لأنه يذكرهم بهوية الأرض العربية.    

ويرى النائب عن القائمة المشتركة الشيخ مسعود غنايم أن محاولة إسرائيل إسكات الأذان تنسجم مع الأجواء العنصرية والتطرف بالمجتمع الإسرائيلي الذي يجنح نحو المزيد من العداء للشعب الفلسطيني، والزج به في دائرة الصراع الديني من خلال اتهامه بالتطرف، وذلك بمسعى من المؤسسة الإسرائيلية لتحييد الفلسطينيين عن حقهم المشروع في الحرية والاستقلال.

ولفت غنايم في حديثه للجزيرة نت إلى أن صوت الأذان يجسد عروبة الأرض، وعليه تسعى الحكومة من خلال هذا التشريع لمواصلة نهج الإقصاء والتهميش لفلسطينيي 48 ونزع الشرعية عنهم بوصفهم أصحاب البلاد الأصليين، وذلك بغرض طمس الحضارة والثقافة العربية والإسلامية وتزوير التاريخ وفرض التهويد.

من جانبه، يرى إمام مسجد الهدى في بلدة باقة الغربية الشيخ خيري إسكندر أن إسكات الأذان يندرج في إطار الاضطهاد الديني لفلسطينيي 48، إذ سلبت المؤسسة الإسرائيلية المقدسات وحفزت بممارساتها وتشريعاتها العنصرية عصابات "تدفيع الثمن" لاستهداف وتدنيس المساجد والكنائس والمقابر الإسلامية والمسيحية.

المصدر : الجزيرة