المواصلات الإسرائيلية.. خطط تطويرية ترسخ العنصرية

صورة من أمام حاجز قلنديا العسكري وتظهر بالصورة حافلة تابعة لشركات النقل العام العربية في القدس المحرومة من الخطة التطويرية الجديدة
حافلة تابعة لشركات النقل العام العربية في القدس (الجزيرة نت)

أسيل جندي-القدس المحتلة

بدأت وزارة النقل والمواصلات الإسرائيلية مع مطلع العام الحالي تنفيذ خطة جديدة تسعى من خلالها لربط المدن الأكثر حيوية بخط مواصلات واحد عبر آلية "عدادات القراءة الذكية"، حيث بدأت الوزارة تطبيق بعض الإصلاحات في المواصلات العامة في كل من حيفا وتل أبيب وبئر السبع ومدينة القدس باستثناء الشق الشرقي منها.

وتهدف الخطة الجديدة لتخفيض تكاليف السفر في المواصلات العامة، وتشمل شركات الحافلات والقطار الخفيف، من خلال شراء بطاقة سفر شهرية يستخدمها الركاب للتنقل في المواصلات العامة على اختلافها بسعر مخفض، ودون تحديد عدد المرات التي تستخدم بها البطاقة خلال الشهر الواحد، مما سيوفر على المسافر 40% من تكاليف المواصلات.

ومع إقدام الوزارة على إقصاء شركات الحافلات العربية في القدس الشرقية من الخطة الجديدة، يحرم نحو مئة ألف مقدسي ممن يستخدمون المواصلات العامة يوميا من الاستفادة من الخطة الجديدة.

ويرى المحامي معين عودة في عدم إشراك الخطوط العربية في الخطة الجديدة "عنصرية ملموسة".

صورة تظهر على يمينها مستوطنة بسجات زئيف التي تشملها الخطة التطويرية للمواصلات العامة (الجزيرة نت)
صورة تظهر على يمينها مستوطنة بسجات زئيف التي تشملها الخطة التطويرية للمواصلات العامة (الجزيرة نت)

وأضاف عودة في حديث للجزيرة نت، أن وزارة المواصلات لم تعلن بشكل واضح رفضها ضم الشركات العربية للخطة، لكنها بدأت تنفيذها دون تركيب عدادات القراءة الذكية داخل الحافلات العربية، مما يعني بالتالي استثناءها.

تركيب العدادات
وكانت وزارة المواصلات الإسرائيلية طلبت عام 2013 دمج شركات الحافلات في القدس الشرقية وتوحيدها كأحد الشروط لتركيب العدادات الذكية فيها، إلا أنها لم تشرع في تركيبها حتى الآن رغم توحيدها، وها هي اليوم تحرمها من خطة الإصلاحات الجديدة بحجة عدم احتواء الحافلات على العدادات.

وتخفف العدادات الذكية من الازدحام على محطات انتظار الحافلات، وتنظم الصعود إليها من خلال تمرير بطاقة الراكب الشهرية فيها التي تمكنه من الصعود في المواصلات العامة كافة، كما تساهم في تخفيف العبء عن السائقين واصطفاف الركاب لدفع تكلفة السفر للسائق واحدا واحدا.

وعن التحركات لمواجهة الخطوة الجديدة، قال عودة إنه تم إرسال رسالة عاجلة لوزارة النقل والمواصلات باسم سكان القدس الشرقية، لطلب تفعيل الخطة وتركيب عدادات القراءة الذكية في حافلات القدس الشرقية في أسرع وقت ممكن.

بدوره، قال مدير شركة مواصلات شمال القدس رائد الطويل، إن جهودا كبيرة تبذلها الشركات العربية حاليا لتركيب العدادات الذكية في حافلات القدس الشرقية، من أجل التسهيل على المقدسيين.

معين عودة: عدم إشراك الخطوط العربية في الخطة الجديدة عنصرية ملموسة (الجزيرة نت)
معين عودة: عدم إشراك الخطوط العربية في الخطة الجديدة عنصرية ملموسة (الجزيرة نت)

مواكبة التكنولوجيا
وأضاف الطويل أن أبرز معيقات عمل هذه الشركات هي عدم قدرتها على مواكبة التكنولوجيا المستخدمة في الحافلات الإسرائيلية، بسبب صغر حجم الشركات العربية مقارنة مع نظيرتها الإسرائيلية الضخمة والمدعومة.

وأكد الطويل أن شركات النقل العام العربية تتعرض للإهمال والتهميش من وزارة النقل والمواصلات الإسرائيلية.

ولا تقتصر العنصرية التي تمارسها وزارة النقل والمواصلات الإسرائيلية على استثناء المقدسيين من خطتها التطويرية الجديدة، بل اعتاد الفلسطينيون على تشغيل الإشارات الضوئية في الشوارع المؤدية للمستوطنات لوقت أطول بكثير من تلك المؤدية للأحياء العربية في القدس على مفترق الطرق نفسه.

بينما خُصصت شوارع يتم السماح لمركبات المستوطنين فقط بالسير فيها، فضلا عن رفض بعض شركات النقل تحميل العمّال الفلسطينيين في بعض الحافلات، وتخصيص أخرى لهم بناء على طلب المستوطنين المتطرفين.

المصدر : الجزيرة