حملة إسرائيلية ضد مراقبة دولية لمفاعل ديمونا
وديع عواودة-حيفا
كشف النقاب عن شروع إسرائيل بحملة دبلوماسية دولية لمنع الرقابة على منشآتها النووية التي تنوي دول عربية وإسلامية طرحها قريبا في الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر دبلوماسية محلية أن وزارة الخارجية تخشى من مساواتها بإيران وإخضاعها للرقابة بعد اتفاق فيينا.
ويدور الحديث عن مشروع قرار بعنوان "قدرات إسرائيل النووية" بادرت لطرحه دول عربية وإسلامية منذ سنوات في الاجتماع السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبثت القناة الإسرائيلية العاشرة تحقيقا غير مسبوق بجرأته قبل نحو ثلاثة أشهر عن مفاعل ديمونا الإسرائيلي النووي، كاشفة عن إصابة العشرات من العاملين فيه بالسرطان.
الوكالة الدولية
ويدين المشروع المذكور إسرائيل ويطالبها بفتح منشآتها النووية أمام رقابة الأمم المتحدة وتشكيل لجنة دولية خاصة بنزع السلاح النووي في الشرق الأوسط.
ولهذا السبب تكثف إسرائيل حملتها الدبلوماسية لإحباط مشروع القرار في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر المقبل.
وضمن حملتها أرسلت إسرائيل برقيات لسفرائها بدول العالم كافة دعتهم لإقناع الدول التي يعملون فيها بمساندتها بهذا المضمار إضافة لمبعوثين لبعض دول أميركا اللاتينية.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أدانت إسرائيل في ديسمبر/كانون الأول الماضي لرفضها الرقابة الدولية على منشآتها النووية، بأغلبية 161 ومعارضة خمس دول، كما أن إسرائيل ترفض أيضا توقيع ميثاق منع نشر الأسلحة النووية بالتساوي مع الهند وباكستان وكوريا الشمالية.
وردا على سؤال الجزيرة نت اكتفت الخارجية الإسرائيلية بالزعم أن مثل هذه القرارات المقترحة من شأنها تسييس الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمساس بـ"الثقة الضرورية للحوار الإقليمي بهذا الشأن".
قرارات محتملة
وحذر الوزير الأسبق المحامي دان مريدور -في حديث للجزيرة نت- من ضرر دبلوماسي فادح يلحق بإسرائيل جراء مثل هذه المشاريع الدولية المحتملة رغم أنها غير ملزمة.
وأشار مريدور الذي يعارض المواجهة العلنية مع البيت الأبيض لدور قرارات دولية محتملة بهذا المضمار في تركيز أنظار العالم على منشآت إسرائيل النووية، مقللا من احتمالات نجاح الحملة الإسرائيلية الاستباقية بسبب مكانتها الدبلوماسية الراهنة.
من جانبه أشار المعلق السياسي في القناة العاشرة رفيف دروكر إلى أن إسرائيل لا تخشى فرض رقابة على منشآتها وأن حملتها الدبلوماسية الاستباقية تهدف لاستدرار التعاطف معها في محاولاتها الأخيرة لإفشال الاتفاق النووي مع إيران.
ورجح دروكر أن امتناع الدول الغربية عن الضغوط على إسرائيل بالشأن النووي لإدراكها أن اتفاق فيينا شكل ضربة كبيرة لها.
تهديدات إيران
ويتفق مع هذا الرأي المحاضر بجامعة تل أبيب والناشط السياسي غادي الغازي، وقال للجزيرة نت إن إسرائيل لا تخشى فرض رقابة على منشآتها، معتبرا الحملة "علاقات عامة" لإظهار إسرائيل بمظهر الضحية المحاطة بالأعداء والمخاطر.
وأشار إلى أن الحملة الإسرائيلية تهدف لإبراز تهديدات قادة إيران بإبادة إسرائيل إضافة لدعم طهران "الإرهاب" بالمنطقة.
وتابع الغازي "في الحقيقة إسرائيل لا تخشى التفتيش لأن دول الغرب ما زالت تعاملها كابنتها المدللة وستحبط مبادرات من هذا القبيل كما فعلت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا بمؤتمر لجنة الميثاق لمنع نشر السلاح النووي قبل نحو عامين.
ولكن المدير العام للخارجية الإسرائيلية سابقا ألون ليئيل يرى عكس ذلك، ويتوقع -في حديث للجزيرة نت- أن يركز المجتمع الدولي بالنووي الإسرائيلي بعد الاتفاق مع إيران.
وتوقع أيضا طرح مبادرات جديدة لعقد مؤتمر لنزع السلاح النووي في الشرق الأوسط من شأنها إحراج إسرائيل بسبب عزلتها المتزايدة بالعالم ورفضها التسوية مع الفلسطينيين.