دعوة لإعادة فتح ملف العشرية الحمراء بالجزائر

لويزة حنون خلال لقائها مع الصحافة المحلية في نهاية أشغال الجامعة الصيفية
لويزة حنون (الثانية يمين) تتحدث في ندوة صحفية (الجزيرة)

 هشام موفق-الجزائر 

دعت زعيمة حزب العمال الجزائري المعارض لويزة حنون إلى تحديث ميثاق السلم والمصالحة الوطنية بالبلاد والذي سبق إقراره في استفتاء شعبي قبل عشرة أعوام. وقالت حنون، خلال اجتماع لحزبها "إن الملفات لم يتم غلقها نهائيا" مؤكدة  ضرورة "معالجة أسباب الأزمة لطي صفحتها". ودعت إلى نقاش بين الجزائريين "دون تدخل أجنبي لمعرفة أسباب الأزمة والمسؤول عنها"

وقد عرفت الجزائر موجة عنف كبيرة نتجت عن توقيف المسار الانتخابي الذي فازت به الجبهة الإسلامية للإنقاذ في يناير/كانون الثاني 1992. وخلفت العشرية الحمراء مقتل ما لا يقل عن مئتي ألف مواطن، إضافة إلى آلاف الأرامل والمفقودين.

ويأتي حديث حنون غير المسبوق بهذا الشأن، في وقت تشهد البلاد إقالات وتغييرات في صفوف كوادر جهاز المخابرات. كما شن الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الحاكم عمار سعداني حملة على رئيس جهاز المخابرات الفريق محمد مدين المعروف بـ"الجنرال توفيق" واتهمه بالتقصير في حادثة اغتيال الرئيس محمد بوضياف عام 1992 ومقتل الرهبان الفرنسيين عام 1996، ومحاولة اغتيال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بمدينة باتنة عام 2007.

‪عبد الوكيل بلام: المستهدف من تصريحات حنون هو مدير المخابرات‬ عبد الوكيل بلام: المستهدف من تصريحات حنون هو مدير المخابرات (الجزيرة)
‪عبد الوكيل بلام: المستهدف من تصريحات حنون هو مدير المخابرات‬ عبد الوكيل بلام: المستهدف من تصريحات حنون هو مدير المخابرات (الجزيرة)

التوقيت
وتزامنت تلك الاتهامات مع حملة تشنها قيادة الجيش على مستوى مديري مصالح تابعة للمخابرات، كانت إلى وقت قريب تُعرف بالأذرع الصلبة للجنرال توفيق، الأمر الذي جعل محمد حديبي نائب رئيس حركة النهضة يعتبر أن كلام حنون وسعداني "خرج من مشكاة واحدة" مضيفا أن حنون "تسيء للعمل السياسي المعارض، حيث إنها تدعي المعارضة، لكنها تتخندق مع مجموعة في السلطة ضد مجموعة محددة".

وتساءل حديبي "ما الغرض من إخراج ملف المصالحة الذي كنا انتقدناه لمساواته بين الضحية والجلاد، غير أجندة سياسية لطرف في السلطة ضد طرف آخر؟".

بينما أكد الكاتب الصحفي عبد الوكيل بلام أن المستهدف من تصريحات حنون هو مدير المخابرات. وقال "واضح جدا أن تصريحات حنون هي استمرارية لحملة سعداني، وتريد من خلالها الإجهاز على الرجل المريض".

من جهته، قال الكاتب الصحفي العربي زواق إن حنون قلقة على مصير بوتفليقة "الذي حاول دائما التهرّب من تحمل تبعات فشل سياساته، بتحميل أطراف خفية مسؤولية الفشل. وتساؤل حنون عن الأسباب -التي أوصلت البلد لهذا الوضع الخطير- لا يمكن إدراجه إلا في خانة الأدوار التي تلعبها، لأن المنطق والعقل يقولان إن التأزم الذي نعيشه ناتج عن السياسة المنتهجة، وبطبيعة الحال توجد في الجزائر سياسة واحدة هي سياسة الرئيس بوتفليقة الذي تسانده دون تحفظ".

‪العربي زواق: حنون قلقة على مصير بوتفليقة‬ (الجزيرة)
‪العربي زواق: حنون قلقة على مصير بوتفليقة‬ (الجزيرة)

مساندة
أما رئيس "اللجنة الاستشارية الرئاسية لترقية وحماية حقوق الإنسان" فاروق قسنطيني، فأبدى مساندته لدعوة حنون بخصوص تحديث الميثاق، مضيفا أن المصالحة الوطنية "جرعة زائدة من قانون الوئام المدني".

وردا على سؤال للجزيرة نت عما إذا كان يشير إلى العفو الشامل كمرحلة بعد المصالحة الوطنية، قال "نعم لا مانع عندي من العفو الشامل لكل المتسببين في الأزمة من أجل قلب صفحة الماضي، ولا أفهم كيف لحد الآن لم نذهب لهذه الخطوة".

من جانبها، أوضحت فريدة وغليسي المكلفة بالشؤون الخارجية بتنسيقية المفقودين خلال الأزمة الأمنية أنها لا يهمّها إن كانت حنون تتاجر بملفهم أم لا "وأكيد أن السيدة حنون منخرطة ضمن حرب الأجنحة داخل النظام، لكن ما قالته هو موقفنا الذي كنا وما زلنا ننادي به باعتبارنا أحد أهم المتضررين من الأزمة".

المصدر : الجزيرة