عودة المليشيات تقلق أهالي عدن

أثناء اشتباكات بين عناصر مليشيات مسلحة في حى المنصورة بعدن، 24 – 8 – 2015 (تصوير سمير حسن – الجزيرة نت) (2)
مصاب خلال اشتباكات بين عناصر مليشيات مسلحة في حي المنصورة بعدن (الجزيرة)

 سمير حسن-عدن

ينتاب سكان مدينة عدن في جنوب اليمن شعور بالقلق بشأن الحالة الأمنية المضطربة في المدينة منذ تحريرها من قبضة مليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، خصوصا أنهم يشاهدون ظهور مليشيات جديدة وعددا كبيرا من المسلحين المجهولين يتجولون مدججين بأسلحتهم في شوارع المدينة، وسط اختلالات أمنية متصاعدة ترافقت مع غياب الدولة بأجهزتها الأمنية والعسكرية.

وتشكل الحالة المضطربة في جنوب اليمن قلقا أمنيا متصاعدا للسكان، لا سيما مع تنامي ظهور المليشيات المسلحة واتساع نفوذها في عدة محافظات جنوبية.

ومنذ تحريرها من الحوثيين، تشهد عدن مظاهر فوضى أمنية تنوعت ما بين اغتيالات وظهور مليشيات منها ما يعتقد أنه على صلة بتنظيم القاعدة، ومنها ما هو تابع للحراك الجنوبي الانفصالي، ومنها ما هو قبلي أو تابع لجماعات وأحزاب دينية تحاول السيطرة على منشآت ومراكز حيوية مستفيدة من حالة الفراغ الأمني الذي خلفتها الحرب.

وتنتشر مليشيات داخل أحياء محافظات عدن وشبوة ولحج وأبين، تحت عناوين مختلفة، وبولاءات متنوعة، ولكل منها نقاط تفتيش، ونفوذ، فضلا عن معسكرات تدريب خاصة، كما هو الحال في محافظة الضالع التي تعد المعقل الرئيسي للحراك الجنوبي.

‪عبد الرحمن محمد سعيد يحذر من صراعات قادمة‬ (الجزيرة)
‪عبد الرحمن محمد سعيد يحذر من صراعات قادمة‬ (الجزيرة)

ويخشى المواطن اليمني عبد الرحمن محمد سعيد -أحد سكان عدن- كغيره من المدنيين هناك من "أن يؤدي استمرار وتصاعد هذا الوضع إلى منزلق خطير يدفع بالمدينة نحو حالة صراع شبيهة بالمشهد الليبي، خاصة مع ظهور بوادر نزاعات مسلحة بين عناصر تلك المليشيات بهدف السيطرة على مواقع ومراكز نفوذ في المدينة".

وقال سعيد للجزيرة نت إن ظهور هذه المليشيات المسلحة يشعره بقلق وخوف، "في ظل عدم تمكن الأجهزة الأمنية حتى الآن من بسط سيطرتها ونفوذها في المدينة، مما ينذر بصراعات قادمة قد لا تتوقف عند حدود مدينة عدن بل تشمل عدة محافظات ومدن جنوبية".

وفي محافظة شبوة، ينبه شكيب الأحمدي إلى خطورة "تبعية النقاط الأمنية لأحزاب وتيارات ومكونات"، معتبرا ذلك "خطأ فادحا يدخل المدينة في صراعات لا نهاية لها"، ومؤكدا أن الاستقرار لن يتحقق إلا في ظل أمن منظم وحازم وتحت قيادة واحدة.

‪دعوات للتعجيل بدمج المقاومة في الجيش‬ (الجزيرة)
‪دعوات للتعجيل بدمج المقاومة في الجيش‬ (الجزيرة)

وذكر الأحمدي أن سكان محافظات الجنوب كانوا يعانون من عدة مشاكل، وعند وصول مليشيات الحوثي زاد الوضع سوءا وتشردوا ونزحوا وانقطعت الخدمات الضرورية والأساسية، "وما كانوا يعولون عليه من استقرار بعد تحرير تلك المدن من الحوثيين أصبح يتلاشى أمام هذه الفوضى الأمنية".

وأضاف أن جميع سكان المحافظات المحررة من مليشيات الحوثي وصالح يعيشون حياة فقر ومعاناة، سواء من جراء حالة الانفلات الأمني وظهور المليشيات، أو نتيجة انتشار السلاح وظهور العصابات والمافيا الإجرامية وأعمال النهب والاغتيالات".

أما المحلل السياسي في عدن، فؤاد مسعد، فيرى أن "هذه التحديات تأتي في ظروف مماثلة، خاصة واليمن يعاني قصورا ملحوظا في الأداء الأمني منذ سنوات، إضافة إلى ذلك ما تشهده البلاد من حرب شاملة شنتها ميلشيا التمرد الحوثي وطالت كل مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الأمن والجيش".

وأضاف أن هذا التحدي "يضع السلطات الحكومية المركزية منها والمحلية أمام واقع معقد بعض الشيء، نتيجة تداخل العوامل المؤثرة في إرباك المشهد الأمني، مما يطرح أهمية التنفيذ العاجل لقرار الرئيس اليمني القاضي بدمج المقاومة الشعبية في الجيش والأمن، لتقوم بالدور المنتظر منها".

ويرى أن هذا الدمج من شأنه "ضمان عدم استغلال بعض عناصر المقاومة من قبل قوى وجهات مناوئة للسلطات الشرعية، فضلا عن أن وجود الأمن والاستقرار في المناطق المحررة سيبعث رسالة إيجابية للداخل والخارج مفادها أن عودة المحافظات للسلطات الرسمية يجعل منها مناطق آمنة".

المصدر : الجزيرة