استنفار طلبة جنوب العراق لمواجهة تنظيم الدولة

العراق - مراكز تدريب بالجنوب لإعداد طلبة الجامعات والشباب لمواجهة تنظيم الدولة
شباب الجامعات والمدارس التحقوا بمراكز تدريب أقامتها جهات دينية وقوى سياسية (الجزيرة نت)

الجزيرة نت-ذي قار

توجه آلاف الشباب لمراكز التدريب بجنوب العراق بعد دعوة المرجعية الشيعية في النجف طلبة الكليات والمعاهد للتمرن على استخدام السلاح والمشاركة في معارك مليشيات الحشد الشعبي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ويبسط تنظيم الدولة نفوذه على مساحات واسعة من شمال وغرب العراق حيث يسيطر على محافظتي نينوى والأنبار، وأجزاء من محافظة صلاح الدين.

ويقول الطالب علاء عبد الأمير إنه لبى هذا النداء لأنه يعتقد أن المعركة مع تنظيم الدولة بحاجة للمزيد من الرجال، ولذا فإن التدريب يعد خطوة مهمة لضخ دماء جديدة في أي مواجهة محتملة معه.

ويشير عبد الأمير إلى أن التدريب يتم في هذا المركز بإشراف مدرب من الجيش النظامي، ويتم التمرن على كيفية استخدام الأسلحة الخفيفة، وكذلك قواعد الاشتباك في حرب الشوارع وغيرها من التمارين العسكرية، إضافةَ الى الإعداد البدني.

ويقول الطالب الجامعي سالم حسين علوان إنه التحق بمركز تدريب أنشأته إحدى الجهات الدينية بعد صدور توجيهات المرجعية في النجف. ويشير إلى أن المركز يشهد إقبالاً متزايداً من قبل الطلبة والشباب.

ويؤكد سالم أنه وزملاءه لا يتقاضون أي مقابل مادي ولكنهم حرصواً على تنفيذ التوصيات الدينية التي ترمي لحفظ الوطن وأراضيه، وفق روايته.

‪جانب من الإعداد للقتال بأحد مراكز التدريب بجنوب العراق‬ (الجزيرة نت)
‪جانب من الإعداد للقتال بأحد مراكز التدريب بجنوب العراق‬ (الجزيرة نت)

ويشير إلى أنه مستعد للقتال ضد التنظيم في أي محافظة للدفاع عن أهلها بغض النظر عن قوميتهم أو دينهم أو مذهبهم، "فالجميع عراقيون ويجب أن يتضامنوا ضد عدو مشترك لا يتورع عن قتلهم".

من جهته، يؤكد مسؤول هيئة الحشد الشعبي في ذي قار كريم دشر أن الدعوة التي أطلقتها المرجعية الدينية تأتي من باب الاحتياط وتنبيه الجميع لخطورة الوضع الأمني.

ويضيف أن محافظة ذي قار افتتحت منذ صدور التعليمات وحتى الآن خمسة مراكز تدريب بإشراف مدربين محترفين، وشهدت إقبالا كبيرا من الشباب والطلبة وحتى من بعض كبار السن، "ولا تزال تخرج المزيد من الدورات".

ويقول إن بعض مراكز التدريب يتبع لجهات دينية، وبعضها الآخر يعود لفصائل وقوى سياسية لديها أجنحة عسكرية تقاتل تنظيم الدولة حالياً في أكثر من محافظة.

لكن إمام جامع الناصرية -مركز محافظة ذي قار- الشيخ محمد مهدي الناصري حذر في خطبة صلاة الجمعة من مغبة تسييس عملية التدريب واستغلال دعوة المرجعية الشيعية في تجنيد الطلبة والشباب في تنظيمات غير معروفة. وطالب بأن يكون التدريب بإشراف حكومي مباشر، وفي مراكز نظامية.

‪بعض الفاعلين حذروا من الاستغلال السياسي لدعوة المرجعية الشيعية لتدريب الشباب‬ (الجزيرة نت)
‪بعض الفاعلين حذروا من الاستغلال السياسي لدعوة المرجعية الشيعية لتدريب الشباب‬ (الجزيرة نت)

ويعلق الصحفي علاء الطائي على هذا الأمر قائلا إن "الإقبال الشبابي الكبير يعكس حالة من الحماس لاسيما لدى طلبة الجامعات".

وأكد أن المراكز مكتظة بالمتدربين، "وهذه رسالة قوية لتنظيم الدولة تكشف عن عزم وقوة الشعب العراقي وقدرته على تحرير المحافظات المغتصبة".

ويطالب الطائي بضرورة إخضاع هذه المراكز لإشراف حكومي لضمان استقلالية العملية وعدم توظيفها سياسياً.

وكان محافظ ذي قار يحيى الناصري أعلن مطلع الشهر الجاري أن مراكز تدريب المتطوعين في المحافظة باشرت تسجيل دفعات أخرى من الراغبين في الالتحاق بالحشد الشعبي.

وأوضح أن المراكز أكملت تدريب أكثر من 10 آلاف متطوع من الطلبة وشرائح اجتماعية مختلفة.

يذكر أن غالبية المحافظات في جنوب العراق قد افتتحت مراكز لتدريب الطلبة خلال العطلة الصيفية، ولكن أيا منها لم تعلن عن مشاركة المتدربين في المعارك الدائرة في محافظات الأنبار وصلاح الدين ومناطق غرب بغداد.

المصدر : الجزيرة