المعارك تجدد أزمة الوقود بحلب

يؤكد مواطنون أن انقطاع الطريق سيؤدي إلى أزمات كارثية على مدينة حلب
الوقود عصب النشاط والخدمات في حلب (الجزيرة)

نزار محمد-حلب

أدت المعارك بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوّات المعارضة في ريف حلب الشمالي إلى قطع الطريق الواصل بين مدينة حلب وريفها، الأمر الذي أحدث أزمة جديدة في حلب لم تكن بالحسبان، تتعلق بإمدادات الوقود المكرر الذي يأتي من دير الزور، حيث يعتمد سكّان حلب عليه في غالبية نشاطاتهم الخدميّة.

يقول أبو حميد -صاحب محل لبيع الوقود- إن سعر برميل المازوت المكرّر بلغ 17 ألف ليرة (62 دولارا) ثم ارتفع إلى نحو 20 ألفا، وبعدها إلى 30 ألفا، حتّى وصل اليوم إلى 55 ألفا للبرميل الواحد.

ويضيف "إلى جانب غلاء المازوت فإنه لم يعد متوفّراً في حلب، والسبب الاشتباكات الحاصلة على الطرقات بريفها الشرقي الشمالي، وإذا استمرت الأزمة ستساهم بوقف العديد من الخدمات الأساسيّة المقدّمة للمدينة".

من جانبه، يرى محمود العمر -وهو صاحب مولّد كهرباء- أنّ الأزمة تتعاظم عليه، حيث تكلّف في الفترة الأخيرة ودفع الكثير من المال لتوفير مستلزمات المولّد من أكبال ومازوت.

وأوضح أنه "كان سعر الأمبير الواحد 500 ليرة أما بعد ارتفاع تكاليف التشغيل فقد أصبح 750، واضطررت إلى تخفيض ساعات العمل بعد غلاء المازوت، حيث كنت أشغل المولد نحو 13 ساعة أما اليوم فأصبح تشغيلها لثماني ساعات".

‪محل وقود في حلب بعد ارتفاع سعر المحروقات‬ (الجزيرة)
‪محل وقود في حلب بعد ارتفاع سعر المحروقات‬ (الجزيرة)

أما ماجد الحاج أحد المسؤولين في جمعية خيرية توزّع الخبز المجّاني على العائلات، فيقول إنّ انقطاع المازوت أثر على عملهم، وحذر من أنّ هذه المشكلة ستؤدّي إلى وقف معظم أفران الخبز بسبب غلاء المازوت وعدم توفّره بشكل دائم، وسيؤثر على مئات العائلات المستفيدة من توزيع الخبز المجاني.

ولم يقتصر تأثير انقطاع المازوت على أفران الخبز، بل امتد إلى وسائط النقل، وهي المشكلة التي يعاني منها اليوم جهاز الدفاع المدني في حلب.

وقال مضر الأحمد أحد أعضاء الدفاع المدني، "في الحالة العاديّة كنا نوفر من مخزون الوقود لدينا لتشغيل الآليّات أكبر مدّة ممكنة، وذلك بسبب قلّة المخزون، لكن سعر المازوت ارتفع ثلاثة أضعاف وهذا أثّر على عملنا بشكل سلبي".

ويتخوّف مضر من أن يصلوا إلى مرحلة يعجزون فيها عن شراء المازوت، حيث كانوا يحتاجون سابقاً إلى ثلاثة براميل شهريّاً لتشغيل آليّة واحدة.

ويشكو عمر الشيخو -من حيّ الفردوس بحلب- ارتفاع أجور المواصلات قائلا "في السابق كنت أستقل سيّارات النقل من حيّ الفردوس إلى الأنصاري بـ35 ليرة، أمّا اليوم أصبحت أجرة النقل 50 ليرة، وربما تزيد مستقبلاً فمعظم الآليّات تعمل على المازوت".

المصدر : الجزيرة