شيطنة "مصر القوية" بعد حديث المصالحة

حزب مصر القوية أعلن اليوم قراره بمقاطعة الاستفتاء على الدستور
لقاء سابق لحزب مصر القوية (الجزيرة-أرشيف)

عبد الرحمن أبو الغيط-القاهرة

لم تتوقف حملة الهجوم التي يتعرض لها حزب "مصر القوية" منذ طرحه مبادرة للمصالحة الوطنية، تتضمن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة للخروج من الأزمة السياسية الحالية التي تعانيها البلاد.

وتتضمن المبادرة التي أطلقها الحزب قبل أسبوع "تشكيل حكومة جديدة يرأسها شخصية مستقلة، وتفويض رئيس الجمهورية صلاحياته إلى رئيس الحكومة، ونقل صلاحيات التشريع لمجلس الدولة، وإعادة هيكلة وزارة الداخلية وفق قواعد الحفاظ على حقوق الإنسان، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال عام واحد، وإلغاء عقوبة الإعدام في الفترة الحالية، ومراجعة جادة لكافة الأحكام الصادرة بحق المعارضين، والإفراج أو إصدار عفو عام عن قيادات كافة التيارات المعارضة التي لم يثبت بدلائل واضحة معلنة تورطها في أي جريمة".

وبسبب تلك المبادرة تعرض الحزب ورئيسه عبد المنعم أبو الفتوح، لسيل من الاتهامات من بينها اتهام أبو الفتوح بـ"العمالة لجماعة الإخوان المسلمين" التي سبق أن انشق عنها، وتقديم بلاغات للنائب العام تطالب بإدراج الحزب في قائمة "الكيانات الإرهابية".

أحمد امام: فرص المشاركة السياسية منعدمة مع نظام السيسي(الجزيرة)
أحمد امام: فرص المشاركة السياسية منعدمة مع نظام السيسي(الجزيرة)

أذرع "الردح"
هذا الأمر جعل المتحدث باسم الحزب أحمد إمام يقول "نحن أمام نظام لا يتعامل بالسياسة، وكثيرا ما يستخدم أذرعه في الرد على معارضيه بأساليب الردح والتخويف والتهديد، وكثير من مؤيدي النظام يتزلفون له بالهجوم على الآراء المعارضة".

وأضاف إمام للجزيرة نت "ندرك أن فرص المشاركة السياسية منعدمة مع مثل هذا النظام، وأن العقلية الغالبة داخل التركيبة الحاكمة لا تعترف إلا بسياسة القطيع ولا مجال فيها لقبول الرأي والرأي الآخر".

وأكد على قناعات الحزب بقوله "نؤمن أن السياسة بمفهومها الواسع، هي التواصل مع الشعب وطرح الرأي والتوعية السياسية بشكل سلمي، ومحاولات التواصل مع قوى سياسية مختلفة، وهي المجالات التي اخترناها لأنفسنا كمساحة للعمل السياسي في ظل مثل هذا النظام".

هشام حسين: دعوة حزب مصر القوية لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة "تآمر على الدولة وتهديد للأمن القومي، مما يؤكد على أن رئيس الحزب ما زال قياديًا في جماعة الإخوان الإرهابية، ويعمل لإنقاذها من الانهيار

تباين
من جانبه، أكد الباحث السياسي أحمد طه، أن النظام الحالي "لا يهتم بتقديم أي مبادرات سياسية للخروج من الأزمة، فضلا عن الرد على مبادرة من هنا أو هناك. مضيفا أن الحملة التي يتعرّض لها حزب مصر القوية "تأتي في سياق اللوثة الفاشية، التي تجتاح الفضاءيْن السياسي والإعلامي بمصر، حيث تزخر الساحة بالطبّالين والزمّارين والمزايدين، الذين يسعون لإسكات أي صوت يخرج ويطرح حلاً للخروج من الأزمة، في لحظات لا مجال فيها لصوت العقل أو العقلاء".

ويؤكد طه أن المجال السياسي "تم إغلاقه ومصادرته بالفعل إلى أجل غير مسمى من قِبل النظام، على خلفية صراعه الصفري مع الإخوان المسلمين، مشددا على ضرورة وجود مخرج من الأزمة التي تزداد تعقيدا يوما بعد الآخر".

في المقابل، اعتبر عضو "حركة 30 يونيو" هشام حسين أن دعوة حزب مصر القوية لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة "تآمر على الدولة وتهديد للأمن القومي، مما يؤكد على أن رئيس الحزب ما زال قياديًا في جماعة الإخوان الإرهابية، ويعمل لإنقاذها من الانهيار".

وأضاف حسين  للجزيرة نت "هناك حملة شعبية تشكلت للمطالبة بحل الحزب وضمه لقائمة الكيانات الإرهابية، خاصة بعد اجتماع رئيس الحزب بعدد من سفراء الدول الأجنبية، ونقل صورة مغلوطة عن المشهد السياسي المصري، وإمداد السفراء بمعلومات خاطئة يهدف من خلالها إلى تشويه القيادة السياسية ومؤسسات الدولة".

وأكد أن "مصر بها رئيس منتخب تلتف حوله جموع الشعب المصري، ولا يمكن السماح لأي شخص يعيش خارج إطار الزمن، أن يعيد مصر إلى الوراء، وينقلب على مكتسبات ثورة 30 يونيو المجيدة".

المصدر : الجزيرة