مخطط سوري لاستهداف الداخل التركي خلال الانتخابات

إجراءات أمنية وحواجز شرطة عند مدخل مديرية الأمن العام في إسطنبول التي تعرضت لهجوم مسلح مطلع نيسان الجاري
إجراءات أمنية عند مدخل مديرية الأمن العام في إسطنبول التي تعرضت لهجوم مسلح مطلع أبريل/ نيسان الجاري (الجزيرة نت)

خليل مبروك-إسطنبول

كشفت وسائل إعلام وصحف تركية النقاب عما وصفته بمخطط يعمل نظام الرئيس السوري بشار الأسد لتنفيذه، ويشتمل على توجيه ضربات أمنية وإثارة فوضى بالداخل التركي في فترة الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في البلاد بالسابع من يونيو/ حزيران المقبل.

وأفادت صحيفة "يني عقد" أن جهاز الاستخبارات التركي بعث رسالة تحذيرية لوزارة الداخلية، تضمنت تحذيرا مفاده أن سجناء سوريين معتقلين بتهم تتعلق بجرائم القانون العام قد يصلون إلى تركيا لإثارة الفوضى وتنفيذ عمليات.

وقالت الصحيفة إن الرسالة التي تلقتها الداخلية التركية خلال فبراير/ شباط الماضي قد أفادت أن النظام السوري أطلق سراح 2400 من أصل خمسة آلاف سجين، وقام بتدريبهم في طرطوس واللاذقية والشام، على تنفيذ عمليات "إرهابية" في تركيا بهدف إثارة الفوضى.

على شكل لاجئين
وقال الباحث بالشؤون الأمنية في مركز ستا التركي للدراسات أفق أولتاش إن نظام الأسد استخدم سابقا ذات الأسلوب، مشيرا إلى أن النظام أطلق عام 2011 سراح مجموعة من أخطر السجناء الأمنيين الذين كونوا النواة الأولى لعدد من الجماعات التخريبية في سوريا ومن ضمنها جبهة النصرة.

وأضاف أولتاش للجزيرة نت أن أبسط طريقة سيستخدمها هؤلاء هي دخول الأراضي التركية على شكل لاجئين، موضحا أن هذا الأسلوب سبق أن استخدم في تفجيرات الريحانية التي أوقعت نجو 52 قتيلا في مايو/ أيار 2013.

وشدد على أن ما تناوله الإعلام التركي مؤخرا حول نوايا تنفيذ هجمات في سوريا ليس بالأمر الجديد، قائلا إن دوائر الأمن التركية تتعامل مع مثل هذه التهديدات منذ فترة طويلة.

‪محمد زاهد غل‬ (الجزيرة)
‪محمد زاهد غل‬ (الجزيرة)

إغلاق المعابر
أما الكاتب والمحلل السياسي التركي محمد زاهد غل، فقال إن بلاده تلقت في الآونة الأخيرة معلومات استخبارية كثيرة بشأن محاولات يقوم بها النظام السوري لزعزعة استقرارها وأمنها على أعتاب الانتخابات البرلمانية.

وربط غل، في حديثه للجزيرة نت، بين هذه التحذيرات وإغلاق الحكومة التركية المفاجئ للمعابر الحدودية مع الأراضي السورية في فبراير/ شباط الماضي بعد أربعة أعوام من اتباعها سياسة "الحدود المفتوحة" أمام اللاجئين السوريين.

وأشار إلى أن المعلومات التي يتم تداولها تتحدث عن استهداف شخصيات معينة وتنفيذ تفجيرات، موضحا أن تركيا تشهد حاليا إجراءات أمنية احترازية مشددة على المناطق الحدودية والمقار الأمنية ومكاتب الأحزاب السياسية المختلفة.

‪علي باكير‬ (الجزيرة)
‪علي باكير‬ (الجزيرة)

الضغط الانتخابي
بدورها، نقلت صحيفة "ميللت" التركية عن جهاز الاستخبارات التحذير من أن النظام السوري يخطط لإستهداف 12 مدينة تركية أهمها إسطنبول ومرسين وأضنة وغازي عنتاب وشانلي أورفة وهاتاي.

وقال الكاتب والمحلل السياسي المتخصص بالشأن التركي علي باكير -للجزيرة نت- إن المعلومات تتحدث عن عمليات بسيارات مفخخة تم تدريب عدد من العناصر على تفجيرها، مشيرا إلى أن التقارير الاستخبارية قد صدرت قبل موجة العمليات التي شهدتها تركيا مطلع الشهر الجاري.

وتوقع باكير أن يلجأ منفذو الهجمات المرتقبة إلى ضرب المواقع العامة والمكتظة بالناس لإيقاع أعداد كبيرة من الضحايا بهدف التأثير على مزاج المواطن التركي، ودفع الناخبين للابتعاد عن حزب العدالة والتنمية الحاكم بدعوى أن هذه العمليات هي رد فعل على علاقته بالمعارضة السورية.

وفي المقابل، توقع باكير أن تواصل الحكومة التركية الإجراءات المشددة على الحدود البرية والتدقيق في هويات من تشتبه في سلوكهم بالداخل التركي، مشيرا إلى أن لدى السلطات لائحة بأسماء الآلاف من الذين تم تسفيرهم أو إيقافهم أو تجري ملاحقتهم داخل الأراضي التركية تحسبا من إمكانية ضلوعهم بأي هجمات.

كما أعرب عن اعتقاده بأن تستمر السلطات التركية في تأهبها وإغلاق المعابر مع سوريا إلى ما بعد إجراء الانتخابات البرلمانية القادمة.

وكانت تقارير صحفية قد أشارت إلى أن الاستخبارات التركية رصدت ارتفاعا في أعداد الوافدين إلى أراضيها من المفرج عنهم من السجون السورية، مبينة أن المدن الـ12 التي يجري الحديث عن استهدافها ضمن المخطط باتت تشهد إجراءات أمنية لافتة.

المصدر : الجزيرة