نازحو الأنبار.. المحافظات مغلقة أمامهم دون كفيل

النازحين العراقيين
النازحون من الأنبار يعانون في التنقل بين المحافظات بسبب إجراءات أمنية مشددة (الجزيرة)

أحمد الأنباري-بغداد

 

نزح أكثر من مليونين ونصف المليون مواطن عراقي، منذ بداية العام الماضي بعد تفجر المواجهات المسلحة في مدينتي الرمادي والفلوجة، لتتسع رقعة النزوح بعد سيطرة تنظيم الدولة على الموصل ومساحات شاسعة أخرى في غرب وشمال العراق، ومناطق في ديالى وحزام بغداد، وتوزع النازحون على محافظات الوسط والجنوب، بالإضافة إلى إقليم كردستان العراق.

واتخذت بعض المحافظات، خاصة الوسطى والجنوبية، قبل عام تقريبا -مع بدء عملية النزوح- إجراءات أمنية مشددة عند نزوح آلاف العائلات من محافظة الأنبار إلى تلك المحافظات.

وأعلن المسؤولون الأمنيون في أكثر من مناسبة أنهم يخشون دخول عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية مع العائلات النازحة، ما تسبب بتشديد الإجراءات الأمنية.

رضا السيلاوي يبرر الإجراءات المشددة على النازحين خشية دخول
رضا السيلاوي يبرر الإجراءات المشددة على النازحين خشية دخول "الإرهابيين"(الجزيرة)

لا دخول بلا كفيل
وقفت عائلة محمد الدُليمي، المكونة من خمسة أشخاص تسع ساعات بمنطقة عين التمر (40 كلم غربي مدينة كربلاء التي تقع جنوبي العراق) عندما منعتها السلطات الأمنية من دخول المحافظة إلا بعد الحصول على كفالة من أحد المواطنين بكربلاء.

يقول الدُليمي "هربت 13 عائلة يوم 21 آذار/مارس الحالي من العمليات العسكرية والاقتتال الذي تشهده محافظة الأنبار، ولجأت إلى محافظة كربلاء لقربها منها، لكن الإجراءات الأمنية كانت معقدة جداً، ولم نتمكن من الدخول إلا بعد إحضار كفيل (الشخص الذي يتكفلهم في حال خالفوا التعليمات) من المحافظة".

ويضيف أن العائلات التي تدخل إلى محافظة كربلاء لا تمكث فيها "وإنما هي طريق للوصول إلى العاصمة بغداد، التي لجأت إليها مع عائلتي، وذلك لعدم تمكننا من الوصول إليها عبر طرق ومنافذ أخرى لاشتداد القتال وقطع الطرق".

عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي يشكو من "الموافقات الأمنية التي تتخذها السلطات المحلية في العاصمة بغداد، والمحافظات الجنوبية" التي تُساهم وفق قوله بـ"عرقلة دخول النازحين الهاربين من القتال إلى تلك المحافظات".

ويقول للجزيرة نت إن كربلاء "هي أكثر المحافظات التي تتشدد في إجراءات دخول النازحين من محافظة الأنبار إليها، وتغلق الحدود في بعض الأحيان، لكننا عندما نجري الاتصالات مع المسؤولين فيها" يتم إدخال العائلات التي مُنعت.

ويوضح "نحن نقدّر الإجراءات الأمنية التي تتخذها السلطات المحلية في تلك المحافظات، لكننا ندعوهم إلى إبداء المرونة في إجراءاتهم، خاصة المحافظات الجنوبية". ويشير إلى أن "إقليم كردستان كان في أوقات سابقة من المحافظات التي تتخذ إجراءات صعبة لكنها سهلتها فيما بعد".

‪‬ سعد المطلبي: تأمين النازحين للكفيل متفق عليه مع محافظة الأنبار(الجزيرة)
‪‬ سعد المطلبي: تأمين النازحين للكفيل متفق عليه مع محافظة الأنبار(الجزيرة)

تحسبات أمنية
بينما يبرر عضو مجلس محافظة الأنبار، رضا السيلاوي، الإجراءات المشددة التي تتخذها الحكومة المحلية بالمحافظة، بالخشية من دخول "إرهابيين" إليها مع النازحين، لكنه يُشير في ذات الوقت إلى أن "الإجراءات المتخذة لم تكن مشددة بشكل كبير" والدليل هو دخول العائلات نهاية المطاف "لتواصل طريقها إلى بغداد".

ويقول السيلاوي للجزيرة نت إن "الاجتماعات التي تجري مع حكومة كربلاء المحلية، تؤكد على ضرورة استقبال النازحين من محافظة الأنبار، وتقديم المساعدة لهم".

ويضيف أن "هناك ثلاثمائة عائلة نازحة من محافظة الأنبار تسكن في أماكن ممتازة مع أهالي كربلاء، وما نخشاه دخول الإرهابيين" مع تلك العائلات.

في حين يؤكد سعد المطلبي نائب رئيس اللجنة الأمنية بمجلس محافظة بغداد -للجزيرة نت- وجود "اتفاق بين محافظة الأنبار وقيادة عمليات بغداد على إدخال النازحين وفق آلية معينة، وهي إظهار الوثائق الرسمية، وتأكيد هويتهم من خلال الكفيل".

المصدر : الجزيرة