حكومة هادي تستأنف عملها بعدن

رياض ياسين خلال افتتاح مبني وزارة الخارجية اليمنية في عدن اليوم
رياض ياسين خلال افتتاح مبنى وزارة الخارجية اليمنية في عدن الخميس (الجزيرة نت)

سمير حسن-عدن

أعلن وزير الخارجية اليمني رياض ياسين الخميس افتتاح أول مكتب لوزارته بمدينة عدن، في خطوة تنبئ عن تطور قادم مهم في مسار الأزمة اليمنية وتوجه فعلي لإدارة الدولة من عدن باستعادة الشرعية المفقودة وإعادة بناء مؤسسات الدولة من خارج صنعاء.

وقال رياض ياسين في مؤتمر صحفي عقده صباح الخميس بمناسبة الافتتاح إن هذه الخطوة هي الأولى لعودة الشرعية وممارسة عملها من العاصمة المؤقتة عدن، مؤكدا أن عودة هادي تمثل خطوة مهمة وإيجابية في هذا الشأن.

ويأتي هذا الإعلان بعد يوم واحد من استئناف الرئيس اليمني مهامه من داخل البلاد عقب وصوله إلى عدن قادما من الرياض ، وتوجيهه لوزراء الحكومة بمزاولة مهامهم من عدن، حيث التقى عددا من المسؤولين وأشرف على العملية العسكرية في تعز، كما أمر باستئناف الرحلات المدنية بمطار عدن الدولي.

دلالات كبيرة
وتحمل عودة هادي إلى عدن دلالات كبيرة تعزز موقفه السياسي في ظل المكاسب العسكرية التي حققتها قوات التحالف العربي والقوات الموالية للشرعية في مدينة تعز والمدن المحررة الأخرى، لكن ذلك لا يعني عدم وجود صعوبات كبيرة تنتظر هادي في عدن.

‪شمسان: عودة الرئيس هادي غيرت معادلة الصراع باليمن‬  شمسان: عودة الرئيس هادي غيرت معادلة الصراع باليمن (الجزيرة) 
‪شمسان: عودة الرئيس هادي غيرت معادلة الصراع باليمن‬  شمسان: عودة الرئيس هادي غيرت معادلة الصراع باليمن (الجزيرة) 

ويعتقد محللون يمنيون أن عودة هادي خطوة في غاية الأهمية ومؤشر على قرب استعادة الجغرافية ومؤسسات الدولة والسلطة الشرعية ونهاية الانقلاب في البلاد، علاوة على كونها خطوة أساسية في هذا التوقيت بالذات لفرض واقع جديد قبل انطلاق مؤتمر جنيف.

ويرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء عبد الباقي شمسان أنه رغم وجود جماعة انقلابية تمارس السلطة وإدارة شؤون البلاد ومهما كانت قوة العمليات العسكرية "فلا بد من وجود سلطة على المستوى الوجودي والسيادي لإدارة شؤون المجتمع في حالة استثنائية خطيرة".

وقال في حديث للجزيرة نت أعتقد أنه بعودة الرئيس هادي تغيرت معادلة الصراع من حيث العمليات العسكرية ومن حيث تحديد أطراف الصراع في طرفين، سلطة شرعية وجماعة انقلابية وليست جماعات متصارعة.

وأضاف "لا بد من أن تكون هذه العودة فاعلة تعمل من خلال عدد من المدخلات، أهمها توحيد المزاج الشعبي بما يوحد العمل الوطني في كل الجغرافية اليمنية، والإسراع في استعادة الحياة اليومية وملء الفراغات الأمنية في المناطق المحررة، فضلا عن تنسيق العمليات الإغاثية وتفعيل الدبلوماسية اليمنية والجهاز الإعلامي لتعبئة الجماهير".

ملفات صعبة
من جهته، تحدث الكاتب والمحلل السياسي أحمد الزرقة عن ملفات صعبة وكبيرة تنتظر هادي في عدن، وقال إن المخاطر ما زالت تحيط بتلك العودة التي تحتاج إلى الكثير من العمل الدؤوب ابتداء من تحقيق تقارب داخل مؤسسة الرئاسة وإعادة تشكيل الحكومة بما يتناسب والمرحلة الجديدة وتأمين محافظة عدن والمحافظات المحررة والعمل على دعم تحرير باقي المحافظات.

وأوضح الزرقة للجزيرة نت أن الطريق شائك وطويل، ويحتاج لخارطة طريق واضحة المعالم وإعادة بناء نخبة سياسية جديدة قادرة على تجاوز الأخطاء المدمرة التي سببتها سنوات طويلة من الفشل، مشيرا إلى أن استعادة الشرعية عمل كبير.

‪الزرقة أكد أن استعادة الشرعية عمل كبير‬  (الجزيرة)
‪الزرقة أكد أن استعادة الشرعية عمل كبير‬ (الجزيرة)

وأضاف أن انتشار الجماعات المسلحة والانقسام الحكومي وعدم وضوح الرؤية للتحالف واختلاف أجندات أطرافه وعدم قدرة حسم الأمور عسكريا واستمرار سيطرة المليشيا والمخلوع على ميزانية الدولة سيجعل عودة هادي بلا معنى.

وشدد على ضرورة إعادة بناء الحياة وتطبيعها في عدن والمناطق المحررة وتشكيل جيش حقيقي بدلا عن الجيش المناطقي وفتح عدن أمام جميع المسؤولين الحكوميين بمن في ذلك المنتمون للمحافظات الشمالية.

بدوره، رأى الصحفي في عدن فؤاد مسعد أن أهم عمل تقوم به السلطة الشرعية هو إجبار المليشيا الانقلابية على العودة إلى الوضع الطبيعي، وتطبيق نتائج مؤتمر الحوار الوطني واستكمال الانتقال السلمي للسلطة.

وأكد للجزيرة نت أهمية تأمين المحافظات المحررة وتوفير الاحتياجات الضرورية للمواطنين.

وأضاف أن قيام الرئاسة والحكومة بالدور المطلوب منهما يعمل على تعزيز الشرعية ومحاصرة الحوثيين وحلفائهم من أتباع الرئيس المخلوع، بينما يفتح ضعف الوجود الحكومي في المناطق المحررة الطريق أمام جماعات العنف وأعمال الفوضى.

المصدر : الجزيرة