وزراء نتنياهو غاضبون من "الخطوات الأحادية"
وديع عواودة-حيفا
يستبعد سياسيون ومحللون في إسرائيل أن يكون رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو جادا بإشارته من واشنطن إلى "احتمال القيام بخطوات أحادية الجانب في الضفة الغربية"، واعتبروها "مناورة سياسية".
وخلال محاضرة له في معهد أبحاث "كاب" (cap) المقرب من البيت الأبيض قال نتنياهو ردا على سؤال حول برنامجه البديل في ظل احتمالات عدم إحراز تسوية دائمة وزيادة احتمالات نشوء دولة ثنائية القومية إن "خطوات أحادية معينة ممكنة"، مشترطا قبول المجتمع الدولي مطالب إسرائيل بـ"الحفاظ على أمنها".
وتابع "أما مسألة القدس والحرم القدسي فهي غير قابلة للحل، وإسرائيل غادرت غزة وفككت مستوطناتها فتلقت ستين ألف صاروخ، وفي حال قامت دولة فلسطينية كيف سنضمن ألا تكون غزة ثانية؟".
أما وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان -من الليكود- فانتقد تصريحات نتنياهو، وأكد في حديثه للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أنه يعارض بشدة أي خطوات أحادية ويستعد لمحاربتها "حال تبين أنها حقيقية"، معتبرا الانسحاب من الضفة الغربية "تكرارا لتجربة غزة والتي تدلل على أنه حيثما انسحبت إسرائيل تعرضت لصواريخ كما في لبنان وغزة". وأضاف "لا أعتقد أن لدى نتنياهو خطة بذلك ولم يطلع الحكومة عليها".
من جانبها، سخرت رئيسة حزب "ميرتس" عضوة الكنيست زهافا غالؤون من تصريحات نتنياهو واعتبرتها "ديماغوغية عندما يتحدث عن دولة فلسطينية"، وقالت للجزيرة نت "إن العالم لم يعد يثق بتصريحات نتنياهو لأن ما يرد على لسانه يتناقض مع ما تصنعه يداه على الأرض الفلسطينية".
وغير بعيد عن المواقف السابقة قال المحلل السياسي الإسرائيلي آري شافيط إن تصريحات نتنياهو في واشنطن "مناورة غير مفيدة لأنها متأخرة". وأضاف للجزيرة نت أن "أحدا في العالم لا يصدق نتنياهو لأن عدد المستوطنين قد زاد مئة ألف مستوطن منذ إعلانه تأييده فكرة الدولتين في خطاب بار إيلان عام 2009، ولا سيما أن حكومته متشددة".
ويرى شافيط أن التلميح بخطوة أحادية في الضفة من قبل نتنياهو "لا يعني أنه سيقتدي بأرييل شارون في فكه الارتباط مع غزة قبل عشر سنوات"، مشيرا إلى رغبة نتنياهو في "تخفيف حدة الانتقادات والعقوبات التي تواجهها إسرائيل في العالم والتي باتت تتجه لتكون دولة منبوذة على غرار جنوب أفريقيا التاريخية".
ويتفق المحلل السياسي عكيفا إلدار مع شافيط قائلا "إن تلميحات نتنياهو غير جدية وأقرب للمناورة بعدما علم بقرب صدور قرار الاتحاد الأوروبي بوسم منتوجات الاستيطان، وأزمة إسرائيل الحالية تحتاج أفعالا واضحة وفورية تغير الواقع بسرعة".
واستبعد إلدار أن يقتدي نتنياهو بـأرييل شارون أو ديفد بن غوريون الذي قبل قراري التقسيم في عامي 1937 و1947.