مظاهرة بلندن تساند فلسطين وأخرى تؤيد إسرائيل

محمد أمين-لندن

قبالة مقر البعثة الفلسطينية لدى بريطانيا، احتشد الثلاثاء جمعان أحدهما مؤيد لإسرائيل والآخر مؤيد لفلسطين ومندد بالاعتداءات الإسرائيلية، وكان واضحا أن الجمع الثاني أكبر عددا وأقوى حجة.

فقد شارك عشرات في الوقفة التي دعت لها مجموعة يهودية بريطانية مناصرة لإسرائيل تنديدا بما أسمته "الإرهاب الفلسطيني"، فيما بدا محاولة للقيام بدعاية مضادة، وتوظيف المواجهات الأخيرة في القدس وعمليات الطعن للمستوطنين لوسم الفلسطينيين بالإرهاب.

وتأتي الخطوة محاولة للرد على ما بدا في الفترة الأخيرة تحولا نوعيا في الرأي العام البريطاني، ظهر عبر عدة مؤشرات منها المظاهرات الحاشدة التي خرجت بمئات الآلاف صيف العام الماضي تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فضلا عن سلسلة من الاعترافات البرلمانية الأوروبية بالدولة الفلسطينية، حيث كان برلمان المملكة المتحدة واحدا منها.

في المقابل، كان العدد بالمئات في الوقفة التي شارك فيها ناشطون فلسطينيون وعرب وأجانب من بينهم يهود مناهضون للصهيونية، التفوا حول مقر البعثة الدبلوماسية الفلسطينية بينما وقف أنصار إسرائيل بعيدين عن المقر.

عنصرية وإرهابية
وألقى السفير الفلسطيني ببريطانيا البروفيسور مانويل حساسيان كلمة أمام مقر البعثة وصف فيها إسرائيل بالدولة العنصرية الإرهابية، مفندا ما تسوقه من دعاية كاذبة بشأن "الإرهاب الفلسطيني"، وهي التي تحتل فلسطين.

وفي حديث للجزيرة نت قال حساسيان إن أكثر ما يؤلمه هو أن المجتمع الدولي يتابع ما يجري للفلسطينيين واستمرار سيلان دمائهم في القدس وغزة والضفة وعامة الأراضي الفلسطينية دون تحريك ساكن، متهما المجتمع الدولي بالدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي.

وعن فرص نجاح إسرائيل في توظيف ما يجري في القدس لصالحها، أكد السفير الفلسطيني أن المحاولات الإسرائيلية للقيام بدعاية لتجميل صورتها محاولات يائسة ومفضوحة.

‪مظاهرة مؤيدة لفلسطين عند مقر بعثة فلسطين في لندن‬ (الجزيرة)
‪مظاهرة مؤيدة لفلسطين عند مقر بعثة فلسطين في لندن‬ (الجزيرة)

ورفع الفلسطينيون وأنصارهم الأعلام الفلسطينية، ولوحوا بشعارات تصف إسرائيل بالارهاب وتؤكد ضرورة محاكمة قاداتها على الجرائم التي ارتكبوها بحق الأطفال والنساء في غزة صيف العام الماضي، معتبرين محاولات إسرائيل الظهور بمظهر الضحية بأنها محاولات مكشوفة للرأي العام الغربي الذي خبر جرائم دولة الاحتلال وفي ظل سجل معروف لجرائم الحرب التي ارتكبتها، والموثق قانونيا وأمميا.

وتركزت هتافات النشطاء الأجانب على التنديد بجرائم إسرائيل ومناداتهم بالحرية لفلسطين، كما طالبوا المجتمع الدولي بتحقيق العدالة للفلسطينيين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وهتفوا بالعار لمن يدعم ويناصر سياسة إسرائيل الاحتلالية.

حجج واهية
من جانبه قال رئيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين في بريطانيا فؤاد شعث إن الحجج الإسرائيلية بأن هناك إرهابا فلسطينيا في إسرائيل هي حجج واهية وقلب للمفاهيم والحقائق المعروفة لكل العالم، لافتا إلى أن عدد من حضروا يعطي مؤشرا واضحا على حجم التأييد للقضية الفلسطينية في مقابل انحسار أنصار إسرائيل الذين اقتصروا على قرابة الثلاثين شخصا بينما مؤيدو فلسطين قرابة 300 رغم ضيق الوقت الذي تمت فيه الدعوة للتظاهر. 

وأضاف شعث للجزيرة نت أن الكثير من النشطاء تجمعوا ليقولوا إن مكان إسرائيل وقادتها الصحيح هو المحاكم الدولية.

وحول مدى استفادة إسرائيل من حالات طعن المستوطنين الأخيرة، أشار شعث إلى أن إسرائيل تحاول ذلك بالفعل لكن الناشطين يردون بأن المفروض هو اعتقال من يحاول القتل وليس قتله، فأي شخص يحاول قتل شخص بالسكين يتم اعتقاله ومحاكمته وفق القانون وليس المباشرة بقتله فورا، وأكد شعث أن هناك كثيرا من المستوطنين يقتلون الفلسطينيين بتلفيق وادعاء حملهم السكين، ثم يرمون سكينا  بجانبهم للقول إن هذا دفاع عن النفس فيما هو كذب ومحاولة لشرعنة الجريمة.

وتشعر إسرائيل بتنامي الغضب الشعبي تجاهها، إذ نجحت مؤخرا عريضة برلمانية بجمع أكثر من مئة ألف توقيع للمطالبة بتوقيف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومحاكمته خلال الزيارة التي قام بها للندن في سبتمبر/أيلول الماضي، كما أن اعتراف البرلمان البريطاني رمزيا بفلسطين في أكتوبر/تشرين الأول الماضي كان دلالة أخرى واضحة على هذا التحول، الذي توج مؤخرا بوصول جيرمي كوربن أبرز برلماني مناصر للقضية الفلسطينية لسدة قيادة حزب العمال المعارض، وهو  البرلماني المخضرم المعروف بـ"صديق فلسطين".

المصدر : الجزيرة