غضب من تطاول إعلاميين مصريين على الإسلام

Egypt's ex-army chief and leading presidential candidate Abdel Fattah al-Sisi gives his first television interview since announcing his candidacy in Cairo on May 4, 2014. Sisi is expected to win the May 26-27 election easily riding on a wave of popularity after he ousted in July Mohamed Morsi, Egypt's first freely elected president. The 59-year-old retired field marshal, dressed in a suit and appearing composed and often smiling in what was a pre-recorded interview, is seen by supporters as a strong leader who can restore stability, but his opponents fear that might come at the cost of freedoms sought in the pro-democracy uprising three years ago. AFP PHOTO/STR
دعوة السيسي "لثورة دينية" تبعها هجوم من إعلاميين مصريين على النصوص الإسلامية (غيتي)

عبد الرحمن أبو الغيط-القاهرة

حفلت وسائل الإعلام المصرية بهجوم متكرر من سياسيين وإعلاميين على المعتقدات الإسلامية بعد تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة القيام بما سماها "ثورة دينية على نصوص مقدسة تعادي العالم"، الأمر الذي خلف غضبا شعبيا متزايدا.

ولم تسلم مشيخة الأزهر التي أعلنت تأييدها دعوات السيسي من هجوم وسائل الإعلام، حيث انتقد عدد من الإعلاميين الأزهر متهمين علماءه بتكفير المثقفين والمختلفين معهم في الرأي.

وذهب هؤلاء إلى حد اتهام كتب الثانوية الأزهرية بالتحريض على قتل المرتد، ولا تختلف كثيرا عن فكر تنظيم الدولة الإسلامية.

أحد أوجه الهجوم جاء عبر الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي التي قالت "الحجاب ليس فرضا على الأنثى، وقد انتشر مع انتشار أفكار الإخوان والسلفيين وهم من روجوا لارتدائه".

كما سخر الإعلاميان مها بهنسي وإبراهيم عيسى من عذاب القبر، متهمين مدرسي التربية الإسلامية في المدارس بتخويف الطلاب عند الحديث عن عذاب القبر، وطالبا بضرورة التحرر مما سمياه "الخرافات"، و"تطهير الإسلام من الإسرائيليات التي دخلت الدين".

‪مشيخة الأزهر لم تسلم من الهجوم رغم تأييدها دعوات السيسي‬ (الجزيرة نت)
‪مشيخة الأزهر لم تسلم من الهجوم رغم تأييدها دعوات السيسي‬ (الجزيرة نت)

غياب التربية
ويرجع المدرس محمد عطاء انتشار التطاول على الرموز الإسلامية في وسائل الإعلام إلى ما سماه "ضعف الوازع الديني وغياب التربية الإسلامية عن المجتمع، في ظل الحرب التي تنشها الدولة على كل ما هو إسلامي بعد الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين".

وطالب في تصريح للجزيرة نت بضرورة تقديم كل من يتطاول على الإسلام ممن يصفون أنفسهم بـ"النخبة" للمحاكمة حتى يكون هناك رادع لكل من تسول له نفسه الهجوم على الدين.

أما محمد الشاعر -ويعمل محاسبا- فانتقد ما قال إنها مطالبة مذيعة في إحدى القنوات الدينية المسيحية المسلمين بحرق القرآن بعد خطاب السيسي في المولد النبوي، ومطالبة مذيع مصري بحرق صحيح البخاري بحجة أنه محرف دون تحرك أي جهة رسمية أمام تلك الإهانات.

وأردف "إذا كان القرآن به نصوص تعادي العالم وتدعو للجهاد، والسنة محرفة وبها تخاريف فماذا تبقى من الإسلام؟"، متهما النظام المصري بقيادة ما سماها "الحرب على الإسلام".

مسؤولية الدولة
من جانبه، حمل الطبيب عصام جمعة الحكومة المسؤولية عن تزايد روح العداء ضد الإسلام، مقارنا بين خطاب الرئيس المعزول محمد مرسي أمام الأمم المتحدة الذي دافع فيه عن الإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام، وبين خطاب السيسي الذي اتهم فيه المسلمين بالإرهاب والتطرف.

وأضاف للجزيرة نت أن التطاول على الإسلام يأتي غالبا في وسائل إعلام مملوكة لرجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس، ويهدف لتشويه صور وقيم ومعان إسلامية، وإبعاد الأجيال القادمة عن الفكر الإسلامي والالتزام.

في المقابل، نفى الصحفي محمود حسين أن تكون هناك حملة إعلامية منظمة في مصر ضد الإسلام، لكنه اعترف في الوقت نفسه بوجود بعض الإساءات من بعض الإعلاميين.

وأضاف للجزيرة نت "قبل الهجوم على الإعلاميين الذين ينتقدون بعض الممارسات يجب توجيه اللوم لبعض المسلمين الذين ساهمت تصرفاتهم في نشر صورة مشوهة عن الإسلام، واقترانه دائما بالعنف والإرهاب".

‪عبد الرحمن: علمانيون يشعرون بأنهم يعيشون عصرا ذهبيا بعد إسقاط حكم الإخوان‬ (الجزيرة)
‪عبد الرحمن: علمانيون يشعرون بأنهم يعيشون عصرا ذهبيا بعد إسقاط حكم الإخوان‬ (الجزيرة)

عصر ذهبي
من جانبه، أرجع الباحث الاجتماعي محمد عبد الرحمن تطاول عدد من الإعلاميين والسياسيين على الرموز والشعائر الإسلامية بصورة غير مسبوقة إلى أنهم باتوا يتصرفون بطبيعتهم الحقيقية والتي أخفوها كثيرا.

وأضاف للجزيرة نت أن الكثير من العلمانيين يشعرون بأنهم يعيشون فترة ذهبية بعد إسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين، ولذلك يسعون لاستغلال المنابر الإعلامية من أجل الترويج لأفكارهم التي لم تلق رواجا في ظل انتشار التيار الإسلامي.

وتابع أن هذه الشخصيات كرست حياتها قبل الانقلاب وبعده في مهاجمة الإخوان المسلمين، وتؤمن بأن الدين أفيون الشعوب، وأن الإخوان استخدموا هذا الأفيون للسيطرة على الشعب، لذلك تسعى لإسقاط هيبة الإسلام وشعائره في قلوب المسلمين من أجل إسقاط مكانة الإخوان في قلوب محبيهم ومؤيديهم والمتعاطفين معهم، على حد ما ذكر.

المصدر : الجزيرة