نتنياهو ومظاهرة باريس.. مشاركة رغم أنف هولاند
أسيل جندي-القدس المحتلة
وكان أحدث هذه الاستثمارات إصراره على المشاركة في "مسيرة الجمهورية" التي أقيمت في باريس رفضا "للإرهاب" رغم رفض الرئاسة الفرنسية ذلك.
توتر كبير بين باريس وتل أبيب كشفت عنه صحيفة هآرتس الإسرائيلية بسبب إصرار نتنياهو. وأفادت الصحيفة بأن غضب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على نتنياهو تجلى خلال مراسم جرت في كنيس بباريس بمشاركة المئات من اليهود الفرنسيين، وقالت الصحيفة إن هولاند شارك في معظم المراسم بالكنيس لكن عندما جاء دور نتنياهو ليلقي خطابا نهض الرئيس الفرنسي وغادر المكان.
ويُجمع المراقبون على أن نتنياهو -كيميني- يكرر دائما مشروعه المبني على التخويف من العدو المشترك، وتصوير الإسلام على أنه عدو للغرب وإسرائيل، ويرون أنه لو كان نتنياهو يريد فعلا محاربة الإرهاب لقال في فرنسا وغيرها إنه يريد إنهاء الاحتلال الفلسطيني.
وجبة دسمة
ويقول الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد إن "لنتنياهو مصلحة قوية للمشاركة بالمسيرة خاصة أن بين القتلى أربعة يهود، فهو يريد الاستفادة من قتلهم ولفت أنظار العالم لهم لكسب تعاطفه".
وأضاف أن ما حدث بفرنسا ينسجم مع السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى خلق وتوظيف قضايا للاهتمام بها عالميا على حساب القضية الفلسطينية وبالتالي هذه وجبة دسمة لنتنياهو".
وحول الرسالة التي أراد نتنياهو إيصالها من خلال زيارته، قال شديد إن إسرائيل تريد أن تقول لفرنسا إنهما في الخانة نفسها لمواجهة "الإرهاب الإسلامي"، وأنه يجب حصر الاهتمام الأوروبي بالإرهاب الإسلامي المرتبط تماما بالإرهاب الذي يدّعي نتنياهو أنه يحاربه".
من جانبه، يرى المستشار الإعلامي المختص في الشأن الإسرائيلي محمد مصالحة أن نتنياهو يعاني من حالة نفسية تعدت النرجسية، فهو لا يُعير أدنى اهتمام لما يُقال له ويمضي قدما وفقا لما تمليه عليه أفكاره الخاصة، معتقدا أنه حان وقت قطف الثمار من خلال مشاركته بالمسيرة ليتباهى ويقول لأوروبا "إن هذا هو الإرهاب الإسلامي الذي حذرتكم منه منذ أعوام".
الإرهاب ونبذه
وأضاف مصالحة أن مشاركة نتنياهو بالمسيرة قربته من نهاية رجل غير شجاع، وأنه وصل لدرجة "أن يُبصق في وجهه ويتعامل مع ذلك على أنها قُبلة"، في إشارة لتوجهه لباريس رغم عدم الترحيب الفرنسي به بشكل واضح وعلني.
وحول الأسباب التي دفعت فرنسا لإقصاء نتنياهو عن المشاركة بالمسيرة، يشير الخبير في الدراسات الإثنية المحاضر في جامعة حيفا د. أسعد غانم، إلى أن باريس -كما كل دول أوروبا- تدرك أن أحد المراكز التي تمارس الإرهاب هو الاحتلال الإسرائيلي، وأن أحد العوامل التي تؤجج الغضب لدى المسلمين هو الإصرار الإسرائيلي على استمرار الاحتلال.
ولفرنسا -يتابع غانم- موقف واضح في ما يخص الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما أنها لا تنظر لنتنياهو كشريك في أي مواجهة مع الإرهاب، فأرادت إبعاده عن المسيرة لأنه يمارس احتلالا يُغضب المستوى الشعبي والرسمي في أوروبا.
وأضاف غانم أن هولاند لم يخش هجوما شخصيا ضده في حال مشاركة نتنياهو بالمسيرة، وإنما موقفه يتمثل بعدم منطقية أن يقف نتنياهو جنبا إلى جنب مع القوى العالمية والأوروبية كرجل سلام، ويريد محاربة الإرهاب، بينما يستمر في تجاوز حقوق الإنسان ويرفض المصالحة مع الشعب الفلسطيني، فالمسألة الأساسية الرفض الأوروبي لإسرائيل ولسياساتها ولرموزها اليمينية وعلى رأسهم نتنياهو.