الفلسطينيون يغيثون السوريين بحملة "هدى الخير"

محمد محسن وتد-باقة الغربية

على وقع العاصفة "هدى" التي ضربت دول حوض المتوسط، أطلق ناشطون في مناطق فلسطين 1948 حملة لإغاثة اللاجئين السوريين الذين كانوا أبرز ضحايا العاصفة، بعدما قدموا برنامجا للتخفيف عن أطفال اللاجئين في الأردن وتركيا عبر عروض قدمتها فرقة "فتافيت".

الحملة التي حملت شعار "هدى الخير" تداخلت فيها حملات الإغاثة بدفء الأنغام التي شدا بها الأطفال الفلسطينيون، وكانت أصواتهم بمثابة صرخة الحياة في وجه العاصفة والجرح النازف بسوريا.

فقد أطلقت الفعاليات الشعبية والشبابية والقوى الوطنية والإسلامية في الداخل الفلسطيني حملات لإغاثة اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا، والتي كانت بلدة باقة الغربية السباقة فيها. وشكلت مشاهد العاصفة الثلجية وما خلفته من خسائر وضحايا في صفوف اللاجئين حافزا لمن نظموا الحملة ولكل من تبرع لها.

‪عروض لفرقة
‪عروض لفرقة "فتافيت" لإدخال البسمة‬ (الجزيرة نت)

مصاعب اللجوء
يقول عضو لجنة الإغاثة في بلدة باقة الغربية الشيخ خيري إسكندر إن هذه الحملة تنظم للعام الثالث من أبناء الداخل الفلسطيني للمنكوبين من أبناء الشعب السوري، وما ميزها هذا العام هو التفاني في التطوع والتبرع السخي والتفاعل الشعبي والذي عبر عن دفء مشاعر فلسطينيي الداخل، نصرة لإخوانهم السوريين الذين يعيشون كارثة إنسانية بويلات الشتات ومصاعب اللجوء.

وأضاف إسكندر للجزيرة نت "صحيح أن الشعب الفلسطيني لا يستطيع سد حاجة جميع اللاجئين السوريين، إلا أنه يقوم بواجبه الإنساني والأخلاقي لموازاة أهلنا في محنتهم ودعم واحتضان الأطفال المنكوبين والمشردين تحت البرد القارس، ونحن الذين نعي معاني ودلالات ومعاناة اللجوء والتشريد التي ما زالت فصولها تتواصل".

ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني الذي عاش ويلات التشريد والتهجير وتجرع مرارة النكبة يبكي ويتألم لما آل إليه الشعب السوري الذي يعيش كارثة إنسانية تعصف باللاجئين وتفاقم معانتهم وسط الصمت الدولي.

وسبق هذه الحملات العروض الفنية والمسرحية التي قدمتها فرقة "فتافيت" للفنون والموسيقى في مدينة إسطنبول التركية لأطفال اللاجئين السوريين وعائلاتهم، وحملت رسائل تعبيرية للحلم بالعودة والحرية.

‪فتية سوريون يلوحون بعلم الثورة‬ (الجزيرة نت)
‪فتية سوريون يلوحون بعلم الثورة‬ (الجزيرة نت)

ألحان التفاؤل
وبمشاهد تفاعلية ومشاعر جياشة كسرت العزلة ونسجت خيوط اللحمة والتواصل بين الشعبين الفلسطيني والسوري، تقول مديرة الفرقة المخرجة فاطمة خطيب إن "عزف الأطفال بألحان للتفاؤل لتخفت المآسي، وسطروا كلمات للجوء والتشريد، وعاشوا لحظات أبقت على فسحة من الأمل في فضاء الهم المشترك للشعبين بالحرية والعودة للوطن".

وأوضحت فاطمة للجزيرة نت أن العروض الفنية للأطفال بالشتات واللجوء تنظم لأول مرة، وتهدف إلى رفع معنويات أطفال اللاجئين السوريين للترفيه عنهم وإخراجهم من دائرة المعاناة ومشاهد التهجير والتشريد والحرب الدائرة، حيث كانت باكورة الانطلاقة بعمل تطوعي مشترك بعنوان "ألم واحد.. أمل واعد" يأتي ضمن الحملات الفلسطينية لإغاثة وإسناد اللاجئين السوريين.

رسائل تعبيرية
فكرة تنظيم عروض فنية وثقافية للأطفال السوريين اللاجئين للشابين تامر مقالدة ومحمد خيري، تبلورت بعدما كانت لهما تجربة بالمشاركة ضمن حملات شعبية إغاثية للاجئين السوريين في الأردن.

وعن برنامجهم مع اللاجئين في الأردن، قال مقالدة وخيري للجزيرة نت إنهم لمسوا مدى حاجة الأطفال للحياة وتعويضهم عن الفرح المسلوب بلون جديد من الإغاثة الإنسانية، عبر تنظيم عروض ثقافية وتربوية وفنية وتثقيفية في رسائل تعبيرية تحمل في طياتها مضامين وأهدافا متعددة لتنتقل من عمق معاناة الأطفال ومأساة الشعبين السوري والفلسطيني نحو الأمل والحلم بالحرية.

وما ميز الحفلات هو التناغم السوري الفلسطيني في الإنشاد والتمثيل من أجل العودة والوطن والصمود بحسب ما ذكره مقالدة وخيري، حيث قدمت عروض فنية ومسرحية مشتركة غنت للشام والقدس والأقصى بكلمات من عبق التاريخ والتراث والفلكلور الذي زين بألوانه اللحمة بين الشعبين.

المصدر : الجزيرة