عباس يلتقي قيادات إسرائيلية برام الله

الرئيس عباس خلال لقائه النائب في حزب العمل حيليك بار في مقر الرئاسة برام الله 16 نيسان 2014
اللقاء بين عباس (يمين) وجيليك بحث سبل دفع مفاوضات السلام المتعثرة وتعزيز الأصوات المنادية بالسلام (الجزيرة)

ميرفت صادق-رام الله

التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله مجددا وفدا قياديا إسرائيليا برئاسة مسؤول "لجنة السلام مع العرب في إسرائيل" النائب عن حزب العمل جيليك بار إلى جانب ثلاثة أعضاء بالكنيست من أحزاب أخرى.

وبحث اللقاء الذي عقد بمقر الرئاسة الفلسطينية حتى عصر اليوم، سبل دفع المفاوضات "المتعثرة" بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتعزيز "الأصوات المنادية بالسلام بين الشعبين"، على حد قول المشاركين فيه.

وقال بار في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي محمد المدني عقب اللقاء إن الاجتماع بالرئيس عباس جاء في سياق دعم تطوير عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والجهود المتواصلة من داخل وخارج الحكومة الإسرائيلية لدعم جهود السلام.

وأضاف أنهم بحثوا مع عباس سبل دفع المفاوضات والدور الذي يمكن لأعضاء الكنيست القيام به في هذا السياق.

‪المدني أشاد باللقاء وقال إن الطرفين بحثا إنجاح عملية السلام وحل الدولتين‬ (الجزيرة)
‪المدني أشاد باللقاء وقال إن الطرفين بحثا إنجاح عملية السلام وحل الدولتين‬ (الجزيرة)

ووجه في الوقت نفسه انتقادات لمعارضي اللقاء من الطرفين، وقال إن اليمين المتطرف في إسرائيل يحاول عرقلة عملية السلام والمساعي التي تقوم بها حكومة بنيامين نتنياهو في هذا السياق مشيرا إلى أن هذه الزيارة تعكس مطالب الأصوات التي تنادي بالسلام.

وسبقت للنائب جيليك بار المشاركة في لقاء جمع عباس بأكثر من 300 طالب إسرائيلي بمقر الرئاسة بـرام الله منتصف فبراير/شباط الماضي.

إدانة العنف والقتل
وأشاد المدني بزيارة الوفد الإسرائيلي ولقائه بالرئيس عباس، ووصف الاجتماع بالمهم قائلا إن الطرفين بحثا سبل إنجاح عملية السلام وحل الدولتين.

وقال المدني في المؤتمر الصحفي إن الرئيس عباس نقل عبر الوفد تهانيه للمجتمع الإسرائيلي بمناسبة عيد الفصح اليهودي، وناقش معهم مواضيع مهمة، وعلى رأسها "إدانة العنف والقتل سواء كان ضد الفلسطينيين أو الإسرائيليين".

وطالب المدني المجتمع الإسرائيلي أيضا بإدانة القتل اليومي للفلسطينيين سواء بيد الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين.

ووعد المسؤول الفلسطيني بتكثيف اللقاءات مع الإسرائيليين سواء عبر لقاءات مع الرئيس عباس أو بين فلسطينيين وأعضاء في الكنيست الإسرائيلي وغيرهم.

وقال المدني إن هذه اللقاءات تأتي كي يساهموا جميعا في تطوير عملية السلام وإنجاح المفاوضات وصولا إلى الحل العادل والدائم والمستقر في المنطقة بقيام دولتين فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب إسرائيل.

عمر البرغوثي:
تسويق اللقاءات مع الإسرائيليين بهدف "اختراق المجتمع الإسرائيلي" أدى إلى اختراق المجتمع الفلسطيني وتقويض قيمه الوطنية والأخلاقية وتوفير ورقة التوت للتغطية على الاستعمار الإسرائيلي وسياساته

ويرى القائمون على اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية التي نشطت مؤخرا أنها محاولة لاختراق المجتمع الإسرائيلي والتأثير في نتائج الانتخابات وعدم ترك الإسرائيليين رهينة لمواقف الأحزاب المتطرفة.

إدانة التطبيع
وفي مقابل ذلك، قال عمر البرغوثي الناشط في حركة مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها وأحد مؤسسيها، إن اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، وهي أكبر تحالف في المجتمع الفلسطيني، تدين كل أشكال التطبيع مع إسرائيل، بما في ذلك التطبيع الأمني والاقتصادي والرسمي والشبابي والبيئي والأكاديمي.

وقال البرغوثي للجزيرة نت إن هذا الموقف يشمل التطبيع مع دولة الاحتلال وأحزابها الصهيونية ومؤسساتها المتواطئة في احتلالها واستعمارها ونظامها العنصري.

وتسترشد هذه اللجنة بتعريف التطبيع الذي أقر بالإجماع في المؤتمر الوطني الأول لحركة مقاطعة إسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2007، وشارك فيه ممثلو جميع القوى السياسية، بما فيها حركة فتح وجميع الأطر النقابية والاتحادات الشعبية الفلسطينية.

وشدد البرغوثي على أن اللقاء بالأحزاب الصهيونية والمؤسسات المتورطة في جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين تصب في خانة التطبيع "أي إظهار علاقة الاضطهاد والاستعمار القائمة وكأنها علاقة طبيعية".

وقال إن التطبيع من أهم معيقات حركة مقاطعة إسرائيل عالميا وعربيا ومحليا، وأضاف أن تسويق اللقاءات مع الإسرائيليين بهدف "اختراق المجتمع الإسرائيلي" أدى إلى اختراق المجتمع الفلسطيني وتقويض قيمه الوطنية والأخلاقية وتوفير ورقة التوت للتغطية على الاستعمار الإسرائيلي وسياساته.

وسجلت حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها نجاحات كبيرة أربكت الإسرائيليين أنفسهم وجعلت حكومة بنيامين نتنياهو تخصص نحو 200 مليون دولار من موازنتها لهذا العام من أجل مواجهة هذه الحركة وتفادي العزلة السياسية والاقتصادية والثقافية التي تهدد بها أنشطتها المتنامية عالميا.

المصدر : الجزيرة