عباس بواشنطن وسط اتهامات حماس وثقة فتح

U.S. President Barack Obama (R) meets with Palestinian President Mahmoud Abbas during the United Nations General Assembly in New York September 24, 2013.
استبعد مسؤولون فلسطينيون أن يفضي لقاء عباس وأوباما لتوقيع اتفاق الإطار الأميركي (رويترز)
undefined

عوض الرجوب-الخليل

يذهب الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الولايات المتحدة للقاء رئيسها باراك أوباما حاملا معه انتقادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وثقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، ودعوة قوى اليسار للانسحاب من المفاوضات ورفض الضغوط الأميركية واتفاق الإطار الذي قالت إن الولايات المتحدة تحاول فرضه ويمس بالثوابت الفلسطينية.

ومن المقرر أن يلتقي عباس غدا الاثنين في واشنطن أوباما ويبحث معه تطورات عملية السلام. وبينما لم ترشح معلومات مفصلة عن جدول أعمال اللقاء، استبعد مسؤولون فلسطينيون أن تنتهي الزيارة إلى توقيع اتفاق الإطار الذي تعكف الولايات المتحدة على إعداده منذ شهور لإنقاذ المفاوضات، كما استبعدوا تمديد المفاوضات بعد انتهاء الشهور التسعة المتفق عليها للجولة الحالية والتي تنتهي أواخر أبريل/نيسان القادم.

هجوم واتهام
واتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عباس بالتوجه إلى الولايات المتحدة دون تفويض وطني، وبأنه سيقدم مزيدا من التنازلات والاستسلام، وبالتخلى عن حق العودة والقبول بتقسيم القدس والتنازل عن أراضي الضفة.

المصري شكك بإعلان عباس تمسكه بالثوابت ورفضه للضغوط (الجزيرة)
المصري شكك بإعلان عباس تمسكه بالثوابت ورفضه للضغوط (الجزيرة)

وحذر القيادي بالحركة مشير المصري الرئيس الفلسطيني "من مغبة الخضوع للابتزاز والضغط الأميركي" مؤكدا أنه "لا أحد يملك حصانة في التخلي عن الحقوق والثوابت الفلسطينية".

واتهم الرئيس الفلسطيني بأنه ذاهب للإدارة الأميركية بشأن ملف المفاوضات "دون تفويض ودون شرعية وطنية لمساره التصفوي للقضية الفلسطينية، ومخالفا للإجماع الوطني الرافض لهذا المسار".

ومقابل تشديده على تمسك حركته "بالمفهوم الوطني للثوابت دون تجزئة ودون أي تفسير خاص"، شكك القيادي بحماس في إعلان عباس تمسكه بالثوابت ورفضه للضغوط. معتبرا أن هناك "تفسيرا خاصا للثوابت لدى عباس في ظل تخليه عن حق العودة، وقبوله بتقسيم القدس، وإنهائه لقضية اللاجئين، وإبقائه للمستوطنات في ظل الدولة الفلسطينية مع تبادل الأراضي".

ثقة وصمود
مقابل اتهامات وتشكيك حماس، يحصل عباس على ثقة فتح "بصموده في وجه الضغوط"، مؤكدة أنه سيرفض الاعتراف بيهودية الدولة وأي تمديد للمفاوضات مع إسرائيل وأي ضغوط للقبول باتفاق إطار ينتقص الحقوق والثوابت الفلسطينية.

العالول: الرئيس يثبت أمام أي ضغط أميركي يمارس عليه (الجزيرة)
العالول: الرئيس يثبت أمام أي ضغط أميركي يمارس عليه (الجزيرة)

وأكد عضو اللجنة المركزية لفتح، محمود العالول، تمسك الرئيس الفلسطيني "بالمواقف الفلسطينية الأساسية التي اتفقت عليها القيادة الفلسطينية والتي تشكل الثوابت الفلسطينية الأساسية" مضيفا أن الرئيس ثبت أمام الضغوط التي مورست عليه و"نتوقع أن يثبت أمام أي ضغط يمارس عليه".

وتوقع العالول في حديثه للجزيرة نت تعرض الرئيس لمختلف أشكال الضغوط في زيارته للولايات المتحدة كالتهديدات المباشرة والحصار الاقتصادي بتواز مع الانتهاكات والضغط الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، لكنه مع ذلك شدد على أن "الجسم الفلسطيني لم يعد مطواعا، وامتلك مناعة وصلابة في مواجهة أي ضغوط وأنه لا يمكن مهما حصل التنازل علن الثوابت الفلسطينية".

وقال إنه لا يمكن القبول باتفاق إطار لا يشمل القضايا الأساسية كالقدس عاصمة والأغوار بلا أي جندي إسرائيلي وحق العودة مع رفض يهودية الدولة.

واستبعد العالول تمديد المفاوضات في ظل التعنت الإسرائيلي، مشددا على أن الكرة الآن في ملعب الجانب الأميركي الذي "عليه أن يأخذ موقعا أكثر وضوحا وأقل انحيازا تجاه العدو المحتل".

تمسك بالثوابت
ومن خارج دائرة فتح وحماس، طالبت أربعة من فصائل اليسار الفلسطينية، عباس بالانسحاب من المفاوضات، مؤكدة رفضها التام لخطة الإطار التي قالت إن وزير الخارجية الأميركية جون كيري يسعى لفرضها على الشعب الفلسطيني.

وأكدت في بيان مشترك -تلقت الجزيرة نت نسخة منه- "أهمية التمسك بهذه الثوابت ورفض الضغوط والابتزاز الإسرائيلي الأميركي لثني القيادة وإجبارها على القبول بما يسمى خطة الإطار التي تمثل وصفة جديدة لتصفية القضية الوطنية".

ودعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والمبادرة الوطنية الفلسطينية وحزب الشعب الفلسطيني، الفلسطينيين "للخروج للشوارع لحماية المشروع الوطني الذي يتهدده الخطر الداهم".

المصدر : الجزيرة