إسرائيل تتجه لتصعيد الصراع في القدس

أحياء عربية في القدس "إجراءات إسرائيلية قاسية بحث الأحياء العربية وسكانها في القدس"
الفلسطينيون في الأحياء العربية في القدس المحتلة يتعرضون لإجراءات إسرائيلية قاسية (الجزيرة)

أسيل جندي-القدس المحتلة

 

أصبح حديث الساعة بين المواطنين الفلسطينيين في مدينة القدس يتعلق بانعدام الأمن بعد إعلان إسرائيل فرض حالة الطوارئ، واتخاذ إجراءات تعسفية جديدة بحق الفلسطينيين في المدينة المحتلة.

ويرى مقدسيون أن إجراءات الاحتلال تندرج في إطار العقاب الجماعي، مما أدى إلى حالة من انعدام الأمن، وفقدان أبسط الحقوق الإنسانية، وهو الحق في الحياة.

فالخارج من منزله مفقود حتى يعود، والعائد مولود كما يقال، خاصة أنه من شبه المستحيل تجنب الاحتكاك بين العرب واليهود خاصة في الشوارع والأحياء السكنية، فالقدس مدينة مختلطة.

المقدسي: لن نسمح بتغيير واقع الأقصى فهو ملك لكل المسلمين (الجزيرة)
المقدسي: لن نسمح بتغيير واقع الأقصى فهو ملك لكل المسلمين (الجزيرة)

الاعتداء والرد
على الصعيد الشعبي تخيم حالة من الترقب على المقدسيين، مع توقعات بمزيد من القمع والتصعيد ضدهم.

ويقول محمد الفاتح المقدسي أحد سكان بلدة سلوان إن "الاحتلال يحاول فرض سياسة العقاب الجماعي علينا لتمرير مخطط التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، فهم يريدون إخمادنا، وفي المقابل يصعد المستوطنون من اعتداءاتهم ضدنا وضد مقدساتنا".

ويتابع "العنف والاعتداء لا يمكن أن يمرا بدون رد، ولن نسمح بتغيير واقع المسجد الأقصى لأنه ملك للمسلمين جميعا، ومن يعتدي على النساء المسلمات في الأقصى يعتدي على أمهاتنا وأخواتنا".

ويرى نايف سعيدي من سكان بلدة الطور في القدس أن المقدسيين محاصرون اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، ويرفضون الإجراءات التعسفية ومحاولات الاحتلال إفراغ القدس من أهلها الفلسطينيين.

ويضيف "مع ذلك نحن صامدون، ولكننا بنفس الوقت منسيون، ولا مظلة رسمية تحمينا وتقف معنا، لا السلطة الوطنية الفلسطينية ولا المنظمات الدولية، ونخوض المعركة وحدنا".

ويقول المواطن المقدسي أيمن العلمي "لدي أطفال لم أرسلهم اليوم إلى المدارس خشية على حياتهم من اعتداءات المستوطنين، ولا أستطيع أن أعمل بسبب حواجز الشرطة الإسرائيلية. لقد فقدنا الأمان، والحقد والعنصرية في تصاعد تجاهنا".

أما المواطن الفلسطيني إيهاب قرّش فقال "أنا أعمل عند اليهود منذ عام 1988، ولم أشهد يوما كراهية وعداء ضدنا كالذي أشهده اليوم، أتوقع أن أُطعن أو تستقر رصاصة في جسدي بسبب الحملات التحريضية ضد العرب".

عملية القدس التي نفذها فلسطينيان في معبد يهودي وقتل فيها خمسة إسرائيليين وجرح ثمانية لاقت ترحيبا شعبيا وفصائليا واسعا، واعتبرت ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال والمستوطنين في القدس المحتلة.

وأما رد الرئاسة الفلسطينية الذي تمثل بإدانة الرئيس محمود عباس للعملية ورفضه استهداف المدنيين من أي جهة فينظر إليه فلسطينيا على أنه مخيب للآمال.

عوكل: معركة القدس إستراتيجية والمواجهة صعبة وإسرائيل بادرت بالتصعيد (الجزيرة)
عوكل: معركة القدس إستراتيجية والمواجهة صعبة وإسرائيل بادرت بالتصعيد (الجزيرة)

معركة إستراتيجية
وبشأن الردود الشعبية والسياسية تجاه التصعيد الإسرائيلي في القدس المحتلة قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إن "معركة القدس إستراتيجية وليست تكتيكية".

وأشار إلى محاولات تغيير ملامح المدينة المقدسة، وقال "بالمقابل نحن نعتبر القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية لذلك فالمواجهة صعبة".

وأضاف "نحن في موقع رد الفعل لأن من بادر بالتصعيد هو إسرائيل، وعلينا أن لا نقف عند عملية الأمس باعتبارها بداية الطريق، لأن بدايته كانت الإجراءات الإسرائيلية وعلى رأسها اقتحام الأقصى".

وتابع "شعر كل مقدسي أنه مهدد لذلك اضطر للخروج في هبة شعبية للدفاع عن النفس والحق في الحياة".

وبشأن ما يمكن أن تحمله الأيام المقبلة قال عوكل "إنها ستحمل مزيدا من التصعيد لأن الإجراءات الإسرائيلية ستمد شرارة الانتفاضة للضفة الغربية وأراضي 1948″.

وبالنسبة للسياسة الرسمية الفلسطينية قال عوكل "إن الرئيس محمود عباس يحاول نزع ذرائع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل التحرك والاعتراف بالدولة الفلسطينية".

وأشار إلى أنه "في ظل المحاولات الإسرائيلية الحثيثة لسد الأفق السياسي أمام الفلسطينيين فهناك احتمال وقوع الاشتباك المفتوح داخل الأراضي المحتلة وخارجها، ومن المتوقع أن تضفي إسرائيل على معركة القدس الطابع الديني".

المصدر : الجزيرة