تنظيم أنصار الشريعة بتونس

Abou Yadh, leader of Tunisian Salafists (C) smiles during a meeting on May 20, 2012 in Kairouan. Hundreds of Salafist Muslims gathered Sunday in Kairouan (central Tunisia), for 'the second national congress of Ansar al-Sharia,' one of the most radical movements of the Salafist
undefined

تأسس تنظيم الشريعة في تونس في أبريل/نيسان عام 2011 بعد حوالي ثلاثة شهور فقط من الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي, وشهدت العلاقة بينه وبين الحكومة التي تشكلت نهاية العام التالي بقيادة حركة النهضة توترا ملحوظا.

ومؤسس هذا التنظيم -الذي انتظم فيه آلاف المنتسبين لما يوصف بالسلفية الجهادية- هو سيف الله بن حسين المولود عام 1966, والملقب بأبي عياض, وكان مسجونا في عهد بن علي, وقاتل في أفغانستان. ويقول التنظيم إن المنتسبين إليه ربما بلغ عددهم مائة ألف, بينما تتحدث مصادر أخرى عن أرقام أقل.

وعقد أنصار الشريعة مؤتمرهم العام الأول في مدينة القيروان (وسط تونس) في مايو/أيار 2012 بحضور ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص, بينما توقع الناطق الرسمي باسم التنظيم سيف الدين الرايس حضور أربعين ألفا في المؤتمر الثاني يوم 19 مايو/أيار 2013 بالقيروان أيضا.

ولم يخف أبو عياض تأثره وغيره بمنهج وفكر تنظيم القاعدة, لكن قائد أنصار الشريعة قال مرارا إن تونس أرض دعوة لا جهاد. وللسلفية الجهادية في تونس -بما في ذلك أنصار الشريعة- شيوخ بارزون على غرار خطيب الإدريسي.

السلاح والعنف

ونفى التنظيم أي صلة له بعدد من أعمال العنف التي حدثت في البلاد بعد الثورة، ومنها الهجوم على مقر السفارة الأميركية في سبتمبر/أيلول 2012 أثناء الاحتجاجات على الفيلم الأميركي المسيء للإسلام.

كما نفى علاقته ببعض الأسلحة التي صودرت في بعض المدن التونسية, وكذلك بتفجير ألغام في جبل الشعانبي بمحافظة القصرين (وسط غرب تونس) التي أصيب فيها 16 فردا من الأمنيين والعسكرين في أبريل/نيسان 2013.

وبعد أحداث السفارة التي قتل فيها أربعة شباب سلفيين واعتقل عشرات آخرون, اتهم محققون أبا عياض بالتحريض على تلك الأحداث, لكنه نفى الاتهام.

وحاول الأمن التونسي اعتقال قائد أنصار الشريعة لكنه لم يتمكن من ذلك ليظل الرجل بعد ذلك متواريا عن الأنظار مكتفيا ببضع مقابلات صحفية ورسائل إلى قادة ومنتسبي أنصار الشريعة.

وفي تلك المقابلات والرسائل, انتقد أبو عياض بشدة سياسات حكومتي حمادي الجبالي وعلي العريّض إزاء السلفيين الذين قتل منهم حوالي 15 فردا بحوادث متفرقة, بينما توفي سجينان إثر إضراب طويل عن الطعام.

وفي رسالته التي سبقت بأيام المؤتمر الثاني لأنصار الشريعة بالقيروان, استخدم أبو عياض لهجة حادة تجاه الحكومة بعد منعها بعض الخيم الدعوية التي تنتصب بلا ترخيص من وزارة الداخلية, وبعد تداول أخبار باحتمال منع مؤتمر القيروان.

ويطالب تنظيم أنصار الشريعة -كما بعض الفصائل السلفية الأخرى- بتطبيق الشريعة الإسلامية في تونس, وقد انتقد بشدة تراجع حركة النهضة عن المطالبة بالتنصيص على مصدرية الشريعة الإسلامية في الدستور, واكتفائها بالإبقاء على الفصل الأول من الدستور السابق الذي يقول إن تونس دينها الإسلام.

وفي مؤتمر القيروان الأول أيضا, دعا أبو عياض إلى وقف الاعتصامات والإضرابات والعشوائية, كما دعا إلى الانسلاخ عن الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر نقابة عمالية في تونس) الذي وصفه بالعلماني, وتأسيس اتحاد إسلامي عمالي بدلا عنه.

وفي ما يخص قضية سوريا, يعتبر التنظيم أنه يجدر بالشبان التونسيين الذين يذهبون للقتال في سوريا أن يظلوا في بلدهم لأنه أولى بهم, لكنه لا يمانع في إرسال بعض من يصفهم بذوي الخبرات إلى "ساحات الجهاد" في سوريا ومالي وغيرهما.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + وكالات